15-يوليو-2019

الحارس التونسي ييعد الكرة بشكل خاطئ قبل أن ترتطم بزميله وتهزّ الشباك (Getty)

تكفّلت النيران الصديقة بحرمان تونس من مواصلة حلمها في بلوغ نهائي كأس أمم أفريقيا، عندما مُني نسور قرطاج بالخسارة أمام السنغال في الدور نصف النهائي، بهدف وحيد سجّله التونسي ديلان براون في مرماه بالخطأ، ليتبخّر أمل التوانسة في الوصول للنهائي للمرّة الثانية في تاريخهم، بينما فعلت السنغال ذلك وحجزت مكانها بالمباراة النهائيّة للمرّة الثانية بتاريخها، في مسعى منها لنيل الكأس الأولى.

بفوزين على تنزانيا وكينيا وخسارة أمام الجزائر، نالت السنغال وصافة المجموعة الثالثة برصيد ست نقاط، ومع بلوغها دور الستة عشر استمرّ رفاق ساديو ماني بتقديم مستويات متوسّطة، جعلتهم ينالون بطاقة التأهّل لدور الثمانية بصعوبة، فالفوز على أوغندا بهدف وحيد عبر ساديو ماني لم يكن مقنعًا، لكنّ المهم هنا هو بلوغ دور الثمانية وهو ما حدث، فواجهت السنغال بنين صانعة المفاجآت التي أقصت المغرب، ولم تسمح لها تكرار ما فعلت بحقّ أسود الأطلس، وطردتها بهدف وحيد أيضًا، ضاربة الموعد مع نسور قرطاج في الدور نصف النهائي، وكمحصّلة لأسود التيرانغا فإنهم خاضوا 5 مباريات فازوا في 4 منها وخسروا واحدة، ولم يواجهوا أي فريق من كبار القارّة سوى الجزائر، وهُزموا أمامها بالطبع، فرق كتنزانيا وكينيا وبنين وأوغندا لا يمكن مقارنتها بنسور قرطاج.

لأن تونس رغم بدايتها المتواضعة في البطولة، حينما وصلت لدور الستة عشر دون أي فوز، بتحقيق 3 تعادلات في الدور الأوّل، استعادت الثقة أمام فريق مرشّح بشكل كبير لنيل البطولة، حينما أقصت المنتخب الغاني بركلات الترجيح، كما كشّر النسور عن أنيابهم أمام مدغشقر مفاجأة البطولة السارّة، بفوز كبير أوصلهم لمقابلة السنغال، كان على الأخيرة تحقيق الفوز الأوّل لها على كبار القارّة في هذه النسخة، وإلحاق الهزيمة الأولى بنسور قرطاج الطامحين لبلوغ النهائي الثاني في تاريخهم، بعد الأوّل الذي وصلوه عام 2004، وتوّجوا حينها باللقب، كذلك ودّت تونس لو تصل للنهائي بانتظار مواجهة محتملة مع الجزائر، في نهائي عربي خالص لم يحدث من قبل سوى مرّتين، الأولى في نهائي النسخة الثانية عام 1959 بين الجزائر ومصر، والثانية بين تونس والمغرب 2004.

دخل مرمى تونس في البطولة 4 أهداف، جميعها كان سببه هفوات دفاعية قاتلة تسبّبت أخيرًا في الإقصاء من المسابقة

بدأت السنغال بضغطها مبكّرًا على دفاعات المنتخب التونسي، وسبّبت تحرّكات نيانغ وماني الكثير من القلق لنسور قرطاج، والذين تشبّثوا في الخطوط الخلفيّة بغية تجنّب هدف مبكّر، ونجحت الخطّة رغم محاولات ساديو ماني الخطرة وتسديدة سابالي التي جاورت القائم، كما تسرّع ماني في أكثر من هجمة فافتقد الفريق للمسة أخيرة، ومع مرور الوقت استعادت تونس زمام المبادرة، ولم تخلُ محاولات وهبي الخزري وفرجاني ساسي من الخطورة، لكنّ أخطر المحاولات في الشوط الأوّل كانت من نصيب السنغال.

اقرأ/ي أيضًا: تونس تقصي مدغشقر بالثلاثة.. نسور قرطاج تحلّق عاليًا في سماء أفريقيا

إذ عاند الحظّ السنغالي سابالي عندما سدّد كرة قويّة من خارج منطقة الجزاء ردّها القائم التونسي، كما أهدر ساديو ماني انفرادين محقّقين، عندما راوغ الحارس التونسي معز حسن في الدقيقة 38، وأهدر الكرة أمام المرمى الخالي، وبعد ذلك بدقيقتين عاد وانفرد بالحارس معز حسن، لكنّ الأخير أنقذ الموقف، لينتهي الشوط الأوّل بأفضليّة سنغالية واضحة ونتيجة مطمئنة للتونسيين الذين لم تهتز شباكهم بعد.

دخلت تونس الشوط الثاني بشكل مختلف عمّا سبقه، استعادت الأفضليّة وفرضت نسقًا هجوميًا على الخصم الذي تراجع للخلف، وكاد نسور قرطاج أن يفتتحوا النتيجة في الدقيقة الثالثة لولا رعونة طه ياسين الخنيسي، والذي انفرد بالحارس السنغالي وفضّل أن يلعب الكرة مقوّسة من فوقه بطريقة استعراضيّة، لكنّها علت المرمى بكثير، دقائق قليلة ويكرّر الخنيسي إهداره للفرص حارمًا الفريق من هدف التقدّم، لكن ذلك لم يشكّل الحلقة الأخيرة من مسلسل الفرص المهدرة، حيث صوّب فرجاني ساسي كرة قويّة ارتطمت بيد المدافع السنغالي كوليبالي، منح الحكم على إثرها تونس ركلة جزاء، نفّذها ساسي بنفسه بطيئة وخفيفة في أحضان الحارس السنغالي بالدقيقة 76.

اقرأ/ي أيضًا: انتصارات وهميّة أطاحت بالفراعنة.. واستقالات جماعية بعد الهزيمة التاريخية

 واصلت تونس سيطرتها على الكرة وعمدت السنغال على الهجمات المرتدّة، ومن إحداها تعرّض السنغالي اسماعيل سار لعرقلة داخل منطقة الجزاء، فقرّر الحكم منح أسود التيرانغا ركلة جزاء بالدقيقة 79، عندها ظنّ الجميع أن الحلم التونسي ضاع تمامًا، لكنّ الحارس معز حسن تصدّى للركلة بالدقيقة 82 معيدًا المباراة لنقطة البداية، وبدا على الفريقين فيما تبقّى من دقائق أنّهما قنعا بالتعادل واللجوء لوقتين إضافيين.

بدا الحذر واضحًا على الفريقين خشية دخول هدف يصعب تعويضه، وفي الدقيقة الحادية عشر من الشوط الإضافي الأول ارتكب الحارس التونسي هفوة قاتلة كبّدت فريقه الخروج من البطولة، عندما نفّذت السنغال ركلة حرّة مقوّسة داخل منطقة الجزاء، فأخطأ الحارس معز حسن بخروجه من المرمى وضرب الكرة برأس زميله المدافع براون، هذا الأخير لامست الكرة رأسه وارتدّت نحو الشباك، علمًا أن تونس دخل شباكها في كلّ البطولة 4 أهداف فقط، جميعها أتت من هفوات دفاعية قاتلة.

وفي الدقيقة التاسعة من الشوط الإضافي الثاني منح الحكم التونسيين ركلة جزاء بعد لمسة يد واضحة من المدافع السنغالي، إلا أن تقنية الفار جعلته يتراجع عن قراره وسط اعتراض كبير من نسور قرطاج، لتبلغ السنغال النهائي للمرّة الثانية في تاريخها بعد 2002، وحينها خسرت البطولة أمام الكاميرون بركلات الترجيح، فيما تعرّضت تونس لهزيمتها الأولى في النسخة الحالية، وفشلت في بلوغ النهائي للمرة الثانية في تاريخها بعد نسخة 2004 التي توّجت بها على حساب الجزائر.

اقرأ/ي أيضًا:

تألّق لافت لمحاربي الصحراء.. ومدغشقر تواصل مفاجآتها بكأس أمم أفريقيا

عودة الهيبة لنسور قرطاج.. تونس إلى ربع نهائي كأس أفريقيا على حساب غانا