12-فبراير-2017

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال توقيعه أحد القرارت الرئاسية (رون ساتش/Getty)

المقال التالي ترجمة مختصرة لمقال كاترين باركر في صحيفة "واشنطن بوست": رئاسة ترامب ذات العامين.

عدد كاف من الأمريكيين سيكونون على استعداد تام لسحق دونالد ترامب هو وجعبته المليئة بالفظائع في انتخابات التجديد النصفي عام 2018

_____

الخبر الجيد: في خلال عامين سيكون لدينا رئيس جديد، الخبر السيئ: أننا سننتظر كل هذا الوقت!

ترتكز توقعاتي "الجيدة" على قانون البندول. عدد كاف من الأمريكيين سيكونون على استعداد تام لسحق دونالد ترامب هو وجعبته المليئة بالفظائع في انتخابات التجديد النصفي عام 2018 التي من المتوقع أن تشهد انهيارًا كبيرًا شبيهًا بالانهيارات الطينية سيؤدي إلى اكتساح الديمقراطيين لمجلس الشيوخ ومجلس النواب. فإذا كان الجمهوريون قد حصدوا انتصارات كبرى إثر الرفض الشعبي لبرنامج "أوباما كير" للتأمين الصحي، فإن الديمقراطيين سوف يستعيدونه بموجة اعتراض شعبية بحجم تسونامي.

اقرأ/ي أيضًا: اليمن.. أول ساحة معركة لترامب مع إيران

ما إن يستقر الأمر، سيتطلب الأمر أن تقوم الأغلبية الديمقراطية فيما لا يزيد عن ثلاثين ثانية بالبدء في إجراءات مساءلة يتم فيها الاختيار من بين ركام كبير من الأكاذيب والتجاوزات والارتباك الرهيب، هذا إذا ما افترضنا أن أحدهم لم يرشد السيد الرئيس في النهاية إلى باب الخروج!

أو أنه لم يعلن مثلًا الأحكام العرفية -ليوقف من أشار إليهم أكثر مرة بالأناركيين الذين يريدون إسقاطه كما تعلمون- واستطاع بكفاءة كبيرة أن يخرس المعارضة!

نحن بالفعل في طريقنا إلى ذلك الخيار الأخير بسبب الهجمات الإعلامية المستمرة عليه – ممن هم "أقل الناس مصداقية على وجه الأرض" (كما أشار إليهم في كلمته في مقر وكالة المخابرات المركزية).

ببعض الحظ وبشجاعة على مستوى القيادة فإن ذلك ليس أمرًا مؤكدًا، هناك فرصة على أي حال ألا ننتظر عامين طويلين، حيث يمكن خلالهما أن يحدث أي شيء.

تحسبًا لظروف قد تستدعي استبدالًا أسرع لشخص الرئيس، فإن أصحاب العقول النيرة قد أضافوا البند الرابع في التعديل الخامس والعشرين، والذي يقضي بضرورة "خلع" الرئيس إذا رأت أغلبية من الإدارة ونائب الرئيس ذلك، على سبيل المثال إذا أصيب الرئيس أو سقط مريضًا بمرض عضال، لا يمكنه من أداء مهامه، أو استطرادًا، من خلال كونه غير كفء كفاية، أو أنه هي أو هو يشكل خطرًا على الأمة، ويجب خلعه فورًا والاستعاضة عنه بنائب للرئيس.

ألسنا هناك بعد؟

حتى الآن نعم، خاصة وأن ترامب وأتباعه قد قاموا بهجوم كامل على الحريات المدنية، والانفتاح الحكومي، والحرية الدينية، وكذلك التحريض أو التغاضي عن سلسلة من الانتهاكات الأخلاقية ابتداءً من صراع المصالح التجارية، وحتى الدفاع المعلن لإعلان خط الملابس الذي تملكه ابنته، الأمر الذي لا يبدو أنه مجرد أب يدافع عن ابنته، بل إنه يبدو، رئيس الولايات المتحدة يشجع تجارة بعينها، ثم وبشكل أعم، يخلق عداءً عامًا ضد التجارة الحرة.

اقرأ/ي أيضًا: من يحكم البيت الأبيض الآن؟

بالنسبة لمراقب موضوعي، فإنه يبدو من السخف الدفاع عن مجموعة من السخافات صادرة من البيت الأبيض ومن وكالة تنفيذية واحدة على الأقل التي هي وزارة الزراعة، والتي أطاحت بعيدًا بتقارير الإساءة إلى الحيوانات وتركت الجراء والقطط والخيول وغيرها ليدافعوا عن أنفسهم.

من الواضح أن الرئيس ترامب الذي أقسم على الحفاظ على دستور الولايات المتحدة، لم يقرأه أبدًا، ولا حتى شاهد أي حلقة في هوليوود عنه

النائب جيسون شافيتز أصبح لديه علم بما سيحدث للجمهوريين، حيث واجه حشدًا جامحًا في قاعة اجتماع البلدية في يوتاه، حيث رأى كيف تعالت أصوات الاستهجان في كل مرة ذكر فيها رئيس لجنة الرقابة المحلية اسم ترامب، حتى وإن كان كثيرون من الحشد أعضاء في المعارضة فإن الأمسية منحت لمحة لما سيحدث في العامين التاليين. منذ "حزب الشاي" عام 2010 وحتى شعار المقاومة في 2018 والبندول بالكاد يتوقف ليغير مساره نحو اليسار. وبينما ننتظر أن يجد طريقه إلى مركز الأمة، حيث ينتظر الكثيرون بفارغ الصبر، يبدو من الواضح أن الرئيس الذي أقسم على الحفاظ على دستور الولايات المتحدة، لم يقرأه أبدًا، ولا حتى شاهد أي حلقة في هوليوود عنه، ولا حلقة واحدة من مسلسل "الجناح الغربي" التي يمكن أن تعلم ترامب شيئًا عن وظيفته، وعلى أي حال يبدو أنه لا يكترث.

يتطلع الجميع الآن بشكل أكثر إلحاحًا إليه، ليتصرف بطريقة عقلانية، وليفي بوعوده، ولكنه يصمم على توقيع أوامر تنفيذية سيئة، خالقًا مواجهات مع السلطات القضائية والتشريعية، ومغردًا على تويتر، لعالم في حالة دهشة واضطراب بالفعل!

طريقة ترامب الصبيانية، تعزز المزيد من المخاوف، وتجعل منه رجلًا لا يمكن الوثوق به، الأكثر إثارة للقلق هو متى يمكن لترامب أن يتسامح مع الاحتجاجات والانتقادات والإهانات، والمواجهات والهزائم، والثمن الذي سيدفعه أولئك الذين يرفضون أن يتغاضوا عنه!

اقرأ/ي أيضًا: 

خطة أنجيلا ميركل ضد المتنمرين مثل ترامب