08-أكتوبر-2021

تنتهج فرنسا سياسات مذلة ضد اللاجئين (Getty)

 ألتراصوت – فريق التحرير

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها نشر الخميس بما اعتبرته "سياسة ردع" تنتهجها السلطات الفرنسية ضد المهاجرين الذين يسعون إلى بلوغ الأراضي البريطانية، ما يعرضهم "لإذلال ومضايقات يومية"، وذلك بعد تسجيل عمليات طرد دورية وتمزيق للخيام ومصادرة للمقتنيات وقيود على المساعدة الإنسانية.

تنتهج السلطات الفرنسية سياسة ردع مذلة ضد المهاجرين الذين يسعون إلى بلوغ الأراضي البريطانية

وقالت منظمة هيومن رايتس أوبزرفرز المتخصصة في متابعة وضع المهاجرين في الشمال الفرنسي، إن الشرطة نفذت في العام 2020 أكثر من 950 عملية طرد روتينية في كاليه و90 عملية في غراند-سانت، صادرت خلالها 5000 خيمة وقطعة قماش مشمع، إضافة إلى مئات البطانيات وأكياس النوم. وأكدت المنظمة التي أجرت تحقيقًا على الأرض بين تشرين أول/أكتوبر وكانون أول/ديسمبر 2020 ثم في يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2021 والتقت 60 مهاجرًا، أن "هذه الممارسات المسيئة تندرج في إطار سياسة ردع أكثر شمولًا تنتهجها السلطات الفرنسية، وتهدف إلى إلغاء أو تجنب كل ما يمكن برأيها، أن يستقطب المهاجرين في شمال فرنسا والتشجيع على إقامة مخيمات أو نقاط تمركز أخرى".

في كاليه وغراند-سانت بالشمال الفرنسي لا يزال أكثر من ألف شخص يعيشون في مناطق حرجية ومستودعات مهجورة وتحت الجسور على أمل العبور إلى المملكة المتحدة، وبحسب المنظمة تقوم الشرطة "بعمليات طرد جماعية دورية"، إضافة إلى "عمليات روتينية تدفع المهاجرين إلى التنقل بشكل متواصل"، في حين "يصادر عناصر الأمن الخيم التي لم يتمكن المهاجرون من أخذها معهم وغالبًا ما يقومون بتمزيقها كي تصبح غير قابلة للاستعمال ".

من جهتها، اعتبرت مديرة الفرع الفرنسي لمنظمة هيومن رايتس بنديكت جانرود أن "لا شيء يبرر تعرض أشخاص لإذلال ومضايقات يومية". مضيفة "إذا كان الهدف ردع المهاجرين عن القدوم إلى شمال فرنسا، فإن هذه السياسات هي فشل ذريع وتغرق الأشخاص في حزن عميق"، بدوره غرد مايكل بوشينيك من هيومن رايتس ووتش على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وكتب "المضايقات والقيود الممنهجة على وصول المساعدات الإنسانية التي تفرضها السلطات الفرنسية على المهاجرين لا تمنع وصول الوافدين الجدد، ولكنها تسبب محنة كبيرة لهم".

تنتهج فرنسا سياسات مذلة ضد اللاجئين (Getty)

ونقل التقرير عن روناد وهي عراقية كردية قولها "عندما تصل الشرطة، يكون لدينا خمس دقائق للخروج من الخيمة قبل أن تدمر كل شيء". وأضافت عندما سُئلت عن تجربتها في كانون الأول/ديسمبر2020، أن "الشرطة مزقت القماش المشمع الذي كنا نستخدمه كسقف لمسكننا"، ويروي شاب سوري يبلغ من العمر 17 عامًا أنهم "أحيانًا يغيرون المكان الذي يوزعون فيه الطعام ولا نعرف أين نذهب، نحاول الركض لكن في الوقت الذي نستغرقه للوصول، يمكن أن يكونوا قد غادروا".

"عندما تصل الشرطة، يكون لدينا خمس دقائق للخروج من الخيمة قبل أن تدمر كل شيء"

وبعد صدور التقرير حاولت وكالة الأنباء الفرنسية التواصل مع وزارة الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إلا أنها لم تتلقَ الرد. وكان الوزير الفرنسي قد أكد في يوليو/تموز الماضي في حديث لصحيفة "لا فوا دو نور" أن "التعليمات التي أعطيها لتجنّب أن يعيش سكان كاليه ما شهدوه منذ بضع سنوات هي تعامل قوات الأمن بصرامة مع المهاجرين"، والتي تتمثل في "عمليات كل 24 أو 48 ساعة". وقد أشارت "هيومن رايتس ووتش" إلى أن ذلك يُترجم أيضًا من خلال "القيود المفروضة على المساعدة الإنسانية" والتي جاءت في قرارات اتُخذت أخيرًا تمنع توزيع الطعام والمياه من جانب بعض الجمعيات في وسط مدينة كاليه، ويُسمح فقط بعميات توزيع المساعدات التي توافق عليها الدولة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

انتقادات بعد تعليق فرنسا عمل 3 آلاف موظف صحي لعدم التزامهم بالتطعيم

خطاب ماكرون يثير انتقادات متنوعة عبر السوشيال ميديا في فرنسا