كشف استطلاع رأي أجرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، يحظى بدعم كبير بين جمهور الناخبين اليمينيين، حيث يعتقد ربع الناخبين من هذه الشريحة أو الكتلة أن بن غفير يجب أن يقود اليمين بعد نتنياهو.
وتفوق بن غفير، الذي يرأس حزب "القوة اليهودية"، على أسماء وازنة في اليمين الإسرائيلي، حيث حل أولًا في تفضيلات الناخبين اليمينيين، وجاء بعده في المرتبة الثانية، بفارقٍ كبير، يوسي كوهين، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية "الموساد"، بنسبة 14%.
بناءً على هذه النتائج، اعتبر تقرير "معاريف"، الذي كتبه ران أدليست، أنه ليس مستحيلًا، في عصر دوامة شياطين السياسة الإسرائيلية، أن نرى اليميني المتطرف إيتمار بن غفير رئيسًا لوزراء إسرائيل بعد نتنياهو.
بدأ بن غفير التسويق لنفسه في الانتخابات بصفته شخصًا يكره العرب عامة، وصاحب قبضة متشددة
وترى "معاريف" أن بن غفير يخطط بالفعل للوصول إلى هذا الهدف منذ فترة ليست بالقصيرة، وقد بنى استراتيجية قوية لتحقيق ذلك الهدف قوامها جذب قواعد اليمين الإسرائيلي الشعبية إلى جانبه، فهو يغازل جمهور "الليكود" كما يغازل جمهور "شاس" والأحزاب الحريدية، وخاصةً الشباب والمراهقين في هذه الأحزاب والتيارات المتطرفة.
استراتيجية بن غفير وفرصه لرئاسة الوزراء في دولة الاحتلال
يؤكد تقرير "معاريف" أن بن غفير يتجه لرئاسة الحكومة، ليس بسبب جنون العظمة فحسب، بل أيضًا بسبب "إدارته للطريق نحو رئاسة الوزراء" من خلال استهداف جمهور "حزب الليكود". وشدد التقرير على أن بن غفير، الذي وصفه الكاتب بـ"البطة العدوانية"، سيكون الشخص الأكثر تهديدًا للأمن في الشرق الأوسط، حال وصوله لرئاسة الحكومة في إسرائيل.
أما عن الخطوات التي يتبعها بن غفير لتحقيق هدفه، فقدرت "معاريف" أنّها تعتمد أساسًا على هدف تكتيكي هو توسيع دائرة أنصاره، حيث عمل على شراء من يسمون بـ"فتيان التلال"، وهو تنظيم إرهابي متطرف متهم بارتكاب هجمات ضد الفلسطينيين.
وبيّن تقرير الصحيفة الإسرائيلية أن بن غفير بدأ التسويق لنفسه في الانتخابات بصفته شخصًا يكره العرب عامةً، وصاحب قبضة متشددة، وانتقل بعد ذلك إلى السيطرة على روح وعقل شباب "حزب شاس"، وهو حزب ديني يميني متشدد، بالإضافة لشباب الأحزاب الدينية الحريدية.
وأشار التقرير إلى أن عشرات الآلاف من الشباب الحريدي يرونه الزعيم الذي يعبر عن تمرد شبابهم أو إحباط مراهقتهم، كما يملك القدرة على الصراخ في وجه الجميع، بما في ذلك حاخاماتهم. وبالمجمل، يقدم بن غفير نفسه لشباب الحريديم: "كمناضل من أجلهم في وجه تنكّر الكتلة العلمانية واليسارية لهم".
إن الهدف الاستراتيجي الكبير لابن غفير، حسب تقرير "معاريف"، بات واضحًا، وهو رئاسة الوزراء. ويستعين في تحقيق هذا الهدف بالقواعد الشعبية الأكثر يمينيةً في حزب الليكود بالإضافة لليهود الشرقيين.
عندما يحسب إيتمار بن غفير طريقه إلى رئاسة الوزراء، فإنه يبني على قاعدة نتنياهو الشرقية في "الليكود"، حيث الافتراض العملي أن قاعدة اليهود الشرقيين في "الليكود" لن تتوج وزير الأمن يوآف غالانت، أو وزير الخارجية يتسرائيل كاتس، أو نير بركات وزير الاقتصاد. فهؤلاء حسبُهم، ووفق كاتب التقرير: "الزحف تحت مكتب نتنياهو لجمع الفتات".
وختمت "معاريف" تقريرها بالاستدلال على وجاهة المخاوف من صعود بن غفير بمقابلة إذاعية أجراها منذ عدة أشهر مع يغئال غيتا، عضو الكنيست السابق من "حزب شاس"، الذي اعتبر أن: "بن غفير هو المنظّر الحقيقي من مجموعة اليمينيين بأكملها"، فهو لا يبدي، حسب القيادي في "شاس"، تساهلًا في منع الفلسطينيين من حق الوجود. ومستعدّ بدمٍ بارد للقيام بكل شيء في سبيل ذلك.