09-أبريل-2021

لوحة لـ مروة النجار/ فلسطين

أحبكِ

في كل الأوقات

التي يكون فيها البرد سيدًا في الخارج

في المواسم الدامعة

التي يقفُ فيها اللبلابُ ملوّحًا لماضيه الأخضر

يشتّدُ قلبي حنينًا وأحبك أكثر

في كل الأوقات

في آخر الليل؛

حيثُ تنامُ قطّة القبو على ركبتي

ويغفو خشبُ المدفأة المحترقُ في رماده

ونكون أنا وأنتِ "لوحدنا"

في هذه العتمة المكتظّة بالسعال والخوف.

 

حيث تكون الأشياء لوحدتها خزفًا

يكون لفمك طعمٌ آخر

لذّة القمحُ في خيال الطير الشارد

وتدفّق النهر الأول في المنحنى اليابس

وجهك المندفع كقوائم فرس بريًة

وجهك الحزين كأغنية بدوية

وجهكِ الذي أجلّتهُ البلادُ لمصائبها الكثيرة؛

ليكونَ بعد النشيد الوطني

حليبًا للرضّع اليتامى

خيالًا معلبًا في قصص الشتاء للأطفال الحفاة

شهوة ناعمةً للرجال

الذين يحرسونَ ليل المخيمات الجارح!

أريدُ لوجهكِ أن يفيضَ فصولًا

خيولا بريّةً لا تهدأ

ورملًا يضجُّ في العيون السجينة؛

أريد لوجهك -إن شاء طبعًا - أن يضيفَ لأيامنا يومًا

تنامُ فيه الغزلان على ضفاف البحيرات

تحرسها الذئاب من شهوة الصيّاد

وتسلكُ قطعانُ البقر الوحشي

جهةَ عينيك

بعيدًا عن الرعاة الهمجْ!

 

وتنمو أعشاشُ طيور الكناري قربَ نهديك العاليين

ونسمّي فراخها مفتوحة الفمِ البكرِ

شامةً أو وحمةً جمرةً وملحًا حرامًا

أريدُ لوجهك

أن يكونَ رغم كل الأسى

أغنيةً للفرحِ الموارب خلفَ أبواب العزاء

أريدُ لوجهك الحلبي التكوين

أن يغامر وينشّق عن الأرض

ويكون شمسًا

وبحرًا

ونهرًا

وشجرًا

وغيمًا

وليلًا

أو يكون إذا ابتسم كرومًا وحدائقَ وطيرًا

وليكن إذا مسّهُ الحزن

رغم كل شيء قمرًا.

 

اقرأ/ أيضًا:

أريدُ ألمًا طفيفًا

يخطئنا الموت وتخطئنا الحياة

دلالات: