19-فبراير-2022

(Getty Images)

تواجه شركة هيونداي الكورية عاصفة من الانتقادات الصادرة من الهند على عدة مستويات رسمية وشعبية، ما أدى إلى بوادر أزمة دبلوماسية بين سيول ودلهي.

فبحسب شبكة سي أن أن الأمريكية، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الهندية منتصف الأسبوع الماضي إنها قد استدعت السفير الكوري للتعبير عن "انزعاجها الشديد"، وذلك بسبب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل وكلاء الشركة في باكستان.

نشر  وكيل هيونداي في باكستان تغريدة تضامنية مع كشمير، في مناسبة باكستانية رسمية تعرف باسم "يوم التضامن الكشميري"

وفي التفاصيل، كان وكيل هيونداي في باكستان قد نشر تغريدة مطلع الأسبوع الماضي، للتعبير عن التضامن مع كشمير، في مناسبة باكستانية رسمية تعرف باسم "يوم التضامن الكشميري"، والذي يعدّ عطلة رسمية في باكستان، وذلك للتعبير عن التضامن الوطني الباكستاني مع سكّان كشمير في القسم الواقع تحت السيطرة الهندية، في إقليم متنازع عليه بين البلدين النوويين.


اقرأ هنا كلّ ما تريد معرفته عن قضية كشمير


 

وقال وزير الخارجية الهندي في تعليق على ذلك "إن الهند ترحب بالاستثمارات الأجنبية في مختلف القطاعات، إلا أنها تتوقع من الشركات أو وكلائها أن تنأى بنفسها عن الادعاءات المغلوطة أو المضللة بشأن السيادة ووحدة أراضي الدول".

وقد تصاعدت حدّة الانتقادات ضد هيونداي الكورية داخل الهند، والتي تعدّ واحدة من أكبر الأسواق التي تستهدفها الشركة، وهو ما حدا بالشركة إلى طلب حذف التغريدة عن حساب وكيلها الباكستاني، والذي أذعن لطلب الشركة وحذف التغريدة التي ظلت متداولة على نطاق واسع كصورة، على الرغم من حذفها. كما حذف وكيل هيونداي الباكستاني منشورات مماثلة حول كشمير على فيسبوك وإنستغرام، والتي عبر فيها الوكيل عن احتفائه بما وصفه "تضحيات الكشميريين من أجل تقرير المصير"، وذلك وفق ما نقلت وكالة رويترز.

وقد درجت العادة لدى الشركات الباكستانية المشاركة في اليوم الوطني للتضامن الكشميري، في واحدة من قضايا النزاع الأخطر بين الهند وباكستان، إلا أن الجدل الذي أثاره الوكيل المحليّ في باكستان لشركة أجنبية يعدّ مؤشّرًا على التحدي الذي تواجهه الشركات العالمية في التعامل مع مثل هذه القضايا بشكل آمن.

فالتعليق من الوكيل الباكستاني شكّل ضررًا محتملًا على وضع الشركة في الهند، حيث شنّت حسابات هندية حملة واسعة تطالب فيها التوقف عن التعامل مع الشركة وعدم شراء سياراتها، وهو ما أثار مخاوف حقيقية لدى الصانع الكوري، والذي تدخّل فورًا لدى الوكيل في باكستان من أجل حذف المنشورات المتعلقة بالقضيّة الكشميرية.

هذه الحملة الواسعة في الهند ضد هيونداي دفعت الشركة لتقديم عدة اعتذارات، حيث بادرت هيونداي الهند يوم الأحد الماضي بالتنصّل من منشور الوكيل في باكستان، مشيرة في تغريدة إلى أنّ ذلك المنشور "يسيء لالتزام الشركة المعهود بالثوابت الوطنية الهندية"، كما أضاف الوكيل الهندي في تغريدة بأن الشركة في الهند تحترم "المشاعر الوطنيّة" وأن الهند "وطن ثانِ" للشركة، مؤكدًا على إدانة التعليقات الصادرة عن حساب الوكيل الباكستاني، علمًا أن هيونداي باكستان تعدّ مشروع أعمال مشترك بين هيونداي الكورية ومجموعة "نيشات" الباكستانية (Nishat)، وهي واحدة من شركات الأعمال العملاقة في باكستان.

قالت الشركة الأم إن سياساتها تمنع من الانخراط في القضايا السياسية أو الدينية في أية منطقة في العالم

كما بادرت الشركة الأم بالتأكيد على أنها تنأى بنفسها عن التعليقات الصادرة من الحساب الباكستاني، مشيرة إلى أنّ التغريدة صادرة عن حساب "موزّع مستقل في باكستان". وقالت الشركة إن سياساتها تمنع من الانخراط في القضايا السياسية أو الدينية في أية منطقة في العالم.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

كشمير.. قصة الإقليم الذي يهدد بإشعال حرب نووية