17-ديسمبر-2021

(Getty Images)

ألتراصوت- فريق الترجمة 

يتزايد اعتماد الناس من مختلف الفئات الاجتماعية على الهواتف الذكية لتسيير شؤون حياتها، إلا أن امتلاك هاتف ذكي يعدّ مسألة بالنسبة لملايين الناس حول العالم، ممن بات رزقهم اليومي يعتمد على امتلاكهم لهاتف مرتبط بالإنترنت، يمكنهم من تدبير أمور عملهم وأدائها. ويعد امتلاك الهاتف وضمان ارتباطه بالإنترنت على الدوام شرطًا أساسيًا لأداء العمل لدى كثيرين حول العالم، بما يزيد من العبء المادي الشهري عليهم، وهو ما دفع مجلة "وايرد" الأمريكية الإلكترونية، إلى وصف هذه الحالة بأنها أشبه بضريبة جديدة على الفقراء.

نشأ مظهر من الاعتماد الشديد على الهواتف الذكية لجني الرزق بين ذوي الدخل المحدود وهو ما يجعل امتلاكهم لهذه الهواتف "عصب حياة" لا يمكن الاستغناء عنه

نقلت المجلة قصّة عامل أمريكي فقير، يعتمد عمله على رسائل من مسؤوله في العمل تصله عبر الهاتف، وعادة ما تأتيه في اللحظات الأخيرة وفي أوقات ضيقة، وهو ما يجعل امتلاكه لهاتف ذكي أمرًا لا غنى عنه بالنسبة للوظيفة وأدائه فيها، حيث يعدّ انقطاعه عن الإنترنت لأية لحظة سببًا في خسارته لمهمّة عمل إضافية، أو حتى سببًا في طرده من العمل. ويضطر هذا العامل فوق ذلك، إلى امتلاك هاتف آخر، ليسيّر عليه شؤون وظيفته الإضافية الأخرى، والتي تتطلب كذلك ارتباطًا بالإنترنت، وهو ما يزيد من نفقاته الأسبوعية، والتي يوفّر جزءًا منها رغم ذلك، من أجل شراء هاتف أحدث، ببطارية وشاشة أفضل، إذ إن ذلك سيساعده على تقديم أداء أفضل في العمل.

وقد اكتفت المجلّة بذكر هذه القصّة، كمثال صارخ على "التباين الرقمي" بين الفقراء والأغنياء في المجتمع، حيث ما قد يعدّ رفاهية بالنسبة لذوي الدخل العالي الثابت، يعدّ "شريان حياة" بالنسبة لذوي الدخل المتدني والمتقلّب.

وبحسب إحصاءات مؤسسة "بيو" للأبحاث، فإن نسبة هذا النوع من الاعتماد على الهواتف الذكية في الحياة اليومية يتركّز بشكل كبير بين الأمريكيين من أصول أفريقية ولاتينية، بينما يتدنى بين الأمريكيين البيض. كما تشير البيانات إلى أنّ الأشخاص الذين يعتمدون على الهواتف الذكية لأداء أعمالهم اليومية لجني المال، عبر وظائف التوصيل مثلًا، يستهلكون حزم الإنترنت على هواتفهم بشكل أسرع من الفئات الأخرى من المستخدمين الذين يعتمدون بشكل أكبر خلال النهار على الاتصال الثابت بالإنترنت عبر شبكة الواي فاي في المكتب أو المنزل.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

كيف تحوّل إلى آيفون جديد بسهولة دون أن تخسر بياناتك؟

هل استخدام طفلك للهاتف يسبب له الاكتئاب؟