02-يوليو-2019

انتقل التطبيع الإسرائيلي الإماراتي إلى مرحلة الرسمية (تويتر)

الترا صوت – فريق التحرير

كشفت صحف عبرية أمس الإثنين عن زيارة أجراها وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى أبوظبي لحضور مؤتمر أممي حول البيئة، وذلك بعد أيام من اختتام المنامة لورشة العمل التي استضافتها لمناقشة التفاصيل الاقتصادية لصفقة القرن، فيما يبدو أنه مرحلة جديدة من مراحل عملية التطبيع التي تقودها الإمارات إلى جانب البحرين والسعودية مع إسرائيل، والتي أصبحت وتيرتها أسرع من ذي قبل خلال الأشهر القليلة الماضية.

ظهر كاتس في مقطع مصور من مسجد الشيخ زايد بأبوظبي وهو يتحدث العبرية، وقال في المقطع الذي نشره حساب إسرائيل بالعربية: "أنا منفعل من الوقوف هنا في أبوظبي لتمثيل مصالح دولة إسرائيل أمام دول الخليج"

وزير إسرائيلي يزور أبو ظبي سرًا

قالت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية إن كاتس أجرى زيارة سرية أول أمس الأحد إلى أبوظبي للمشاركة في أعمال مؤتمر وكالة الأمم المتحدة لشؤون البيئة، مشيرًة إلى أن كاتس التقى خلال الزيارة مسؤولين إماراتيين قدم لهم مجددًا مقترحًا إسرائيليًا لمد شبكة مواصلات من خلال سكة الحجاز بلاد الشام عبر الأردن والسعودية وصولًا إلى باقي دول الخليج.

اقرأ/ي أيضًا: تطبيع عسكري في أجواء اليونان.. الإمارات وإسرائيل في مناورات مشتركة

ونشر حساب إسرائيل بالعربية على تويتر مجموعة تغريدات تحدث خلالها عن نتائج الزيارة التي أجراها الوزير الإسرائيلي إلى أبوظبي، مشيرًا إلى أن كاتس قدم خلال زيارته مبادرة "مسارات السلام الإقليمي" التي تشتمل على اتصال اقتصادي واستراتيجي بين السعودية ودول الخليج عبر الأردن، وشبكة السكك الحديدية الإسرائيلية وميناء حيفا في البحر الأبيض المتوسط.

وظهر كاتس في مقطع مصور من مسجد الشيخ زايد بأبوظبي وهو يتحدث العبرية، وقال في المقطع الذي نشره حساب إسرائيل بالعربية: "أنا منفعل من الوقوف هنا في أبوظبي لتمثيل مصالح دولة إسرائيل أمام دول الخليج"، وأضاف موضحًا أهمية الزيارة بالنسبة لإسرائيل، أنها تطرقت لنقاش "القضايا الإقليمية والعلاقات بين البلدين، مشددًا على مواصلته العمل مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو "لتعزيز سياسة التطبيع التي نقودها بناء على قدرة إسرائيل في مجالات الأمن والمخابرات وفي المجالات المدنية المختلفة".

وتعليقًا على ما نشرته الصحيفة العبرية عن زيارة كاتس لأبوظبي، كتب المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات عبر حسابه الرسمي على تويتر مبديًا ترحيبه بهذه الخطوة، إذ قال في هذا الصدد: "إضافة لتصريحات وزير الخارجية البحريني المهمة في ورشة السلام من أجل الازدهار الأسبوع الماضي.. هذه خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح مرحب بها".

تعاون بين أبوظبي وتل أبيب بموافقة واشنطن

قبل يوم واحد من زيارة كاتس لأبوظبي كشفت صحيفة معاريف في تقرير مطول لها تفاصيل جديدة تظهر ارتفاع حجم التنسيق والتعاون الاستخباراتي والأمني الذي وصفته بـ"العميق" بين تل أبيب وأبوظبي، وبحسب معد التقرير معلق الشؤون الاستخباراتية في الصحيفة العبرية يوسي ميلمان فإن "العداء لإيران والخوف من الخطر الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين" تعد أهم المصالح المشتركة التي تربط الطرفين.

وعلى الرغم من أن التقرير لم يقدم جديدًا على مستوى الوثائق التي تؤكد التعاون بين الطرفين، والذي ظهر واضحًا خلال العامين الماضيين، فإن ميلمان كشف عن جانب مهم من فحوى العلاقة بين الطرفين، إذا تسعى تل أبيب لتطوير علاقتها مع أبو ظبي "كإمارة وبشكل مستقل وليس بوصفها ممثلة لدولة الإمارات".

وأشار إلى أن هذه العلاقة تقوم على عقد صفقات سلاح وعتاد استخباراتي، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سمح لشركات إسرائيلية ببيع أبوظبي عتادًا عسكريًا يحتوي على تيكنولوجيا أمريكية، مضيفًا أن تجمع الصناعات العسكرية الإسرائيلية وشركة "إلبيت" للمنظومات المسلحة يرتبطان بعلاقة وثيقة مع أبوظبي.

وأوضح ميلمان في تقريره أن العلاقات السرية بين الإمارة وإسرائيل توثقت قبل 15 عامًا دون أن يكشف عنها نتيجة حرص المؤسستين الأمنية والاستخبارية في تل أبيب على "إحاطة هذه العلاقات بالكتمان الشديد"، وتابع أن رجل الأعمال الإسرائيلي متاي كوخافي مالك شركة "لوجيك" يقوم بتزويد أبوظبي بعتاد أمني لتأمين الحدود وحقول النفط بالإضافة لتقديم استشارات أمنية.

وتعتبر العلاقة بين الشركة الإسرائيلية وأبوظبي بحسب ما أورد ميلمان عميقة جدًا بالنظر لتوافد مسؤولين استخباريين أو عسكريين إسرائيليين سابقين إلى إليها للعمل تحت مظلة الشركة الإسرائيلية، من بينهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق عاموس مالكا، وقائد سلاح الجو الأسبق إيتان بن الياهو،حيث أقاموا في حي مكون من الفلل داخل الإمارة من أسبوع إلى أسبوعين، فيما يعمل حاليًا في أبوظبي تحت مظلة الشركة مسؤول شعبة تجنيد العملاء في جهاز الموساد دفيد ميدان، ومؤسس شركة أورانيتكوس المتخصصة في إنتاج الطائرات بدون طيار آفي لؤومي.

بعد المنامة.. كاتس أول مسؤول إسرائيلي يزور إمارة خليجية

وتأتي زيارة كاتس لأبوظبي بعد أقل من أسبوع على تنظيم البحرين لما عرف باسم ورشة المنامة التي ناقشت على مدار يومين تفاصيل خطة السلام من أجل الازدهار الاقتصادية ضمن صفقة القرن، والتي حظيت بتغطية استثنائية لوسائل إعلام عبرية من داخل البحرين، وما أظهرته من بوادر توجه دول السعودية والإمارات والبحرين نحو تعزيز التعاون مع تل أبيب تمهيدًا للمضي في عملية التطبيع بشكل كامل.

وعلى مدار الأعوام الفائتة لطالما مثلت المنامة الحديقة الخلفية للسياسة الداخلية أو الخارجية لأبوظبي بالنظر لقضايا إقليمية مختلفة، ليس أولها انسياق البحرين خلف الإمارات في دعمها للدول المضادة للربيع العربي، والذي ظهر واضحًا من خلال إعلانها إعادة فتح سفارتها في دمشق بعد أقل من يوم واحد على إعلان  الإمارات قرارًا مماثلًا.

وكان وزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة قد أكد في حديث قبل أيام لموقع تايمز أوف إسرائيل أن إسرائيل "دولة باقية" مشددًا على أن الإمارة الصغيرة تريد "علاقات أفضل.. والسلام" مع تل أبيب، مشيرًا إلى أن من وصفهم بـ"أشقائنا يؤمنون بذلك أيضًا"، قبل أن يعود مجددًا في حديثه مع قناة التلفزة 13 العبرية ليؤكد على أن إسرائيل جزء من المنطقة.

اقرأ/ي أيضًا: إسرائيل تستضيف سباق "طواف إيطاليا".. الإمارات والبحرين تفوزان بجولة التطبيع

مظاهر التطبيع كانت حاضرة في البحرين

ظهر واضحًا أن ورشة المنامة التي استضافت وفدًا إسرائيليًا كبيرًا قد تخطت المراحل الأولى لعملية التطبيع مع إسرائيل، وهو ما ظهر في حديث موفدة صحيفة هآرتس الإسرائيلية نوعا لنداو لتغطية أعمال الورشة حين وصفت ما جرى في المنامة بأنه "أكبر لقاء تطبيع شوهد في السنوات الأخيرة بين ممثلين من دول عربية وإسرائيليين"، فيما وصفت الحكومة البحرينية طبيعة العلاقات مع إسرائيل خلال المرحلة الراهنة بأنها "دافئة".

تأتي زيارة كاتس لأبوظبي بعد أقل من أسبوع على تنظيم البحرين لما عرف باسم ورشة المنامة التي ناقشت على مدار يومين تفاصيل خطة السلام من أجل الازدهار الاقتصادية ضمن صفقة القرن

وكانت الخارجية الإسرائيلية قد أكدت في نيسان/أبريل الماضي قد أكدت مشاركتها معرض إكسبو الدولي العام القادم الذي تستضيفه الإمارات، وبحسب صحيفة هآرتس فإن غرينبلات قال عبر حسابه على تويتر: "خبر عاجل من إسرائيل اليوم يقول إنهم سيشاركون في معرض إكسبو الدولي 2020 المنعقد بدبي إلى جانب 189 دولة أخرى"، مضيفًا أن الإمارات "تواصل الترحيب بالجميع واحتواءهم"، موجهًا في نهاية تغريدته الشكر للإمارات التي وصفها "بالصديقة والحليفة الكبرى".

 

اقرأ/ي أيضًا:

لماذا يتحدث دحلان؟

تطبيع أبوظبي والرياض مع إسرائيل.. اتهمْ قطر لتنجو بجريمتك!