03-مايو-2018

منع النظام السوري قناة الميادين من التغطية الإخبارية مرتين (يوتيوب)

في 29 نيسان/أبريل المنصرم، توصل النظام السوري إلى اتفاق مع قوات المعارضة المسلحة، يقضي بانسحاب الأخيرة من مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود، مقابل الإفراج عن آلاف المحاصرين في كفريا والفوعة.

منع النظام السوري، قناة الميادين الموالية له، من تغطية لحظة انسحاب مقاتلي المعارضة المسلحة من مخيم اليرموك!

بدوره توجه فريق قناة الميادين، المعروفة بانحيازها السافر للنظام السوري، وتبنيها أدبياته التقليدية هو وحلفاؤه، إلى تخوم المخيم لتغطية انسحاب مقاتلي المعارضة المسلحة، ليتفاجأ فريق القناة بإبلاغه من قبل "الجهات المعنية" بمنعه من تغطية الحدثّ!

مديرة مكتب الميادين في دمشق ديما ناصيف أكدت حادثة المنع، وأبدت استغرابها لهذا المنع، خاصة وأنه كانت هناك قنوات وشبكات إخبارية أجنبية قد واكبت الحدث من موقعه. المثير للاهتمام هو تصريحها بأن المنع يأتي في سياق "حملة منظمة استهدفت قناة الميادين منذ فترة"!.

وكشفت ديما ناصيف عن أن القناة التي تعمل لصالحها، والتي أخذت جانب النظام السوري طويلًا في حربه ضد الثورة السورية، وما تلاها من حرب تجاوز فيها النظام السوري كل الخطوط الحمراء، قد منعت أيضًا من تغطية أحداث الهجوم على الغوطة الشرقية، مع العلم بأن الميادين كانت قد غطت معركة حلب، ما يدفع للتساؤل عن السر في هذا التغير المفاجئ من قبل نظام الأسد مع القناة الموالية له.

يعتقد البعض أن منع الميادين من البث كان بإيعاز ورغبة من وزارة إعلام النظام السوري، استنادًا إلى اعتقاد في رغبة وزير إعلام نظام الأسد، عماد سارة، في رفع نسب مشاهدة التلفزيون السوري، بحصر نقل وقائع انسحاب مقاتلي اليرموك، عليه.

لكن هنالك ما يقلل من وجاهة هذا الاعتقاد، على الأقل من جهة رواية ديما ناصيف، التي تقول إن محطات أجنبية غطت الحدث من موقعه بالفعل. وعليه ثمة احتمال آخر، يتعلق بأن المكتب الإعلامي للرئاسة السورية، والذي تديره لونا الشبل، طليقة الإعلامي سامي كليب الذي يعمل في الميادين وشريك فيها، هو من يقف وراء منع الميادين من تغطية الحدث. وعليه يكون لقضية المنع جوانب شخصية على ما يبدو. 

وتجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن ديما ناصيف، كانت قد أُوقفت عن التغطية الإعلامية في سوريا لمدة شهرين في 2013، بعد أن قالت على الهواء، إنها تسمع دوي انفجارات من جهة باب توما، الأمر الذي اعتبرته السلطات السورية، التي تمارس سياسة تعمية منذ 2011، "سقطة مهنية" من إعلامية يُفترض أنها معهم في نفس الخندق.

انقسم جمهور "الممانعة" على نفسه في قضية قناة الميادين، ما بين مؤيد للقناة ومناهض لها، خاصةً بين العاملين في إعلام النظام السوري

وعند الحديث عن أي إشكال بين نظام توتاليتاري كالنظام السوري، قائم على عمل الاستخبارات والأجهزة الأمنية، ويمتلك جيشًا من الإعلاميين والصحفيين الموالين في الداخل والخارج، الذين يعملون ليل نهار لتلميع صورته ولي عنق الحقائق بالطريقة التي تناسبه. وبين وسيلة إعلامية مثل الميادين، تدور في فلك هذا النظام وتعكس وجهة نظره، حتى لو رفعت شعارات العروبة ودعم القضية الفلسطينية، للتغطية على أجندتها الحقيقية، فإنّ الوصول إلى حقيقة ما يجري بالتحديد، هو أمر غاية في الصعوبة، خاصة في ظل قلة المعلومات التي ترشح عن الموضوع.  لكن مع ذلك، جولة على مواقع التواصل الاجتماعي، قد تكشف جوانب أو خيوطًا ومؤشرات للموضوع.

اقرأ/ي أيضًا: بوصلة الممانعة الضائعة.. أين السبيل؟

انقسم جمهور محور "الممانعة" على نفسه هذه المرة، فأيد عدد كبير من نشطاء هذه البيئة قناة الميادين، على اعتبار أنها وقفت إلى جانب نظام الأسد، ولم تأل جهدًا في تلميع صورته والدفاع عنه في كافة المحافل. 

في المقابل شنّ عدد من العاملين في القنوات الإخبارية التابعة للنظام السوري هجومًا على ديما ناصيف ومن خلفها الميادين. فها هو هادي مخلوف، مسؤول الصفحة الإلكترونية في الإخبارية السورية، يهاجم ديما ناصيف عبر صفحته على فيسبوك، متهمًا إياها باستغلال ميادين المعارك لشهرتها الخاصة، مؤكدًا: "لنا الحرية في إعطاء حق التغطية لمن نريد. والمسؤولية اليوم لإعلامنا الوطني فقط".

وفي نفس المنشور، ستجد تفاعلات مؤيدة لفحواه من صحفيين ومراسلين يعملون في قنوات تابعة للنظام السوري، فهناك مثلًا ربيع ديبة، يُعلق بقوله: "كلامك من ذهب"!

يبدو أن إعلامي وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري، ومع استشعارهم قرب انتهاء العملية العسكرية في محيط دمشق، يبحثون عن دور لهم في المستقبل

يبدو أن الجسم الإعلامي السوري، ومن خلفه الإعلاميون السوريون العاملون في المحطات التابعة للنظام، ومع استشعارهم قرب انتهاء العمليات العسكرية، يبحثون عن دور لهم في المستقبل، في ظل فشلهم المزمن في الشكل وفي المضمون، وانعدام مصداقيتهم حتى لدى الموالين للنظام، الذين باتوا يجدون في الميادين وأمثالها ضالتهم الدعائية/الخطابية، مما هي قنوات فاقدة للمصداقية أيضًا، لكن الإمكانيات المادية والبروباغندا تغطي على ذلك. وتشعر الميادين والعاملون فيها، بتلقيهم صفعة على الوجه، أو كما يقول المثل "كلب عضّ ذيله".​

 

اقرأ/ي أيضًا:

معركة جزائية بين حركة أمل وقناة الجديد.. الفساد يضرب حلفاء الممانعة من جديد!

"ليبرالية" الممانعة.. تلق طائفي للأخلاق