08-أكتوبر-2022
سيناريوهات عدة محتملة للرد الأمريكي على قرار أوبك بلس (Getty)

سيناريوهات عدة محتملة للرد الأمريكي على قرار أوبك بلس (Getty)

دخلت دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية في حالة استنفار على إثر إعلان منتدى أوبك بلاس خفض الإنتاج اليومي من النفط بمليوني برميل بدون سابق إنذار وفي ظرف تعاني فيه معظم الدول الغربية من أزمة في إمدادات الطاقة بسبب حرب روسيا على أوكرانيا، حيث يدرس المسؤولون في واشنطن طريقة الرد الحاسم على تجمع أوبك بلس ولا سيما الدول الفاعلة والرئيسية فيه،  على غرار المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

دخلت دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية في حالة استنفار على إثر إعلان منتدى أوبك بلاس خفض الإنتاج اليومي من النفط بمليوني برميل

ماذا يمكن لواشنطن أن تفعل؟

تدرس الولايات المتحدة خيارات متعددة للرد على خطوة أوبك بلس بخفض الإنتاج وفقًا لما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ويبدو أن المملكة العربية السعودية ستكون في بؤرة تركيز الرد الأمريكي بوصفها من كبار المنتجين في أوبك بلس. حيث قال بلينكن خلال مؤتمر صحفي له في ليما عاصمة البيرو إنه "فيما يتعلق بمستقبل العلاقات مع الرياض ندرس عددًا من خيارات الرد. نتشاور عن كثب بهذا الشأن مع الكونغرس". وكان أعضاء الكونغرس من الديمقراطيين طالبوا بخفض المبيعات العسكرية الأمريكية للسعودية ومراجعة العلاقات الأمنية معها، ومن غير المستبعد بحسب المراقبين أن تشهد الأيام القليلة القادمة تحريك عدد من الملفات الحقوقية ضد السعودية خاصة في اليمن كجزء من الرد الأمريكي غير المعلن عنه.

لكن صانع القرار الأمريكي يواجه تحديًا حقيقيًا في كيفية الرد، فمن ناحية لا بد من اتخاذ إجراءات نظرًا لأن خفض إنتاج النفط قد يؤدي إلى زيادة أسعار المحروقات، قبيل انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، المزمعة خلال الأسبوع الثاني من شهر تشرين الثاني/نوفمبر القادم. لكن وفي نفس الوقت، فإن إدارة بايدن تريد الحفاظ على مصالحها مع الدول الرئيسية في أوبيك بلس، فخفض المبيعات العسكرية للسعودية على سبيل المثال قد يدفعها للصين وروسيا وسيكلّف خسارة بمليارات الدولارات.

 ولذلك كان بلينكن صريحًا عندما قال إن "واشنطن لن تفعل شيئًا يضر بمصالحها"، مضيفًا "هذا أول وأهم ما سيوجهنا، وسنبقي تلك المصالح في أذهاننا ونتشاور عن كثب مع كافة الأطراف المعنية، بينما نتخذ قرارًا بخصوص أي خطوات للمضي قدمًا".

وبالتالي قد لا يكون أمام الولايات المتحدة إلا خيار تحريك الملفات الحقوقية ضد السعودية والتقليل قدر الإمكان من الاعتماد على المصادر الخارجية من الوقود وتسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة وزيادة أمن الطاقة، وذلك ما أشار إليه البيان الصادر عن البيت الأبيض.

وكان موقع أكسيوس الإخباري قد أشار إلى أن اثنين من كبار مستشاري الرئيس بايدن قد زارا العاصمة السعودية قبل 10 أيام فقط في محاولة فشلت للتأثير على المملكة السعودية حتى لا يتم تخفيض إنتاج النفط، وأشار الموقع إلى أن بيان البيت الأبيض عقب إعلان قرار أوبك بلس لم يكن بيانًا عاديًا وكان استثنائيًا، إذ خرج موقعًا من مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ومدير المجلس الاقتصادي الوطني براين ديز، على غير عادة بيانات الإدارة الأمريكية.

اعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير قرار أوبك بلس خفض الإنتاج اصطفافًا من دول المنظمة مع روسيا

واعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير قرار أوبك بلس خفض الإنتاج اصطفافًا من دول المنظمة مع روسيا، متهمة أعضاءها بالتحالف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حربه على أوكرانيا واستعماله للطاقة كوسيلة حرب، في وقت تسارع فيه الدول الأوروبية للبحث عن إمدادات بديلة للطاقة الروسية أمام الشتاء المقبل. يشار إلى أن منظمة أوبك بلس تضم 23 دولة مصدرة للنفط بينها 13 دولة عضو في "أوبك"، والهدف مما يسمى اتفاق أوبك بلس الذي تم التوصل إليه عام 2016  هو خفض إنتاج البترول لتحسين أسعار النفط في الأسواق العالمية.