23-يوليو-2018

ناصر حسين/ سوريا

 

1

لم يبقَ للصباح،

غير نافذةٍ يطلُّ منها على ماضيه،

ذكرياتٍ يُعلِّقها كتمائم حراسة على حائط الوقت

وحسرة تكبر في قلبه،

تكبر... كظلٍّ ينمو على البلاط...

كظلٍّ، يؤنس وحدته، أو يؤرِّق نومه.

والندى،

الندى دموعه، هذا الصباح العجوز المُحال منذ زمنٍ...

منذ خمسة وعشرين عامًا، إلى التقاعد

هذا الصباح الذي لم يبق له سوى مراقبتك من نافذته

وأنتِ تشرقين بدلًا منه، كلّ يوم.

 

2

ما الذي يفعله الله في وحدته؟

دون خطايا تؤرِّق نومه، أو أمنيات تنمو في مخيلته؟

أو، أقلّ ما في الأمر، خوف يطرد ملله؟

يكتب الشعر...

يُقال بأنّ الله كان شاعرًا لا يجيد الكتابة،

ولذلك،

جاءت قصائده بشرًا،

بشرًا، كانوا قبلك محاولاته في كتابتك،

بعدك، صاروا محاولات في تكرارك.

في رصيد الله... أنتِ قصيدته الوحيدة.

 

3

منذ أربعة عشر عامًا من الآن،

وأنا أربّي سؤالًا لا ينفكُّ ينمو داخل رأسي.

ينمو، كأمنيات الأمّهات

ويتّسع، كتجاعيد وجوههنّ.

ينمو... يصير بشرًا يُعيد طرح نفسه، يقول: "ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟"

الآن... الآن فقط، أقول:

أريد أن أكونها،

أو الطريق إليها، أو، أقلّ ما في الأمر... خطواتها.

 

4

صورتك التي وضعها الله في جيبي،

هي عنواني.

ولكنّني حين أتوه، عمدًا، لا أجد في طريقي غير الأمّيين...

أولئك الذين يعيدونني إلى المنزل، بدلًا منكِ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ورقة في مرسم

جدي الذي يسمع بأذن واحدة