هل يمثّل إيرلينغ هالاند ورفاقه الجيل الذهبي لمنتخب النرويج؟

تقترب النرويج من العودة إلى كأس العالم بعد غياب دام 28 عامًا، منذ أن أطاحت بالبرازيل في مونديال 1998، وقتها اعتبر البعض أن تجاوز البرازيل في دور المجموعات يمثل مؤامرة حيكت ضد المنتخب المغربي، وتسببت بخروجه من مرحلة المجموعات.

واليوم، يقود إرلينغ هالاند جيلاً جديدًا يطمح إلى تجاوز أسطورة ذلك الفريق الذهبي، في مسيرة تأهل مثالية نحو مونديال 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

في مونديال فرنسا 1998، دخلت النرويج التاريخ بفوزها على البرازيل 2-1 في مارسيليا، بفضل ركلة جزاء حاسمة من كيتيل ريكدال وحذائه الأصفر الشهير. كان ذلك الفريق يضم أسماء مثل تور أندريه فلو، هينينغ بيرغ، وأويفيند ليونهاردسن، تحت قيادة المدرب المثير للجدل إيغيل أولسن، وكانوا من بين العشرة الأوائل في تصنيف الفيفا. لكن منذ ذلك الحين، لم تصل النرويج إلى نهائيات كأس العالم. واليوم، يبدو أن الوقت قد حان لإفساح المجال لجيل جديد يكتب فصله الخاص من المجد.

انتصار ساحق ومهمة شبه منجزة

في أوسلو، وعلى أرض ملعب أوليفول، سحقت النرويج منتخب الاحتلال الإسرائيلي بخماسية نظيفة، لتقترب بشدة من حسم التأهل. يكفيها الآن الفوز على إستونيا في 13 تشرين الثاني/نوفمبر والتعادل مع إيطاليا في ميلانو لتضمن بطاقة العبور رسميًا. ومع فارق أهداف مذهل يبلغ +26، فإن الفوز على إستونيا قد يجعل مواجهة إيطاليا تحصيل حاصل.

يبدو أن جيل النرويج الذي تجاوز مرحلة المجموعات في مونديال 1998 لن يكون الجيل الذهبي، لأن إيرلينغ هالاند ورفاقه يستطيعون فعل أكثر من ذلك

المدرب ستاله سولباكن، الذي كان لاعبًا في تشكيلة 1998، بدا حذرًا في تصريحاته، كما فعل هالاند الذي قال بعد المباراة: "سنحاول الفوز في المباراة القادمة"، متجنبًا الحديث المباشر عن التأهل.

ماكينة أهداف لا تتوقف

سجل هالاند ثلاثية جديدة أمام منتخب الاحتلال الإسرائيلي، رغم إضاعته لركلتي جزاء في بداية اللقاء. عاد وسجل هدفًا بين اثنين عكسيين، ثم أضاف هدفين بالرأس في الشوط الثاني. أصبح رصيده هذا الموسم 21 هدفًا في 12 مباراة مع النادي والمنتخب، وهو أسرع لاعب يصل إلى 50 هدفًا دوليًا.

زميله ألكسندر سورلوث وصفه قائلاً: "توقفت عن الدهشة منذ سنوات. إنه مثل الروبوت في تسجيل الأهداف. يأخذ مسؤولية كبيرة ويجذب المدافعين، مما يفتح المساحات لنا نحن الثلاثة: سورلوث، نوسا، وبوب".

غياب أوديغارد وحضور جماعي لنجوم أوروبا

رغم غياب القائد المصاب مارتن أوديغارد، أظهرت النرويج قوة جماعية لافتة. تضم التشكيلة الحالية لاعبين بارزين في الدوري الإنجليزي مثل ساندر بيرغه (فولهام)، كريستوفر آير (برينتفورد)، وأوسكار بوب (مانشستر سيتي). كما يبرز أنطونيو نوسا (لايبزيغ)، وسورلوث (أتلتيكو مدريد)، وحتى البديل يورغن ستراند لارسن، الذي رفض نيوكاسل ضمه مقابل 55 مليون جنيه.

وبعد حملتين مخيبتين للتأهل إلى مونديال 2022 ويورو 2024، يبدو أن سولباكن نجح في تحويل الفريق إلى قوة حقيقية. 

إرث الآباء وأحلام الأبناء

سورلوث الأب كان ضمن منتخب 1994، كما كان ألف إنغه هالاند، والد إرلينغ. ذلك الفريق فاز على المكسيك وخرج بسبب قاعدة الأهداف المسجلة. اليوم، الأبناء يسعون لتكرار التجربة، لكن هذه المرة بهدف الذهاب أبعد.

تستضيف النرويج نيوزيلندا في لقاء ودي، بينما تواجه إيطاليا منتخب الاحتلال، خسارة مفاجئة للطليان قد تعني تأهل النرويج قبل لقاء إستونيا. لكن حتى دون ذلك، فإن كل المؤشرات تقول إن هالاند ورفاقه في طريقهم إلى كأس العالم، ويبدو أن جيل النرويج الذي تجاوز مرحلة المجموعات في مونديال 1998 لن يكون الجيل الذهبي، لأن إيرلينغ هالاند ورفاقه يستطيعون فعل أكثر من ذلك.