واشنطن تضغط على فيتنام للتخلي تدريجيًا عن التقنية الصينية
16 يونيو 2025
تسعى الولايات المتحدة إلى إقناع فيتنام بخفض اعتمادها على التقنية الصينية ضمن المنتجات التي يتم تجميعها على أراضيها للتصدير إلى السوق الأميركي. هذه التحركات جزءٌ ضمن سياق عام يهدف إلى تقليل اعتماد واشنطن على المنتجات التكنولوجية الصينية ضمن سلاسل التوريد الخاصة بها.
وتعتبر فيتنام مركز تجميع لكثيرٍ من المنتجات التي تصنّعها الشركات التكنولوجية الكبرى مثل آبل (Apple)، سامسونغ (Samsung)، ميتا (Meta)، وغوغل (Google). هذه الشركات تستورد الأجزاء الحسّاسة للتصنيع في فيتنام، لكن تلك الأجزاء غالبًا ما يتمّ إنتاجها في الصين، وهو ما تسعى واشنطن إلى تغيير واقعه.
تسعى الولايات المتحدة إلى إقناع فيتنام بخفض اعتمادها على التقنية الصينية ضمن المنتجات التي يتم تجميعها على أراضيها للتصدير إلى السوق الأميركي
وحسب وكالة "رويترز"، فقد عقدت السلطات الفيتنامية عدَّة اجتماعات مع الشركات الوطنية للتعاون في بناء قدرات محلية للتصنيع، لكن هذه الشركات أكّدت على صعوبة التحوُّل السريع بسبب نقص التقنية والخبرات التي تمتّع بها الصين في هذا القطاع على مدار السنوات. فالتغيير يتطلب وقتًا للتنفيذ دون التسبب بأضرار على سلسلة التوريد والنمو الاقتصادي في فيتنام.

وبحسب التقرير، تنبع هذه التحركات ضمن سياق أبعد يتمثل في خطة أميركية للتقليل التدريجي للتبعية للتقنية الصينية في المنتجات التي تستوردها واشنطن. فيتنام بدورها تسعى إلى خلق قدرات محلية للتصنيع ضمن سياق المنافسات التي تتعرض لها، بسبب التهديدات بفرض رسوم جمركية على المنتجات التي تحتوي على قدرٍ عالٍ من الأجزاء الصينية.
وتشير مصادر الوكالة إلى أن التغير في نموذج التوريد يتضمن تحديد نسبة الأجزاء الصينية المسموح بها ضمن المنتجات التي يتم تجميعها في فيتنام للتصدير إلى أميركا. لكن لم يتم التوصل بعد إلى تحديد تلك الأرقام والنطاقات بدقة.
وتسعى فيتنام إلى التوازن بين علاقاتها مع واشنطن ومع بكين التي تشكّل شريكًا تجاريًا واستثماريًا أساسيًا لها. على الرغم من التهديدات بفرض رسوم قدرها 46% على المنتجات التي يتم تجميعها في فيتنام باستخدام قدرٍ عالٍ من الأجزاء الصينية، إلا أن مسؤولين في هانوي يقولون إن التحول الكامل يستغرق وقتًا ولا يتم بين يومٍ وليلة.
تضغط واشنطن على فيتنام للتصدي إلى التحايل على الأسماء التي يتمّ تصديره ضمن شعار "صُنع في فيتنام"
كما تضغط واشنطن على فيتنام للتصدي إلى التحايل على الأسماء التي يتمّ تصديره ضمن شعار "صُنع في فيتنام" لتفادي الجمارك العالية التي تفرض على المنتجات الصينية الأصلية.
وتسعى السلطات الفيتنامية في هذه الأجواء المعقدة إلى خلق قدرات محلية للتصنيع دون أن تؤثر على علاقاتها مع الصين التي تعدّ شريكًا تجاريًا هامًّا لها. ويشير خبراء إلى أن فيتنام تحتاج على الأقل إلى 15–20 سنة لكي تلحق بالصين في قدراتها التصنيعية ضمن القطاعات التكنولوجية الحسّاسة، مثل الذكاء الاصطناعي والنطاقات المتخصصة في المعالجات والأجزاء الصغيرة.
ومن ضمن التحركات الدبلوماسية التي ترافق هذه المفاوضات، يعتزم الرئيس الفيتنامي تو لام الاجتماع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت لاحق هذا الشهر في واشنطن، للتباحث حول الملفات العالقة وتوفير حلول وسطية للتحديات التي يثيرها التحول في سلاسل التوريد.