15-مايو-2020

امرأة سعودية تسير في أحد أسواق الرياض (أ.ف.ب/Getty)

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تقرير نشرته مساء الخميس، إن المملكة العربية السعودية تواجه أزمة اقتصادية كبيرة جدًا، بسبب تلقيها لضربة مزدوجة، مرتبطة بتفشي فيروس كورونا الجديد وما تزامن معه من إجراءات حظر وإغلاق وتعطيل للمؤسسات، بالإضافة إلى الانخفاص المتواصل في أسعار النفط، مع حرب أسعار النفط التي خاضتها مع موسكو، واستمرار الأسعار بالتدهور بفعل الجائحة.

تسببت الظروف الأخيرة بالإضافة إلى الأزمة التي كانت تواجهها السعودية أصلًا، بوضع حرج جدًا وغير معتاد،  في جميع أنحاء المملكة

وحسب الصحيفة الأمريكية، فإن هناك خصومات كبيرة ملحوظة في رواتب الموظفين والعمال، مما يدفع جزءًا منهم إلى التفكير في مغادرة السعودية، والعودة إلى بلاده أو العمل في أي مكان آخر. حيث تسببت الأزمة المزدوجة، أي جائحة فيروس كورونا الجديد وتراجع أسعار النفط، في ما تقول الصحيفة الأمريكية إنه أسوأ أزمات الرياض المالية منذ عقود.

اقرأ/ي أيضًا: رأس المال يهرب من السعودية.. مغامرات ابن سلمان تقوض دعاية 2030

إذ تسببت الظروف الأخيرة بالإضافة إلى الأزمة التي كانت تواجهها السعودية أصلًا، بوضع حرج جدًا وغير معتاد،  في جميع أنحاء المملكة، وهو ما تضمن أيضًا العاملين في القطاع الخاص أو المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال، الذين يقعون في مركز طموحات ولي العهد المثير للجدل، محمد بن سلمان، لتوجيه الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد الحصري على النفط، وهي الخطة التي تقول مؤشرات كثيرة، إنها لم تعد من وقت قابلة لأي نجاح.

تبين واشنطن بوست أيضًا أن العجز في الميزانية المتزايد يومًا بعد آخر، وضع الإدارة السعودية أمام وضع حرج يتمثل في "محاولة تخفيف الإيرادات، وكبح الإنفاق، وتقديم الدعم المالي"، مشيرة إلى إجراءات التقشف الصارمة التي فرضتها السلطات في الرياض في وقت سابق من هذا الأسبوع، التي كانت أبرزها زيادة ضريبة القيمة المضافة ثلاث مرات. ويشير التقرير إلى أن تلك الإجراءات قد تكون ضربة قاسية لبنية دولة الريع السخية، مما يضع الإدارة السعودية أمام مزيد من التحديات، وربما الاستياء الشعبي على نطاق أوسع.

وقد أعلن وزير المالية السعودي محمد الجدعان، في وقت سابق عن تلك الإجراءات، في مقابلة مع قناة العربية، قائلًا إنه "من المهم جدًا اتخاذ إجراءات صارمة ومشددة، قد تكون مؤلمة، لكنها ضرورية لتحقيق الاستقرار المالي العام".

تبين واشنطن بوست أيضًا أن العجز في الميزانية المتزايد يومًا بعد آخر، وضع الإدارة السعودية أمام وضع حرج 

وترافقت أزمة تفشي جائحة فيروس كورونا الجديد، مع عدة أزمات و"مغامرات" خاضها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من بينها اعتقال عدة أمراء، لأسباب بدت غامضة، رجحت عدة تقارير أنها تدور حول انتقال للعرش في المملكة، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أنها اعتقالات تعرض لها الأمراء المعارضون لسياسات ابن سلمان الاقتصادية. كما تزامنت الأزمة مع حرب أسعار النفط، بين الرياض وموسكو، التي كانت السبب الأول في انخفاض أسعار النفط بشكل كبير جدًا، بسبب الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط السعودي.