22-أغسطس-2019

أُثار الهمس بين أرسلان وباسيل جدلًا في أوساط اللبنانيين (تويتر)

انتشر فيديو على مواقع التواصل يظهر حديثًا بالهمس بين رئيس الحزب الديموقراطي طلال أرسلان ووزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، خلال مؤتمر صحفي قبيل اجمتاع تكتل الإصلاح والتغيير. لم ينتبه كل من باسيل وأرسلان للمايكروفون المفتوح فكان صوت كليهما واضحًا ومسموعًا. قال أرسلان لباسيل: "شفت إذا بينعمل الميغا سنتر بالانتخابات الجاية؟ بتاخد انت نص النواب بالجبل والشوف". والميغا سنتر هو نظام انتخابات يسمح للمقترع بالاقتراع من مقر سكنه ولا يضطر أن يذهب إلى مسقط رأسه ليدلي بصوته، ويقصد أرسلان هنا أن المسيحيين سيغيرون الانتخابات لصالح باسيل ضد جنبلاط، كما يتضمن كلامه تلميحًا إلى أن المسيحيين المهجرين من الجبل في الحرب، لا يشعرون اليوم بالأمان الكافي ليأتوا إليه ويدلوا بصوتهم. فيما ردّ باسيل: "نسيت الحزب شو عملوا فينا"، في اتهام لحزب الله بعدم التزامه مع حلفائه في الانتخابات الأخيرة.

أثار الفيديو المسرب لهمس أرسلان وباسل عاصفة من الردود على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعاد إلى الإذهان الفيديو المسرب لباسيل قبل عم ونصف تقريبًا، حيث وصف فيه رئيسَ مجلس النواب بالـ"البلطجي"

وقد أثار الفيديو المسرب عاصفة من الردود على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعاد إلى الإذهان الفيديو المسرب لباسيل قبل عم ونصف تقريبًا، حيث وصف فيه رئيسَ مجلس النواب بالـ"البلطجي"، خلال اجتماع مغلق لكوادر في التيار. وقد أدى التسريب يومها إلى توتر في الشارع بين مؤيدي حركة أمل التي يرأسها نبيه بري، وبين مؤيدي التيار الوطني الحر.

اقرأ/ي أيضًا: ميثاقية "باسيل" الانتقائية

هجوم درزي على كلام وهاب

تفاوتت الردود والتعليقات حول ما تفوّه به أرسلان وباسيل، واللذان عقدا تحالفًا انتخابيًا قبيل انتخابات 2018، ويمتلكان اليوم "عدوًا" مشتركًا هو الوزير السابق وليد جنبلاط ومن خلفه الحزب التقدمي الاشتراكي. ورأى المدافعون عن باسيل أن ما قاله لا يشكل إساءة لحزب الله، ويدخل في خانة التحليل السياسي لما حصل في الانتخابات الماضية، كما رفضوا تشبيه الفيديو المسرب بفيديو "البلطجي" المذكور في الشكل وفي المضمون. فيما استاءت الأوساط الدرزية من كلام أرسلان، ورأت فيه استكمالًا لاستهداف وليد جنبلاط الذي بدأ منذ فترة طويلة، وكانت آخر فصوله حادثة قبرشمون الأخيرة.

فيما بدا جمهور الحزب التقدمي الاشتراكي غاضبًا من كلام أرسلان، ورأى في كلامه "خيانة للجماعة" وارتماءً في أحضان باسيل على حساب الطائفة الدرزية، التي يرون أن من أهم أسباب بقائها واستمرارها هو قوة قيادتها واستقلاليتهم. وقد دافع المغردون الاشتراكيون عن جنبلاط وأكدوا على "زعامته ودوره الكبير في في الطائفة وفي الوطن". كما توقف الناشطون عند تلويح أرسلان بالحصول على نصف المقاعد في الشوف معقل الحزب الاشتراكي، في الوقت الذي دأبت العادة أن يترك جنبلاط مركزًا شاغرًا لإرسلان في الانتخابات النيابية لتأمين تمثيل القوتين الدرزيتين الأساسيتين في البرلمان.

الحزب والتيار يقللون من أهمية ما سُرب

جواد نصرالله، نجل أمين حزب الله، دافع عن باسيل من خلال تغريدة له على تويتر، قال فيها إن لكل حليف آراؤه، وإن الزلات تحدث دائمًا، لكن التحالف مع التيار ثابت ومتين، وهاجم ما سماها "النفوس الصغيرة" التي تحاول استخدام الفيديو "للتنقير".

اقرأ/ي أيضًا: جبران باسيل ..العنصرية ضد السوريين كاستراتيجية

من جهته استغرب مقدم البرامج هشام حداد ردة الفعل على الفيديو حيث كتب على صفحته في تويتر: "حدا يخبرني شو اللي تسرب مبارح من الميكرو المفتوح غير عجز بعض خصوم جبران".

تغريداتا نصرالله وحداد كشفتا رغبة حزب الله والتيار الوطني في احتواء الموقف قبل أن يتطور، خاصة بعدما أثبتت التجارب السابقة أن الحروب على مواقع التواصل تشتعل بسهولة

تغريداتا نصرالله وحداد كشفتا رغبة حزب الله والتيار الوطني في احتواء الموقف قبل أن يتطور، خاصة بعدما أثبتت التجارب السابقة أن الحروب على مواقع التواصل تشتعل بسهولة بعد كل هفوة أو زلة مقصودة كانت أم عفوية. فيما أظهرت الأسابيع الماضية هشاشة التحالفات السياسية الكبيرة، وعمل كل فريق على تحقيق أكبر قدر من المصالح الآنية، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي، والتحذيرات الدولية من انهيار وشيك لسعر صرف الليرة في حال عدم القيام بإصلاحات بنيوية وجذرية. أما التسجيلات والتسريبات التي تنتشر كل فترة فتعكس هذه الإشاعة وتؤكدها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لبنان.. "مرصد العنصرية" يرصد ما تغفله الدولة

تفجيرات القاع.. تطرح أسئلة جديدة على اللبنانيين