09-أغسطس-2017

يحدد اختيار الاختصاص الجامعي جزءًا من مستقبل الطالب التونسي (فتحي بلعيد/أ.ف.ب)

بعد النجاح في الثانوية العامة/ البكالوريا، يكون الطالب أمام ضرورة تحديد مساره الجامعي باختيار التخصص الذي يفضّل أن يكمل معه مشواره الدراسي، وذلك فيما يُعرف بالتوجيه الجامعي أو تنسيق الجامعات. وغالبًا ما يجد الطالب صعوبة في تحديد التخصّص المناسب له لعدم معرفته الكافية بمختلف التخصصات والمهارات التي تستلزمها، إضافة وأن القبول في الجامعات يخضع لمعيار النتائج المحصّلة في الثانوية العامّة. وفي هذا الجانب، يسعى موقع "أورينتيني" أو "وجّهني" لمساعدة الطلبة التونسيين على تحديد اختياراتهم.

غالبًا ما يجد الطالب صعوبة في تحديد التخصّص المناسب له في الجامعة لعدم معرفته الكافية بمختلف التخصصات والمهارات التي تستلزمها

ويقول صاحب موقع "وجهني" حسين المستوري، وهو أستاذ ثانوي سابق ومستشار إعلام وتوجيه حاليًا، لـ"الترا صوت" إن الهدف من إنشائه هو "الاستجابة لحاجات طالبي التوجيه الجامعي والمهني من كلّ الأعمار"، كما يستهدف ما يسمّيه "دعم التفاؤل الذكي" وهو الدعم المبني على اكتشاف الفرص والاستعداد لها بالدراسة والتكوين مع الاستفادة من كلّ الاختصاصات الجامعية والتكوينية المهنية المتوفرة داخل البلاد وخارجها".

يذكر أن نسبة النجاح في الثانوية العامة في تونس قد بلغت هذه السنة 42 في المائة موزّعين على 7 تخصصات ثانوية هي "الآداب" و"الاقتصاد والتصرف" و"العلوم التجريبية" و"الرياضيات" و"علوم التقنية" و"علوم المعلوماتية" و"الرياضة"، وهي تخصصات يدرسها التلميذ لمدة ثلاث سنوات تنتهي باجتياز امتحان البكالوريا.

اقرأ/ي أيضًا: طلاب تونس وحلم الجامعة الخاصة

وعلى المستوى الجامعي، توجد في تونس 13 جامعة تضمّ مئات الكليات من مختلف التخصصات، ويكون الطالب الجديد ملزمًا بتحديد 10 خيارات تراتبيًا فيما يقع تحديد الكلية حسب مجموع النقاط المحصّلة من نتائج الثانوية مع إضافة نقاط بحسب المعيار الجغرافي، وذلك عبر 3 دورات متتالية مع دورة استثنائية رابعة موجّهة بالأساس للحالات الاجتماعية. ولمساعدة الطلبة، دائمًا ما تنظم الوزارات المعنية أيامًا إعلامية لتقديم الاستشارات للطلبة غير أنها لا تلقى إقبالًا كثيفًا.

وفي هذا الجانب، يقول مجدّدًا صاحب موقع "وجّهني" إن ما دفعه لإنشاء الموقع هو "النقص الحاصل في خدمات الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي والمهني بتونس رغم مجهود الدولة عبر وزارات التربية والتعليم العالي والتكوين المهني والوزارات الأخرى". كما يشير "إلى تفشي بطالة أصحاب الشهادات والهوّة الكبيرة بين استعدادات الخريجين وانتظارات المؤسسات المشغلة".

اقرأ/ي أيضًا: في محدودية التكوين في كليات الحقوق بتونس

وبسبب عدم التوفق في تحديد التخصص المناسب، يفضّل عديد الطلبة عدم الدراسة في السنة الجامعية الأولى على أمل إعادة التوجيه الجامعي لاحقًا، فيما يذهب العديد منهم لدراسة الاختصاص المفضّل في الجامعات الخاصّة سواء داخل تونس أو خارجها.

يلقى موقع "وجّهني" إقبالًا من الطلبة التونسيين حيث تجاوز عدد زواره 70 ألفًا  في نهاية الشهر الفارط

ويلقى موقع "وجّهني" إقبالًا من الطلبة التونسيين، حيث يقول المستوري إن "التفاعل يتزايد بشكل متسارع منذ انطلاق الموقع في نيسان/أبريل 2016"، وأشار أن عدد الزوار تجاوز 70 ألف زائر في نهاية الشهر الفارط، وهو شهر انطلاق عمليات التنسيق الجامعي.

ويقدّم الموقع عديد الخدمات أهمها أدلّة شاملة لكلّ عروض الدّراسات الجامعيّة العمومية والخاصّة بتونس ولكلّ اختصاصات التكوين المهني التي تقدّمها مختلف الوزارات (التكوين والتشغيل، الدفاع، الداخلية، المالية، الفلاحة والسياحة)، واختبارًا نفسيًا للتعرف على الميول المهنية ومعجمًا للمهن مرتبطًا بخاصيات الشخصية وبالمسارات الدراسية والتكوينية.

كما يحتوي موقع "وجهني" على أكثر من 300 سؤال مع أجوبة موسعة، وآليات توجيه سريع نحو الجامعة أو التكوين المهني مع مساعدة على اتخاذ القرار الأنسب ووسيلة حفظ وتنظيم الاختيارات، لمساعدة الطلبة على تقييم استحقاقهم للمنح الجامعية قبل تقديم مطالبهم والتنبه للشروط المطلوبة لقبول المطلب.

ويؤكد صاحب الموقع في ختام حديثه لـ"الترا صوت" على استمرار السعي "لتطوير خدمات الدعم والمساعدة على اتخاذ القرار في التوجيه باعتماد تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي وبتطوير وسائل بحث متطوّرة وأكثر التصاقًا بحاجات الزوّار وانتظاراتهم".

 

اقرأ/ي أيضًا:

الجامعة التونسية..تاريخ من النضال والصراع

علوم التربية.. اختصاص جامعي جديد في تونس