19-نوفمبر-2021

لوحة لـ هليدا حياري/ الأردن

كؤوس مضيئة

 

كنتُ عندما أشتاقُك أحضرُ كأسَ ماء

أشربُها وأضعها على رفٍّ في الغرفة

لأتذكرَ كم مرةً أشتقتُك

وعطِشت.

حسنًا

الخيالاتُ خرافةٌ من ماءٍ عَكر.

 

حاسّة سادسة

 

يحدث أن أعيشَ قصصًا قد عشتُها من قبل

كأن تطير كرةٌ في الفضاء ثم تسقطُ أمامي

وأركلها لأطفالِ الحيّ!

أو أنّ صاحبَ المكتبةِ ينصحُني بقراءةِ كتابٍ عن الحب

وبأنَّ لا داعي لأن أُقحمَ نفسي في قصصِ الجرائمِ والكوارث!

يحدث مثلًا

أن يعجزَ مفتاحٌ في يدي عن تذكّر أي باب قد أقفل؟!

أو أن صنبورَ الماءِ

الذي يعزفُ لي بقطراتِه معزوفةً مزعجة

بات سمفونيةً رائعةً للسمع!

يحدثُ

أن أجدَ للتفاحِ الأصفر طعمًا مختلفًا عن الأحمرِ

بالرغم من أنّه تفاحٌ بطعمٍ واحدٍ بالنسبة لي!

أو أن توبخني أمي 

بأن أرتديَ ملابسَ أكثر في بردٍ يشعر بي ولا أشعرُ به

وأنها ما زالت تبتسم لكلمة "ماما"

وكأنني أنطِقها لمرّة أولى!

 

يحدثُ أن أفتحَ التلفازَ لأشاهدَ الأخبار

فلا يلفتُني إلا أحمرُ شفاهِ المذيعة!

أو أن أجلسَ لأتابعَ فيلمًا

فأصحو عند انتهائهِ.

 

وأيضًا

يحدثُ أن نتبادلَ أنا وأنت المكان

فأبتسم لكل فتاة في الطريق

وتلعن وجودهنّ أنت!

 

وكثيرًا ما يحدثُ

أن أنسى يدي عالقةً في جيبِ ذلك المعطف

ليهرُبَ يومٌ خائن من غيابِك

يلعبُ حولي كطفلٍ مزعج لا أقوى على إبعادِه

وأعيشُ الأحداثَ نفسها

بحاسّةٍ سادسة!

 

فراغ فقط

 

في فراغِ غرفتي أُصدرُ صوتًا

فيردُه الصّدى مرةً واحدة

السّاعة

الصّيف

خطّ الاستواء

القلب

البحر الأحمر

كتابُ الإنشاء

الفحص

جميعُها

عادَت إليّ بملل!

 

حدث طارئ

 

في غيرِ حينها

أسلاكُ الكهرباءِ وقعَت على الرصيف

الناسُ في الموقفِ تقفُ بعيدةً عن آخرِ حادث سير

وأحرفُ الجريدةِ تصطفُّ بكركبة

على وجوههِم!

 

في حينه تمامًا

يغفو على أصابعِك لحنٌ قديم

فوجهي مُذ لامَسْتَه

لا يُغنّي!

 

لعبة

 

في ظلامِ غرفتي

أُشعِل نورًا فتظهرُ أشيائي الصغيرة عظيمةً على الجدرانِ

يبدو القلمُ أكبر

والكتابُ أكبر

وجهُكَ أيضًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لم ينتهِ الحديث بعد

خذني إلى موتي