13-فبراير-2023
getty

من مؤتمر دعم القدس الذي عقد في القاهرة الأحد (Getty)

طالبت الدول العربية، الأحد، بحماية دولية للفلسطينيين، مشددة على ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه. جاء ذلك خلال انعقاد مؤتمر دعم وحماية القدس تحت عنوان "صمود وتنمية"، على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة، شارك فيه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني، وعدد من ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية والأمم المتحدة.

في كلمة له خلال المؤتمر، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دولة الاحتلال إلى ضرورة تكريس ما وصفه بـ"ثقافة التعايش والاندماج بين شعوب المنطقة في الوقت الراهن"

وتضمن مشروع البيان الختامي لمؤتمر دعم القدس، 19 بندًا تستهدف "حماية المدينة المقدسة ودعم صمود أهلها، على المستوى السياسي والقانوني والتنموي، في مواجهة السياسات والممارسات الإسرائيلية العدوانية الممنهجة التي تستهدف المدينة وأهلها".

وعقد مؤتمر "القدس.. صمود وتنمية"، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، يوم الأحد، تنفيذًا لمخرجات قمة الجزائر المنعقدة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022. وفي كلمة له خلال المؤتمر، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دولة الاحتلال إلى ضرورة تكريس ما وصفه بـ"ثقافة التعايش والاندماج بين شعوب المنطقة في الوقت الراهن".

كما دعا إسرائيل إلى "طي صفحة  الألم"، بحسب تعبيره، وأضاف "لهذا الغرض مددنا أيدينا بالمبادرة العربية للسلام التي تضمن تحقيق ذلك وفقًا لسياق عادل وشامل، فدعونا نضعها معًا موضع التنفيذ، ولنطوِ صفحة الآلام من أجل الأجيال القادمة، الفلسطينية والإسرائيلية على حدٍّ سواء"، في إشارة إلى تنفيذ المبادرة العربية للسلام التي طرحتها السعودية في القمة العربية التي عقدت في العاصمة اللبنانية  بيروت عام 2002 أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

getty

وتابع السيسي كلامه، قائلًا: إن "مصر بادرت منذ أكثر من أربعة عقود، بمد يد السلام إلى إسرائيل، سلام قائم على العدل وعلى أساس العمل على التوصل لتسوية شاملة وعادلة، تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967"، مؤكدًا أن "عاصمة الدولة التي يرتضيها ويتطلع إليها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، ستظل هي القدس الشرقية". وأعرب الرئيس المصري عن أسفه، لأن "اجتماع اليوم جاء على خلفية ظروف طارئة ومتأزمة تواجه القضية الفلسطينية، وظروف تهدد الأمن الإقليمي ومفهوم التعايش بين شعوب المنطقة".

وجدد السيسي دعوته إلى "المجتمع الدولي، وشركاء السلام، لضرورة العمل معًا، على إنفاذ حل الدولتين وتهيئة الظروف الملائمة، لاستئناف عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل باعتباره حجر الزاوية لتطلعات شعوب المنطقة، لتحقيق الأمن الإقليمي"، على حدِّ قوله.

من جهته، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إن الفلسطينيين سيتوجهون في "الأيام القليلة المقبلة إلى الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة، للمطالبة باستصدار قرار يؤكد حماية حل الدولتين من خلال منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ووقف الأعمال الأحادية، وعلى رأسها الاستيطان، والالتزام بالاتفاقيات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية، والدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام"، وشدد على أن "فلسطين تحتفظ بحقها، بل ستواصل الذهاب إلى المحاكم والمنظمات الدولية حمايةً لحقوق شعبنا المشروعة".

واعتبر أبو مازن أن "دعم القدس وتعزيز صمود المرابطين فيها وفي أكنافها واجب ديني وضرورة إنسانية ووطنية لا بد من أدائها"، مؤكدًا أن "القدس بحاجة إلى أمتيها العربية والإسلامية، وإلى من يشد إليها الرحال لكي يشارك أهلها رباطهم المقدس، ولو أيامًا أو حتى ساعات". وشدد رئيس السلطة الفلسطينية في كلمته، "سنظل متمسكين بثوابتنا الوطنية، مدافعين عن حقوقنا، مهما كانت الظروف، وسنتصدى بكل ما نملك من إرادة وقوة لمخططات الحكومة الإسرائيلية الأكثر عنصرية وتطرفًا، التي تستهدف المسجد الأقصى ومقدساتنا كافة".

بدوره، أكد العاهل الأردني عبد الله الثاني أن "الفترة الحالية تستدعي تكثيف الجهود، لدعم صمود الأشقاء في الأراضي الفلسطينية"، مشددًا على أن القضية الفلسطينية تظل في مقدمة أولويات القضايا العربية"، وطالب العاهل الأردني، المجتمع الدولي بتلبية حقوق الشعب الفلسطيني "العادلة والمشروعة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

getty

وشدد العاهل الأردني، على أهمية "الحفاظ على فرص السلام، وأن أساس حل الدولتين يعتمد على وقف كل الانتهاكات الإسرائيلية والاقتحامات في المسجد الأقصى المبارك، ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني التي تعيق فرص السلام المنشود".

أمّا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، فقد دعا "الفرقاء الفلسطينيين إلى الإسراع بإنهاء الانقسام الداخلي"، وقال تبون في كلمة له قرأها نيابة عنه وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، إنه "أمام التحديات الوجودية التي تواجهها القضية الفلسطينية اليوم، لا بد من الإسراع في إعادة توحيد الصف الفلسطيني للتعبير بصوت واحد عن التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الأبي، وعن حقه الأكيد والراسخ في نيل حريته واستعادة سيادته". 

وشدد تبون على أن "الجزائر تواصل بالتنسيق مع الجميع مساعيها الرامية للم الشمل وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار مسار المصالحة، الذي كلل بتوقيع الأشقاء الفلسطينيين على إعلان الجزائر، والتزامهم بالعمل على تجسيد الاستحقاقات المتضمنة فيه".

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، فقد دعا "الفرقاء الفلسطينيين إلى الإسراع بإنهاء الانقسام الداخلي"

يذكر أن قمة الجزائر الأخيرة أوصت بضرورة "وضع وصياغة استراتيجية عربية موحدة، تحدد المواقف تجاه القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية، وعدم التنازل عن اعتبار مدينة القدس، ذات المكانة العربية والإسلامية".