24-أكتوبر-2017

يعتبره الكثير من الجزائريين أفضل لاعب جزائري لكل الأوقات فهل سيوفق مدربًا؟ (فيسبوك)

اقترن مونديال إسبانيا عام 1982 بأداء فاق المتوقع لمنتخب الجزائر، الذي تخطى عقبة منتخب ألمانيا الغربية المدجج بنجومه آنذاك، لقد كانت ملحمة خيخون بداية ظهور الجيل الذهبي لكرة القدم في الجزائر، فرغم أن الفريق لم يتخط عتبة الدور الأول، لكن رابح ماجر، بلومي، زيدان وعصاد دخلوا قلوب الجزائريين من أوسع الأبواب، خاصة الفتى رابح ماجر، الذي صار مدلل الجزائريين واللاعب الذي لا يعلى عليه، خاصة بعد مسيرته المثالية في نادي بورتو البرتغالي. فغالبية متابعي الكرة في الجزائر يعتبرون أن رابح ماجر هو ببساطة أحسن لاعب جزائري لكل الأوقات.

بعد 16 سنة، عاد ماجر لقيادة المنتخب الجزائري وهو في أسوأ حالة له منذ سنوات بعد إخفاق في التأهل للمونديال وإحباط عارم لدى الجماهير

يعشق الجزائريون رابح ماجر لاعبًا وشخصًا خارج الميادين، فلقد شهد له التاريخ عدة مواقف تحسب له. فبعد نهاية مشواره على الميادين، ولج رابح ماجر التدريب من باب الدوري القطري، ثم خاض تجربتين غير موفقتين مع المنتخب الجزائري آخرهما كانت عام 2001 إذ كانت النهاية دراماتيكية حين قام رابح ماجر بتمزيق العقد الذي يربطه بالمنتخب على المباشر في حصة مع الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي. وبعد 16 سنة من الحادثة عاد رابح ماجر لقيادة المنتخب المتواجد في أسوأ حالة له منذ سنوات بعد إخفاق في التأهل لمونديال روسيا وإحباط عارم لدى الجماهير الجزائرية.

اقرأ/ي أيضًا: إسلام سليماني.. قصة البداية من الصفر

في أول ندوة صحفية تلت تعيينه رسميًا كالرجل الأول على رأس الخضر، رفقة زميليه جمال مناد ومزيان إيغيل، اللذين ضمهما لطاقمه الفني الموسع، ظهر رابح ماجر تائهًا وغير مقنع في أجوبته على أسئلة الصحافة، بل بدت أجوبته مجرد سرد إنشائي، لقد كان رابح ماجر يقول أشياء لم يكن مقتنعًا بها قبل أيام. لقد كان السؤال الذي افتتحت به الندوة كفيلاً بتغير ملامح الرجل البشوش، حين سأله الصحفي عن ابتعاده عن التدريب لمدة 11سنة، فكان جواب رابح ماجر محل سخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، لقد قال "ابتعدت عن التدريب من دكة الاحتياط، لكن مارست التحليل في بلاتوهات القنوات، ولا فرق بين الأمرين، لقد تعلمت الكثير من عملي كمحلل في قنوات عالمية".

يتساءل البعض هل كان رابح ماجر يعي حقًا ما كان يقوله، هل حقًا يقارن بين مدرب يعيش ضغط المباراة بكل أعصابه ومحلل ببدلة أنيقة في استديو مكيف؟، هل صار رابح ماجر يقارن بين صانع البيتزا ومن يشاهد ذلك في فيديوهات اليوتيوب، ألهذه الدرجة صار المحلل الشهير مجانبًا للصواب؟ كلها أسئلة تداولها الشارع الجزائري هذه الأيام.

تواصلت الندوة الصحفية، أمسك الصحفي الجزائري الشهير معمر جبور الميكروفون، وسأل رابح ماجر سؤالاً زلزله، جعله يجيب حتى قبل أن ينهي الصحفي سؤاله، كان السؤال كالتالي: "لقد صرحت في برنامج تلفزيوني أن الاتحادية الجزائرية أخطأت في تعيين راييفاتس مدربًا وطنيًا وهو الذي لم يدرب فريقًا طيلة خمس سنوات، والآن أنت تمسك زمام الأمور رغم أنك كنت بطالاً لإحدى عشر سنة، أليس هذا تناقضًا؟" فكان عذر رابح ماجر أقبح من ذنبه، لقد أقسم أنه لم يتذكر أنه قال هذا، ارتبك رابح ماجر كثيرًا وعلم أنه وقع في فخ نصبه بيده. لكن هل أدرك صاحب الكعب الذهبي الآن الفرق بين البلاتوهات والواقع؟

بدا ماجر في الندوة الصحفية الأولى له على رأس المنتخب الجزائري مرتبكًا وزاده ضغط الشارع ورواد مواقع التواصل والإعلاميين توترًا

عدم الإقناع كان سمة رابح ماجر طيلة الندوة، كان يمني النفس أن تنتهي مجرياتها بردًا وسلامًا، في هذا السياق يقول عمر أجد، مدير الموقع الرياضي الجزائري "الميدان" إن "أي شخص في نفس ظروف رابح ماجر، يعيّن كناخب وطني، بعد سنوات من التمني، وأخرى من السعي بحشد الجماهير إعلاميًا، يضاف إليها الضغط من الجماهير الرياضية، المحللين، وطبعًا حراس المعبد القديم، سيكون في حالة مهزوزة وإجاباته مرتبكة إلا أن الأمور مستقبلاً قد تتغير في حال تحقيقه بداية موفقة". 

اقرأ/ي أيضًا: إلى كريم بنزيمة.. اذهب إلى الجزائر!

ويضيف أجد: "تعيين ماجر كمدرب له بعدان، البعد الأول سلبي وهو ابتعاده عن الميادين وقضية الشهادات في الاختصاص والنقاش المحتدم في كل الوسائل الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي، لكن البعد الثاني وهو المنسي في النقاش، أن رابح ماجر ظل يسعى خلف هذا المنصب لسنوات عديدة، وبالتالي فإنه سيفعل المستحيل من أجل النجاح، ليس كما كان الأمر مع مدربين يضيفون اسم الجزائر إلى سيرهم الذاتية، والكثير من الأموال إلى حساباتهم البنكية لا أكثر، كما يجب عدم تناسي وجود طاقم موسع بأسماء ثقيلة، خاصة مع الشيخ رابح سعدان على رأس المديرية الفنية، كل هذه الظروف الإيجابية ستظهر إعلاميًا وفي مواقع التواصل بعد أول نجاح، والجزء الأول السلبي سيركز عليه بعد أي إخفاق، وهذه هي كرة القدم".

سؤال آخر من أحد الصحفيين أربك رابح ماجر، وكان عن القيمة المالية للعقد الذي سيربط ابن حسين داي بالمنتخب الجزائري، وهل الأنباء التي تتحدث عن 40 ألف دولار صحيحة؟ هنا تقمص رابح ماجر دور الصحفي، ورد بسؤال آخر، "ماذا لو سألتك عن أجرك الشهري، هل ستخبرني بذلك؟"، أجابه الصحفي فما كان من رابح ماجر، الذي كان يتصبب عرقًا إلا أن رد: "أمر واحد أكيد، سأتقاضى أقل من المدرب السابق لوكاس ألكاراز".

هكذا تهرب رابح ماجر من ذكر أجرته الشهرية، والتي يُتوقع أن تكون أعلى مئتي مرة من الأجر التقاعدي الذي يتقاضاه الجزائري البسيط وإن كانت أقل من المدرب الأجنبي السابق، وهو ما أثار استياء البعض. وفي جميع الأحوال، تطرح أسئلة عديدة أهمها: هل سيوفق رابح ماجر في حفظ الصورة الجميلة التي يعرفه الجزائريون بها كأحد صناع فرحة تاريخية ذات زمان، أم أنه سيلطخ صورته ويفقد بريقه ويدفع ثمن النكسات لمنتخب سمّاه الكثيرون إلى زمن قريب بـ"محاربي الصحراء"؟

اقرأ/ي أيضًا:

5 أسباب لتفاؤل الجزائريين في أمم أفريقيا 2017

10 مواهب رياضية قدمت نفسها للعالم في سنة 2016