16-فبراير-2021

لوحة لـ جان ميشيل باسكيات/ أمريكا

ولد الشاعر والكاتب المسرحيّ هوارد ألتمان (Howard Altman) وتربّى في مونتريال- كيبيك في كندا. وبعد تحصّله على شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد، عمل في شركة استثمار عقاريّة كنائب أوّل للرئيس. كتب قصصًا ومسرحيات للأطفال، كما درّس الشعر في سجن للنساء. من كتبه: من يجمع النهارات (Who Collects the Days)، في هذا المنزل (In This House). يقيم حاليًا في مدينة نيويورك.


بقايا

 

رجل قديم بقبعةٍ جديدة

يركض تياهًا.

أودّ أن أنطقَ بالحقيقة

لكنّي لا أعلم كيف.

الرّيح هي قلمنا الأمثل

كما أنها تنفخُ الشعرَ من المياه.

 

أنتظر أيامًا وأسابيعَ

لأدخل شعورًا استجدى سنواتٍ كثيرةً ليرحل.

المحيط لا ينفكّ يرمي بأسئلة لديه كل الأجوبة عليها.

شمعة تبعثُ الضوء في الغرفة

وتخفتُ النّجوم

حين كل ما كان يواسي،

لم يعد يعزّي بعد الآن

تعثر الوحدةُ على غرفة داخل الواحد الذي تعرفه.

 

أتقلّص بفعل الضوء

وأتحوّل نحو الفضاء

رجلٌ قديم بقبعة جديدة

يلبس ابتسامتهُ في العتمة.

 

هبات

 

للسماء، وهبت وردةً

والسّماء الحالكة قبلتها

كالأرض، مفروشةً من أجل الضوء.

 

للصحراء، أرفدت تفاحة

والكثبان تلقّتها

مثلَ ثغرٍ يتحدث من أجل الرّيح.

 

للتّنصيب، قدّمت شجرةً

والمتحق زرعها مثلَ رجلٍ يشاهد مكانه.

 

للمحيط، وهبت بذرةً

والجسدُ أحلّها كالوقت، مشكلًا

حياة.

 

In Vino Veritas

 

ومنحت نفسي للقصيدة

والقصيدة منحت نفسها لي

وبذلتُ نفسي للسماء

والسماء بذلت نفسها لي

ومنحت نفسي للريح

والرّيح أخذت ما منحت

وسلّمته للسماء

 

وأرفدت نفسي للنساء

والنّساء أرفدن أنفسهنّ لي

ومنحت نفسي للجرح

والجرح منح نفسه لي

ومنحت نفسي للأمل

والأمل استقى ما منحت

وحباهُ للجرح

 

ووهبت نفسي للنبيذ

والنبيذ وهب نفسه لي

وسلّمت نفسي لضوء الشمعة

وضوء الشمعة سلّم نفسه لي

والذّاكرة قبضت على ما وهبت

وأسدته للشجرة

 

وأعطيتُ نفسي للصّمت

والصّمت أعطى نفسه لي

وحبيتُ نفسي للضوء

والضوء حبا نفسه لي

وأهديت نفسي لليل

والليل تناولَ ما أهديت

وجادَ به إلى النجوم

 

هوامش:

  • In Vino Veritas: عبارة لاتينية تعني "ثمّة في النبيذ حقيقة ما"، أي أنّ المرء تحتَ تأثير الكحول يفصح عن أفكاره ورغباته الخفيّة والمكبوتة وأسراره الدفينة والغامضة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لا يدَ تحملُ الجمجمةَ التي تسبحُ في الأنهار

بسام حجار: مَزارٌ بِجَنبِ الطريق