18-يناير-2019

ربما يعيد التفجير في منبج حسابات الانسحاب الأمريكي من سوريا (أ.ب)

بعد أن صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عبر تغريدة له على موقع تويتر بِشأن تدمير تركيا اقتصاديًا إن هاجموا الأكراد في مدينة منبج السورية، وأنه سيتم إنشاء منطقة آمنه بعرض 20 ميل بين منبج والحدود الجنوبية التركية. عادت الأوضاع إلى توترها مرةً أخرى بين أنقرة وواشنطن.

وسط محادثات البيت الأبيض وأنقرة بشأن خارطة طريق جديدة ترضي جميع الأطراف المتصارعة حول وجود الأكراد، جاء رجل بسترة مفخخة لِيُفجر نفسه ويغير الحسابات

 بعد ذلك، أعلن البيت الأبيض في بيان له أن الرئيس الأمريكي يُريد العمل مع نظيره التركي  لبحث المخاوف الأمنية لدى أنقرة من وجود الأكراد في الشمال السوري. وأوضح البيان على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، أن الرئيسين تبادلا النقاش عبر الهاتف حول الانسحاب الأمريكي من مدينة منبج وَوضعا خارطة طريق لمُستقبل منبج. فيما صَرح أردوغان بعد ذلك لوكالة الأناضول التركية بشأن تلك المحادثات أنه وافق على اقتراح نظيره الأمريكي بشأن إنشاء منطقة آمنة بعرض 20 ميل. وحول المتابعة الروسية للأمر صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حول إنشاء المنطقة، أن الإدارة الروسية سوف تُقيم قرار الإنشاء من وجهة نظرها وأنها ستكون على رأس المناقشات في زيارة أردوغان لبوتين المقررة يوم 23 كانون الثاني/يناير هذا الشهر.

اقرأ/ي أيضًا: دولة الأكراد في سوريا.. أقرب من أي وقت مضى

ووسط محادثات وبيانات البيت الأبيض وأنقرة وترقب الكرملين بشأن خارطة طريق جديدة ترضي جميع الأطراف المتصارعة حول وجود الأكراد بمدينة منبج، جاء رجل بسترة مفخخة ليفجر نفسه بالقرب من إحدى المطاعم أثناء مرور دورية عسكرية لقوات التحالف الدولي، ممَّا خلف 16 قتيلًا، منهم اثنان من قوات التحالف الأمريكية و9 مدنيين كانوا في المنطقة، و5 آخرين من القوات المحلية المرافقة لقوات التحالف حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية تبنيها للعملية التي هَزت استقرار مدينة منبج بريف حلب، وقالت الوكالة إن التفجير أسفر عن سقوط 9 قتلى من الجنود الأميركين التابعين لدورية التحالف وجاءت العملية بمثتبة ضربة غادرة للرئيس الأمربكي دونالد ترامب، تؤكد عدم صحة تصريحاته بأنه قد قضي على تنظيم الدولة الإسلامية في الشمال السوري وأنه يجب على القوات الأمريكية العودة إلى وطنها بعد أن أتمت مهمتها.

هل يسحب ترامب قراره بالانسحاب؟

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرًا بشأن مدى تأثير انفجار منبج على البيت الأبيض، حيث قالت إن واشنطن اعترفت بقتل 4 رجال من قوات التحالف وإصابة آخرين إثر هذا الهجوم الذي كَبد القوات الأمريكية الخسارة الأكبر منذ دخولها مع قوات التحالف لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية عام 2015، مما يؤكد أحقية الانتقادات التي وُجِهت لقرار ترامب بالانسحاب، مبينة أنه فور الانسحاب باستطاعة تنظيم الدولة أن يشن هجماته وأن يُلمّلِمَ أشلاءه مرة أخرى ويعود للقتالِ للسيطرة على ما فقده من مناطق بريف حلب.

وأكد مايك بينس نائب الرئيس الأمربكي خلال اجتماعه بسفراء الولايات المتحدة حول العالم، عقب التفجير، أنه بفضل القائد الأعلى للقوات المسلحة قاصدًا ترامب، وبفضل شركائنا في التحالف هزمنا تنظيم الدولة الإسلامية و بإمكاننا الآن مغادرة سوريا وتسليم القتال لشركائنا ضد ما تبقى من التنظيم، وأكد أن القوات الأمريكية ستظل موجودة في المنطقة لقتال تنظيم الدول ومنعه من الرجوع مرة أخرى، وأكد أن التنظيم لن يَطل بوجهه البشع مرة أخرى.

وانتقد السيناتور الأمريكي الديمقراطي جاك ريد أثناء اجتماع له مع المحاربين القدامى، حيث قال إن الولايات المتحدة فشلت في عهد ترامب في قيادة العالم كما عُرفت من قبل وأن قادة تنظيم الدولة الإسلامية فسروا قرار ترامب الانسحاب بأنه بسبب الضغط على القوات الأمريكية من التنظيم، وأكد أنه من الضروري بقاء القوة في سوريا للحفاظ على الضغط العسكري على تنظيم الدولة وأن المشهد مأساوي وأن التنظيم لم ينته بعد.

اقرأ/ي أيضًا: قسد تبدأ بعزل الرقة..وتعلن عن "غضب الفرات"

على الجانب الآخر، فقد انجلى الاستياء من الجانب التركي حيث قال رجب طيب أردوغان، أثناء مؤتمر جَمعه بنظيرتهِ الكرواتية كوليندا غرابار كيتاروفيتش في أنقرة، إن هجوم منبج هدفه هو التأثير على قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من سوريا، ورأى أردوغان أن المستفيد الوحيد من بقاء القوات الأمريكية هو تنظيم الدولة الإسلامية. واستبعد أردوغان إلغاء ترامب قرار الانسحاب مؤكدًا أن الثاني عازم على سحب قواته من سوريا وأنه لن يتراجع بسبب ذلك التفجير، وشدّد على أنه سيحارب تنظيم الدولة الإسلامية حتى يتلاشى نهائيًا ويتم القضاء على جميع الجماعات الإرهابية في سوريا. 

أعلن البيت الأبيض في بيان له أن الرئيس الأمريكي يُريد العمل مع نظيره التركي  لبحث المخاوف الأمنية لدى أنقرة من وجود الأكراد في الشمال السوري

وكان ترامب وأردوغان قد توصلا لإنشاء مساحة آمنة ووقف نية الهجوم على الأكراد في منبج مقابل تعزيز التبادل الاقتصادي والعسكري بين البلدين في ظل تنفيذ ترامب لخطة الانسحاب، لكن الأمر قد يتغير إن ظلت الضغوط تحاصر ترامب بعدم الانسحاب، سواء من الكونغرس أو من شركائه في التحالف وعلى رأسهم فرنسا.