23-مارس-2022
ديما كراسني

لوحة لـ ديما كراسني/ أوكرانيا

بلغةِ الموسيقى

أشدّدُ على حرف السين

أمسّدُكِ يا ذكريات الموتى

أزيحُ صداعًا عنكِ ونجلس في حوارٍ عميق.

*

 

معي أبحرُ في مدياتٍ لا تُحدّ

لا محطّةَ في العالم توقفُني

رأسي رحيلٌ وأقدامي سفر

لا محطّةَ توقفُني أقشّرُ روحي وأكشفها

أسافرُ في جهات غير مطروقة

أصعدُ جبالا وأهبطُ إلى وادٍ بعينه

وادي اللعنة أسمّيه.. هنا في الغرفة هذا الوادي يصخب.

*

 

أعترفُ أني كنت ثملًا

لا جدوى الآن لأيّ توضيح

شربت طيلة ثلاثة أيام

هذه ليست بطولة ليست بطولة كما ذكرتُ مرّات

كنت أشرب ولا شيء يوقفني سوى قيئي من كل شيء

في الصباح وفي نهايات العالم كنت أعاقب روحي

الشراب لأجل الشرب لا أكثر من عقاب

كنت أعصر روحي وأعاتبها ولا مزاج لأيّ شيء

نوع من انتحار بطيء كنت أمارسه طيلة أيام

أنا على طريقتي أنتحر هذه ليست بطولة أعيد،

قولوا جبن وحقارة لكم أن تقولوا

نعم أنا طيلة أيام أشرب أي شيء فقط فقط كي أهدأ

أعصابي تتخدّد مع أورام الأرض

أنا أبحر في رأس الأرض ولا شيء معي سوى الكحول هي سلاحي الأوحد

أحيانًا أتطشّر مع سؤال واحد

وماذا بعد؟ لا جواب، الكحول قريبة ورأسك قريب،

وماذا أيضًا، أيّة معارف ستسعفك؟

أية معرفة تسعفُك أيها الرأس؟

أيّتها الدودة في الدماغ ماذا تريدين، ماذا تطلبين أيتها الدودة؟

للمرّة المليون تخطأ، كم عاتبتك روحك

كم على غشاء الروح كم ترنحّت

كم في غفوات سقطت من الكرسي

سأكفّ، سأكفّ تُردّد، أخطبوط روحك بألف ذراع

بألف ذراع تمدّ روحك إلى العالم، على وميض تصحو كلّ مرّة

على وميض يُقشّرك

مشاعر تجنح في روحك أشبه ما تكون بعويل مكتوم

تغذيها بشهقات، تغذيها بكؤوس وصفنات حميمة

تتحدّث مع روحك، تعاتبها، لم أنا هكذا، لم أنا هكذا؟

تركل روحك، لم أنت هنا تعدّين الساعات ولا تتعبين

تتمّرد عليك وعلى العالم وأنت لا أكثر من رجاء أخرس

بهمس تصرخ اعتقليني أيّتها الكائنات

أنا مجرم بالمحبّة

يا بوليس يا مطارات يا حرس السواحل اعتقلوا روحي المحّلقة

إنها تطفر خلف هذي الجدران لا شيء يمنعها

اعتقلي توقي العنيد بالسفر إلى خارج هذي الأرض

اعتقلي رعشة أصابعي

اعتقلي سفري في الكون وأنا جالس على هذا الكرسي

يا لعبةَ الوقت أتحدّاك

لن تزيلي أسماءً عن ذاكرتي لن تزيلي كتبًا غُرست فيه

لن تزيلي دروسًا حُفرَت في الروح

يا لعبةَ الوقتِ أتحدّاكِ سيجارتي تدخّنُك ونافذتي تطلّ عليكِ

لا مناص أنا وأنتِ في خصام وفي وئام

كأسي تُردّدُ وسقفُ غرفتي يلهجُ باسمكِ يا لعبةَ الوقت

أخبرُك يا لُعبة: لقد لوّثت روحي الحربُ

كنتُ أداةً، نقلتُ عتادًا يكفي لتدمير الكون

كنتُ العوبةً

هربتُ واقتدّتُ كأيّ جربوع

أشربُ لأني أنا ولأني أنا غرفتي تعجُّ بدُخان الكائنات

أشربُ لآخرينَ يُجالسونَ وحدتي

الجدرانُ تُغنّي والمنفضةُ ترقص.