24-أغسطس-2016

اعتذر 220 حاجًا عن عدم تأدية الحج لارتفاع سعر الريال مقارنة بالجنيه(عبيد خطيب/Getty)

قبل أن يصل الريال السعودي إلى 4 جنيه مصري تقريبًا، اعتذر 220 حاجًا عن عدم تأدية الفريضة لارتفاع السعر. قبل شهرين من موسم الحج، بدأت السوق الموازية التلاعب بسعر الريال السعودي، وبعد أن عجز، خلال الموسم الماضي، عن كسر حاجز جنيهين للريال، وصل إلى 3 جنيهات ونصف في هذا الموسم. وبينما تواجه البنوك المصرية أزمة في توفير الدولار للمسافرين إلى أوروبا وأمريكا، تعجز أيضًا عن توفير أكثر من ألفي ريال للمغادر إلى مكة بزيّ الإحرام، ملبيًا وداعيًا الله أن يتجاوز عن سيئاته ويبدلها حسنات، في حين لجأ البعض للسوق السوداء لحشو محفظته قبل السفر أو ربما اعتذر عن تأدية الفريضة لكي لا يلجأ إلى "الطرق الخلفية".

تواجه البنوك المصرية أزمة في توفير الدولار للمسافرين إلى أوروبا وأمريكا، كما تجد مشاكل في توفير أكثر من ألفي ريال للمغادر إلى الحج

اقرأ/ي أيضًا: "بلومبرج" تلوم السيسي على تراجع الاقتصاد المصري

وقالت وزارة السياحة، على لسان محمد شعلان، المشرف على بعثة الحج السياحي، إن "اللجنة العليا انتهت من حصر عدد أسماء الحجيج المعتذرين عن بعثة الحج لهذا العام، وكان قرار بعضهم لأسباب مرضية، لكن الأغلب، وعددهم 220 لأسباب مادية، وهي "جنون أسعار الريال". ومشكل ارتفاع أسعار الريال لا يسري على مصر وحدها، متأثرًا بارتفاع الطلب خلال الفترة الحالية، ووسط توقعات باستمرار ارتفاعه لشهرين قادمين، لكنه أكثر تأثيرًا في القاهرة، وترجع لأزمة العملات الأجنبية التي يواجهها البنك المركزي بقيادة طارق عامر، وعجز البنوك عن توفير مبالغ مناسبة للرحلة التي تستمر لأكثر من 15 يومًا.

وهذه الزيادة سجِّلت بعد استقرار استمر لأكثر من شهر، لم تشهد عملية "العرض والطلب" أي انقلابات أو قفزات واسعة في سعر الريال مقابل الجنيه، وشهدت تقاربًا بين السعر الرسميّ وسعر الصرافات والسوق الموازية.

اقرأ/ي أيضًا: جدل إغلاق شركات الصرافة في مصر

يحتل الجنيه المصري المركز الثاني بين العملات الأكثر تبديلًا من جانب الحجيج داخل الحدود السعودية

ويحتل الجنيه المصري المركز الثاني بين العملات الأكثر تبديلًا من جانب الحجيج داخل الحدود السعودية، وفي المركز الأول الروبية الإندونيسية، وفي الثالث الروبية الهندية ثم الرينجنت الماليزي، والدينار الأردني.

وعلى العكس، يفضِّل حجيج آخرون تبديل العملة في بلادهم، مثل الماليزيين، نظرًا لأن سعر تبديل "الرينجنت" أعلى داخل المملكة، التي تشهد فترات ركود قبل وبعد شهر ذي الحجة تؤدي إلى خسائر ضخمة في الأرباح والإيرادات لشركات الصرافة، حتى إنّه، وفقًا لصحف سعودية، ما يشتريه "الصيارفة" من عملات أجنبية في موسم الحج، يقدر بأربعة أضعاف ما يتم شراؤه طوال العام. وارتفع سعر تبديل ألف ريال في عواصم العالم إلى 800 ليرة تركية، و200 دينار أردني، و1000 درهم إماراتي، و1100 رينجتا ماليزية، و17 ألف روبية هندية، و27 ألف روبية ماليزية.

وفسَّر مصرفيون سعوديون "جنون الريال" بقرب موسم الحج، مؤكدين أن العملة السعودية ترتفع بنسبة أكبر داخل المملكة، خاصة بالسوق السوداء في المطار، عن النسبة التي تسجّلها خارج حدودها، وهو ما يدفع المسافرين إلى اللجوء للدولار الأمريكي (3.5 ريال)، واليورو (4.18 ريال)، والجنيه الاسترليني (4.95 ريال). ويسجِّل الدولار المركز الأول في العملات الأكثر تداولًا، ويليه اليورو، بسبب حجيج أوروبا وشمال أفريقيا، بينما تفضِّل أغلب جنسيات شرق آسيا والخليج استخدام "الفيزا".

اقرأ/ي أيضًا:

مصر 2016.. السلاح قبل الخبز أحيانًا

كيف غيرت سياسات التقشف حياة الناس؟