04-فبراير-2021

رجال أمن امام معهد ووهان (Getty)

تواصل مجموعة من المحققين في منظمة الصحة العالمية، زيارتها إلى مدينة ووهان في الصين، التي تشير معظم الدراسات والترجيحات أن فيروس كورونا ظهر فيها للمرة الأولى. وقد شمل برنامج الرحلة زيارة معهد ووهان لعلم الفيروسات، بهدف جمع البيانات والمعلومات اللازمة حول الأيام الأولى لظهور الفيروس. إذ استمرت زيارة مجموعة المحققين الدولية التي جرت الأربعاء 3 شباط/فبراير 2021 لمدة 4 ساعات، لم يتبعها الإدلاء بأي تصريح ولم تتوفر معلومات حول إيجاد دلائل أو معطيات تفيد تتبع أصل الفيروس في هذه الزيارة.

عطلت السلطات الصينية وصول وفد منظمة الصحة العالمية لأراضيها عبر تأخير منح  تأشيرات الدخول أكثر من مرة

وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ووزير خارجيته مايك بومبيو أعلنا في أكثر من مناسبة أن الفيروس خرج للمرة الأولى من مختبر في ووهان، خلال محاولة علماء صينيين القيام ببعض التجارب. نظرية يرفضها العدد الأكبر من المتخصّصين والعلماء، حيث يرجحون أن الفيروس ظهر في البرية للمرة الأولى وليس في المختبرات.

اقرأ/ي أيضًا: دعوة حقوقية متعلقة بالتمييز في الأجور تكلّف جوجل 3.8 مليون دولار أمريكي

لا بد في هذا المجال من التذكير بالجدل الذي حصل حول دور وتصريحات تشي زينغلي، وهي من أهم خبراء علم الفيروسات في الصين، ونائبة مدير معهد ووهان، إذ قالت إن الخلاصة التي وصلت إليها بخصوص أصل الفيروس كانت خاطئة، والسبب في ذلك هو الإرهاق الذي عاشته، حيث أنها لم تنم لأيام طويلة بسبب انشغالها في مكافحة الفيروس. وعادت زينغلي وأكدت أنها ستراهن بحياتها على أن الفيروس التاجي المستجد، لا علاقة له أبدًا بالمختبر. 

يتألّف فريق المحققين التابع لمنظمة الصحة العالمية من أطباء بيطريين، وعلماء فيروسات وأوبئة ومتخصصي سلامة أغذية من عدة دول. وقد قام الفريق بحجر نفسه فور وصوله إلى الصين لمدة أسبوعين، ليبدأ بعدها جولاته التي شملت مستشفيات مدينة ووهان ومراكز الأبحاث فيها، كذلك قاموا بزيارة السوق المتخصص بالمأكولات، الذي يعتقد كثيرون أن الإصابة الأولى بالفيروس حصلت في داخله. وكانت السلطات الصينية قد أقفلت السوق مطلع عام 2020، بعد ظهور 4 حالات ضيق تنفس بين أشخاص يعملون فيه، قبل أن تقوم السلطات بإغلاق المدينة لمدة 74 يومًابينما يعتقد الخبراء أن القيام بعمليات مسح في السوق التجاري في ووهان، من شأنها أن تساعد في تتبع أصول الفيروس، الأمر الذي قد يساعد في القضاء عليه.

تشكك العديد من المنظمات الدولية المتخصصة بدقة وصحة البيانات التي تقدمها الحكومة الصينية بشأن فيروس كورونا 

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حاولت لأشهر عديدة الحصول على تأشيرات من الحكومة الصينية للسماح لفريقها بزيارة ووهان. وكانت الصين ترفض السماح بهذه الزيارة في بداية الأمر، لأنها كانت ترى بأنه يحق لها السيطرة على المعلومات المتعلّقة بظهور الفيروس وانتشاره، فيما اعتبر البعض أن الصين كانت تتخوّف من أن يتم تحميلها مسؤولية ظهور وانتشار الفيروس، بسبب الإهمال والتقصير وعدم التعامل معه بالطريقة الأمثل. 

اقرأ/ي أيضًا: بايدن في موقف حرج بين الجماعات البيئية والاتحادات العمالية بسبب خط نفط كيستون

كما كانت الصين قد أعلنت في السابق نجاحها في احتواء فيروس كورونا. وقامت بالفعل برفع الحجر الصحي عن الكثير من المدن، ونجحت في تسجيل صفر إصابة في عدة أيام بحسب وزارة الصحة الصينية. مع الإشارة إلى أن هذه المعطيات تبقى موضع تشكيك من الكثير من المنظمات الصحية والمراكز الطبية حول العالم، خاصة في ظل الإعلان عن الانحدار الحاد في عداد الإصابات في الصيف الماضي، برغم عدم وجود أي لقاح فعّال يومها. ويسود اعتقاد أن أحد أهداف الزيارة هو الوقوف على حقيقة هذه المعطيات التي تقدمها الصين للعالم وليس فقط تتبع منشأ الفيروس التاجي.

في حين  قام وفد منظمة الصحة العالمية بزيارة معرض في ووهان، نظمته السلطات الصينية للاحتفال بانتعاش المدينة من كوفيد - 19. تتشكّل قناعة كبيرة لدى المتخصصين في مجال الفيروسات، أن الطريقة الأمثل لفهم ماهية كوفيد -19 وكيفية انتشاره، يبدأ من فهم ما جرى في الصين مطلع عام 2020، وبالتالي فإن زيارة وفد منظمة الصحة العالمية، والتقرير المزمع تقديمه، من شأنه أن يعطي الكثير من الإجابات عن الأسئلة المبهمة اليوم، لكن هل ستسهل السلطات الصينية هذه المهمة؟ هذا الأمر الذي يثير نقاشات عديدة وسط صعوبة التأكد مما تعلنه الصين من بيانات متعلقة بفيروس كورونا. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

أنقذوا ميانمار.. حملة على تويتر بعد الانقلاب العسكري

لماذا يتوجه الشباب العربي إلى "البودكاست"؟