03-نوفمبر-2017

لقي أسامة بن لادن حتفه خلال عملية مداهمة لمخبأه في باكستان عام 2011 (CNN)

رُفعت السرية مُؤخرًا عن مئات آلاف الوثائق التي تم الاستيلاء عليها خلال عملية مداهمة مخبأة أسامة بن لادن التي قلت خلالها. وأعدت "بي بي سي" عرضًا مُوجزًا لبعض أهم ما جاء في الوثائق، نعرضه لكم في السطور التالية مترجمًا بتصرف.


أفرجت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) عن وثائق وملفات تم الاستيلاء عليها في عملية مداهمة مخبأ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، والتي قتل خلالها، في 2011.

رفعت "سي آي إيه" السرية عن وثائق تم الاستيلاء عليها خلال عملية مداهمة مخبأ أسامة بن لادن، من بينها مذكراته الشخضية

وكشفت "سي آي إيه" عن حوالي نصف مليون من الملفات، تمثل المرحلة الرابعة من مراحل تحرير الملفات التي وُجدت مع ابن لادن في مخبئه بمدينة أبوت آباد الباكستانية، ومن بين هذه الملفات صور ومقاطع فيديو، إذ تم الاستيلاء على حاسوبه الخاص خلال نفس عملية المداهمة، كما تتضمن مذكرات أسامة بن لادن الشخصية.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا لا يؤدي قتل قادة الإرهابيين إلى القضاء على منظماتهم؟

وتقول "سي آي إيه" إن بعض الملفات تم حجبها، إما لاحتوائها مواد تالفة أو إباحية أو لأنها قد تمس الأمن القومي للولايات المتحدة. ووفقًا لمدير "سي آي إيه"، مايك بومبيو، فإنّ هذه المرحلة من الإفراج عن الملفات، تضمنت 18 ألف وثيقة و79 ألف ملف صوتي وصور، وأكثر من 10 آلاف مقطع فيديو.

حمزة أسامة بن لادن

من بين مقاطع الفيديو، ثمة واحد من حفل زفاف حمزة نجل أسامة بن لادن. وكان حمزة يُعد لتولي زعامة تنظيم القاعدة في المستقبل خلفًا لوالده. وبتحليل الأشياء المعروضة في مقطع الفيديو، فيُحتمل أنه مُصوّر في إيران.

لم يظهر ابن لادن شخصيًا في مقطع الفيديو الخاص بزفاف نجله الذي يُعتقد أنه كان أقرب أبنائه إليه. لكن في الفيديو تحدث أحد الحاضرين عن أسامة بن لادن كـ"والد العريس" و"أمير المجاهدين"، مُشيرًا إلى فرحه الشديد بزواج ابنه.

محللو مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (إف دي دي)، الذين يدرسون الملفات التي أفرجت عنها "سي آي إيه"، يقولون إنه من الممكن خلال نفس الفيديو الخاص بزواج حمزة بن لادن، رؤية وجوه جهادية بارزة، مثل محمد الإسلامبولي شقيق خالد الإسلامبولي الذي اشترك في عملية اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات في 1981.

وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، صدر عن تنظيم القاعدة، رسائل صوتية يتحدث خلالها حمزة بن لادن، إما تهديدًا للولايات المتحدة، أو تشجيعًا للجهاد في سوريا أو حتى المطالبة بإسقاط النظام السعودي.

ماذا كان في مجموعة فيديوهات ابن لادن؟

مجموعة الفيديوهات التي عُثر عليها في مخبأ أسامة بن لادن مثيرةٌ للاهتمام، فقد عُثر من بينها على سلسلة أفلام رسوم متحركة بينها "النملة زد" و"الفرسان الثلاثة" و"تشيكن ليتل"، إضافة لعديد فيديوهات موقع يوتيوب، بما في ذلك مقطع فيديو واسع الانتشار في بريطانيا، يحمل اسم "Charlie bit my finger"،  فضلًا عن أشرطة فيديو عن الحياكة، تتضمن واحدًا يحمل عنوان "كيف تحيك زهرة"، وكذلك النسخة السابعة من لعبة "فاينل فانتسي"، وكانت تلك على جهاز الحاسب الخاص به.

تضمنت الوثائق المأخذوة من مخبأ ابن لادن، أفلام كارتون ومقاطع فيديو مضحكة وأفلامًا وثائقية وألعابًا رقمية 

ووفقًا لأسوشيتد برس، فلقد عُثر بحوزة بن لادن أيضًا على نسخ من ثلاثة أفلام وثائقية صُنعت عنه، بينها واحد بعنوان "في أي مكان في العالم يوجد أسامة بن لادن"، إضافة إلى أفلام وثائقية من "ناشيونال جيوغرافيك" تضمنت أفلام "كونغ فو كيلرز" و"داخل الحرم الأخضر" و "السم الأسوأ في العالم".

اقرأ/ي أيضًا: غزوة مانهاتن.. الجهاد في زمن العولمة

وكان مخبأ أسامة بن لادن في أبوت آباد بمثابة مجمع معزول عمّا حوله بالأسوار الطوال التي التفت حوله. عاش فيه ابن لادن الفترة الأخيرة من حياته بصحبة عدد من أفراد أسرته.

عن ماذا كشفت الوثائق الأخرى؟

تضمنت الوثائق 228 صفحة من مذكرات وملاحظات وتعليقات وخواطر لابن لادن بخط يده، يتحدث فيها عن مجموعة من الموضوعات، من بينها الثورات العربية في 2011. 

وتُؤكد الوثائق أن ابن لادن ظل المسؤول الأول عن تنظيم القاعدة حتى مقتله، ورغم اختبائه في باكستان، إلا أنه كان على اتصال دائم بقادة التنظيم حول العالم.

وانشغل ابن لادن فترة بمحاولة فهم استراتيجية الولايات المتحدة في عهد أوباما، في أفغانستان والعراق. وقد تُرجمت لأجله أجزاءٌ من كتاب "حروب أوباما" للمحقق الصحفي بوب وودوارد.

ووفقًا لمحللي "إف دي دي"، فإن إحدى الوثائق تُشير لعلاقة ما بين القاعدة وإيران. وتتضمن الوثائق إشارات إلى "مصالح متقاطعة" مع إيران رغم الخلافات خاصة وأنهم "أعداء أمريكا".

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، قد صرحت العام الماضي، بأنّ إيران، ومنذ 2009، مكّنت تنظيم القاعدة من نقل الأموال والمقاتلين عبر البلاد إلى جنوب آسيا وسوريا.

تشير الوثائق إلى وجود علاقات بين القاعدة وإيران أساسها "عداء أمريكا"، كما توضح طبيعة الخلاف الأيديولوجي بين القاعدة وداعش

ووفقًا لـ"سي آي إيه" فإن الوثائق تُوضح أيضًا أوجه الخلاف الأيديولوجي بين تنظيم القاعدة، وبين تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي تشكل بعد مقتل ابن لادن. كما أنّ الوثائق كشفت عن الخلافات داخل تنظيم القاعدة نفسه حول الاستراتيجيات والتكتيكات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الجهاديون الجدد.. عدميون غاضبون وضحايا جلادون

هل تتحول داعش إلى نسخةٍ أخرى من القاعدة؟