21-ديسمبر-2019

سامية حلبي/ فلسطين

1

‏توقّفي أمامي

لا تذهبي

اعتبريني أي شيء

حاجزًا عسكريًّا

أو إشارة مرور حمراء

فقط

أريد أن أتأملكِ

ولو للحظة

قبل أن تدخلي في شارع الروح.

 

2

‏أحتاج أن أقول "أحبكِ"

لكنني خائف

وهذه الحرب التي بيننا

لا تسمع إلا الرصاص.

 

3

‏لنرجِعَ للوراء

ثمةَ رجالٌ هادئون هناك

في البيادر

وخلفَ أصقاع المعنى

يفتشون عن الماء والحنطة

ويلبسون أيامهم الممزقة.

لنرجِعَ

لنفكر بهم قليلًا

وهم يشقون طرقاتهم الوعرة

ويحنطون ضحكاتهم القديمة خوفًا من نسيانها

ثمةَ رجالٌ في هذا العالم

يحلمون بالسِلم

ولا يجدونه

إلا في كلام الآلهة.

 

4

‏غيابٌ

غيابان

وربما أكثر..

لكنكَ ستظلّ وحدك في النهاية

قابعًا خلفَ نافذةٍ..

جالسًا وحدكَ

في عصمةِ الانتظار.

 

5

‏الحربُ

خرابُ الممكنات

شللٌ في مفردات الكلام

عويلٌ.. عويلٌ

وعويل..

طعنةٌ في جثةٍ هامدة

ومسألة وقت.. وتبدأ

لكنها لا تنتهي أبدًا.

 

6

‏أحاولُ قولَ كلامٍ مُبللٍ بالطين

أن أدحض الشُكوك المترفة

وأبحث عن مفرداتٍ أقل كآبةً

أن ألوّن السحاب قبل أن تُمطر

وأجعلَ صوتي خريطة

أستدلُ بها على مواقع الغيم

أحاولُ أن أُكرّس البحث في مسار نملةٍ

تتخبطُ أمام ثقبٍ صغير أسفل الباب

وأحاول أن أواجه الخوف

ولو مرةً

دون الحاجة لتبرير!

 

7

ولأنني كائن من ورق

تمزقني الأيدي العابثة

يُربكني صوتُ الريح..

ويُخيفني شكلُ عودُ الثقاب المُهمل في علبة الكبريت.

لأنني كذلك

ورقة مليئة بالنقاطِ السوداء

تجتاحني الرغبة لأظلَّ محافظاً على فراغٍ منسيٍّ

في داخلي

لِتخُطَّ إحداهنَ عليهِ كلمةَ حُبّ.

 

8

وأنا

‏كل يوم

أمشي في طريق

وأعدُّ على عشرة أصابع

مئات الأيدي

التي تركت يدي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ديون مستحقة

لو أنّي أسكب الفصول في قربة ماء