11-مارس-2020

أنتوني فراي/ بريطانيا

يفتحُ ليَ باب الحافلة

السائق المتجهّم طويلًا.

معالمُ وجهه -بخلاف رجالٍ آخرين أعرفهم-

ليست متعسّفة ولا تتناثر مثل رماد.

يحملني على التعجب من قدرة أحدٍ على الانتباه لي.

هل أنا موجودة بالفعل؟

أم أنّي مجرّدُ خيالٍ من واقعِ الصُّدفة؟

حفيفُ الأشجارِ هو صوتُ وِحدتي

والأرضُ ليست إلّا ما تحلُمُ عينيّ برؤيته.

والجبالُ بعيدًا هي صبري القديم

عندما لم يعُد هنالك براكين ولا أحجار.

جبالٌ عالية وبعضها خفيضة

تتملّكُ الأرضَ كشعورٍ هائج لا يُعنى بالزمن

تبقى ما بقيتُ ثمَّ يقرر أحدٌ آخر ما الذي يجب أن تعنيه.

معجونٌ بسُمرتها

هذا الفؤاد الذي كم تكسَّر!

بحوافّه وصلابته وانحداراته وكآبته.

خشِنٌ كما للجبل من خشونة.

لا تلتصقُ أحجارُه إلا بحنانٍ أهوَج

ولو أنّهُ باهتٌ كالزمن.

 

كثيرًا ما أشعرُ أنّ هنالك مَن يسحبُ الأرض من تحتي

مثل سجادة،

يتركني فارغة من كلّ شيء

إلّا من نفسي.

حواسي متهيّجة

لكن ذلك الخواء من حينٍ لآخر

يستعجلني

عندها تفقدُ الأشياء معانيها

وتتطاير من سياقاتها مُبتعدَةً.

 

لماذا لا تخاف أيّها الطائر

-مثلي-

من الحُلْم

وأنت تعلَم

أنَّك لستَ مخلوقًا لتُنقِّب عن حبّات الشعير المنثورة!

 

اقرأ/ي أيضًا:

3 شاعرات من عُمان.. هي ذي أسرارنا الصغيرة

نافذة لا تملك سوى حبل غسيل