25-مايو-2023
Getty

الاستطلاعات تشير إلى تفوق ترامب على ديسانتيس حتى الآن (Getty)

أطلق حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، حملته للانتخابات الرئاسية الأمريكية عبر "مساحة تويتر"، واتخذ المرشح الجمهوري من طريقة الإعلان فرصةً لاعتبار تويتر موقعًا لـ"حرية التعبير"، بدلًا من وسائل الإعلام، وذلك في أول مواقفه اليمينية والمحافظة التي تقوم على نظريات المؤامرة.

تشير التقديرات إلى أن حاكم فلوريدا ديسانتيس المرشح الأبرز لمواجهة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

وقال ديسانتيس في الإعلان: "أنا أترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة لقيادة عودتنا الأمريكية العظيمة.. لا يوجد بديل عن النصر... يجب أن نتطلع إلى الأمام لا إلى الوراء"، وذلك وسط صعوبات تقنية خلال الإعلان، مع الإشادة بإيلون ماسك، مستشار دونالد ترامب السابق، واصفًا إياه بـ"المدافع عن حرية التعبير".

وبذلك يكون ديسانتيس المرشح الجمهوري الأبرز، الذي يدخل في مواجهة مباشرة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، للتنافس على ورقة ترشيح الحزب الجمهوري.

زكي وزكية الصناعي

من هو رون ديسانتيس؟

ولد رون ديسانتيس في 14 أيلول/ سبتمبر 1978 بمدينة جاكسونفيل في فلوريدا، لعائلة من أصول إيطالية. وتخرج من جامعة ييل بقسم التاريخ في عام 2001، ودرس القانون في جامعة هارفارد، وخلال وجوده في هارفارد، عمل ضابطًا في البحرية الأمريكية. 

خلال خدمته في الجيش، حاز على عدة أوسمة وميداليات، فيما لاحقته اتهامات بسوء معاملة المحتجزين في معتقل غوانتانامو، حيث يتهم بأنه شهد تعذيب المعتقلين، وأشرف على التغذية القسرية لبعضهم.

نقل بعدها إلى العراق، حيث عمل مستشارًا لقائد قوة "Navy Seals" البحرية الخاصة، في الفلوجة والرمادي، وباقي مناطق محافظة الأنبار.

بعد عودته إلى الولايات المتحدة، تم تعيينه في وزارة العدل الأمريكية للعمل مساعدًا للمحامي العام في مكتب المدعي العام الأميركي في المنطقة الوسطى من فلوريدا، وهو المنصب الذي شغله حتى خرج من الخدمة العسكرية مع مرتبة شرف عام 2010.

انتخب ديسانتيس للمرة الأولى لعضوية الكونغرس عن الدائرة السادسة في فلوريدا عام 2012، حيث دافع بشراسة من أجل تحديد فترة الولاية، وخفض الضرائب، وكان معارضًا بارزًا لإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وأعيد انتخابه لعضوية الكونغرس عامي 2014 و2016.

وخلال فترة ولايته في الكونغرس، كان حليفًا لترامب، وكثيرًا ما انتقد تحقيق المحقق الخاص روبرت مولر في مزاعم الصلة بين حملة ترامب، والتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.

في عام 2018، نال دعم ترامب، وترشح عن الحزب الجمهوري لمنصب حاكم فلوريدا، الذي تمكنه من الفوز به. ومع انتشار جائحة كوفيد- 19 في العالم، رفض ديسانتيس، اتخاذ العديد من الإجراءات للحد من انتشار الفيروس، التي اتّبعتها عدة ولايات أخرى. ففي أيار/مايو 2021، وقع ديسانتيس مشروع قانون يحظر على الشركات، والمدارس، والسفن، والهيئات الحكومية، المطالبة بمستندات تثبت الحصول على اللقاح المضاد لفيروس كوفيد-19.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2022، أعيد انتخاب ديسانتيس حاكمًا لولاية فلوريدا، بهامش كبير على مرشح الحزب الديمقراطي في الولاية شارلي كريست.

وسبق لدي سانتيس أن زار إسرائيل أربع مرات كعضو في الكونغرس، ومرة كحاكم لولاية فلوريدا، ومنع الشركات من فرض مقاطعة إسرائيل، وألمح إلى أن أي استثمار في اتفاقية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين هو مضيعة للوقت والطاقة، وبالطبع أيد نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس المحتلة.

Getty

وانتقد معارضة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قائلًا: "بدون إنهاء مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاق النووي، لم يكن من الممكن أن تدخل اتفاقيات أبراهام [التطبيع] حيز التنفيذ".

وبصفته حاكمًا جمهوريًا، كانت مواقفه تشبه مواقف ترامب، حيث دعا إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة من الحكومات الشيوعية في كوبا والصين، وحظر استخدام تطبيق TikTok على الهواتف في فلوريدا ودفع باتجاه تشريع يحظر على المواطنين الصينيين شراء العقارات في فلوريدا.

أمّا بما يخص غزو أوكرانيا، فقد قال إن "الولايات المتحدة ليس لديها مصلحة وطنية قوية في مساعدة أوكرانيا في الحرب"، قبل أن يتراجع عن تصريحاته نتيجة الضغط الجمهوري، وعمومًا تُعد السياسة الخارجية نقطة ضعف دي سانتيس، الذي لم يغادر فلوريدا في أي زيارة رسمية خارجية منذ بداية ولايته عام 2019، إلّا في مرة واحدة خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي، شملت اليابان وإسرائيل وكوريا الجنوبية وبريطانيا.

وعمومًا، برز دي سانتيس، مع رفضه لقاحات كورونا، وتصرفات وتصريحات محافظة، بما في ذلك حظر الإجهاض بعد الأسبوع السادس من الحمل في فلوريدا، وحظر الدراسات الجندرية في المدارس العامة في ولايته، والسماح لسكان الولاية بحمل الأسلحة في الأماكن العامة.

Getty

وجه آخر لليمين المحافظ 

سبق إعلان الترشح، إطلاق أكثر من 100 مسؤول في إدارة الرئيس  السابق دونالد ترامب، مجموعة لدعم ترشح حاكم ولاية فلوريدا للانتخابات الرئاسية، وفقًا لما أوردته شبكة "فوكس نيوز".

ويؤكد أعضاء "تحالف الثماني سنوات"، في إشارة بأن ديسانتيس سيكون مرشحًا قويًا لولايتين متتاليتين في البيت الأبيض، كما يعتقدون بأنه "فائز مؤكد" و"يفعل ما يقول"، بناءً على سجله كحاكم لولاية فلوريدا.

ويحظى حاكم ولاية  فلوريدا بشعبية وسط الأوساط المحافظة من خلال إطلاقه مواقف متشددة بشأن التعليم والهجرة وفيروس كوفيد-19 والإجهاض والتعليم الجندري والهوية الجنسية، بالإضافة إلى توسيع قوانين حيازة الأسلحة في ولاية فلوريدا.

Getty

العقبات

ورغم ذلك، فالسباق نحو البيت الأبيض يتخلله الكثير من العقبات، فالحاكم الذي أعيد انتخابه على رأس ولاية فلوريدا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، يتقدم عليه دونالد ترامب الذي أعلن رسميًا ترشحه في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، بفارق كبير بحسب ما تظهره الكثير من استطلاعات الرأي.

بالإضافة لذلك، فإن حضور ديسانتيس لم يتجاوز فلوريدا، ولم يبرز بعد على صعيد الولايات المتحدة، كما أن مؤسسة الحزب الجمهوري لا ترى في ديسانتيس سوى نموذجًا آخر من ترامب.

وكما يفتقد ديسانتيس، عامل الكاريزما، حيث قال مستشار لترامب بشكلٍ ساخر عن إعلان حاكم فلوريدا الترشح عبر التوتير: إن "الإعلان عن ترشحه على تويتر ينطبق تمامًا على شخصيته، لأنه بهذه الطريقة لا يحتاج إلى التفاعل مع أي شخص".

والمرشح المنخرط في الترامبية السياسية حصل على دعم ترامب لترشحه لمنصب حاكم فلوريدا عام 2018، ودعم ترامب مع الإعلان عن محاكمته في قضايا جنائية، كما أنه أشار إلى إمكانية عدم تسليمه في حال رفض ترامب المثول أمام المحكمة.

ومع ذلك تشهد العلاقة بينهم توترات، ففي تجمع انتخابي العام الماضي، سخر ترامب من ديسانتيس، وأطلق عليه اسم "رون دي سانكتيمونيوس"، وهي كلمة تعني "التظاهر بالورع"، وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه أطلق هذا الاسم بعد أن نشرت زوجة ديسانتيس مقطعًا يلمح إلى أنه "مرسل من الله" من أجل حرية الأمريكيين.

وقال ترامب، في وقت سابق، إن ديسانتيس لا ينبغي أن يفكر في دخول السباق الرئاسي، وحذره من أنه سوف يتحدث عن أشياء "لن يكون مسرورًا للغاية بها"، وأضاف: "أعرف عنه أشياء أكثر من أي شخص آخر، ربما بخلاف زوجته". 

كما كتب ترامب ساخرًا على شبكته الاجتماعية  "تروث سوشال": أن "المشكلة مع ديسانتيس هي أنه سيحتاج إلى عملية زرع شخصية".

Getty

200 مليون دولار لهزيمة ترامب

بالمقابل، تستعد المجموعة الرئيسية التي تدعم ترشح رون ديسانتيس، إلى دفع مبلغ 100 مليون دولار لتوعية الناخبين لدرجة أنها تخطط لطرق باب كل ناخب محتمل لديسانتيس أربع مرات على الأقل في نيوهامشير، ونيفادا، وساوث كارولينا، وخمس مرات عند انطلاق المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وتضيف الصحيفة الأمريكية، أن هذا الجهد هو جزء من عملية تنظيم على الأرض، تهدف إلى توظيف أكثر من 2600 منظم ميداني، وهو عدد غير عادي من الأشخاص حتى في أفضل الحملات الممولة.

سبق لدي سانتيس أن زار إسرائيل أربع مرات كعضو في الكونغرس، ومرة كحاكم لولاية فلوريدا، ومنع الشركات من فرض مقاطعة إسرائيل

وقالت المجموعة، إنها تتوقع أن يكون لديها ميزانية إجمالية لا تقل عن 200 مليون دولار، من أجل المهمة المتمثلة في هزيمة الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية.