في الأسابيع الماضية أتمّ يوفنتوس الإيطالي، صفقة انتقال نجم ريال مدريد، البرتغالي كريستيانو رونالدو، إلى مدينة تورينو، مقابل 105 مليون يورو ولمدة أربع سنوات. وسيحصل النجم البرتغالي على راتب قدره 30 مليون يورو في السنة. وقد أثارت الصفقة غضب عمال شركة فيات، التابعة لأسرة آنييلي المالكة ليوفنتوس، إذ لم يحصل العمال على علاوات رواتبهم منذ 10 سنوات، بسبب ما تسوقه الإدارة من مبررات على رأسها "الضائقة المالية"، فاعتبر العمال أنه من الغبن أن تُدفع كل هذه الأموال في شخص واحد.
تبين أن عددًا من نجوم كرة القدم، ورغم الرواتب الكبيرة جدًا التي يتقاضونها، إلا أنهم يلجأون للتهرب الضريبي
صفقة رونالدو أعادت الحديث عن الرواتب "الخيالية" التي يحصل عليها لاعبو كرة القدم، فكريستانيو رونالدو سيحصل على 3400 يورو تقريباً في الساعة! نتحدث هنا عن الراتب الصافي. وهناك أيضاً الحوافز والإعلانات وعقود الرعاية والاستثمارات. وفي 2017 جنى رونالدو ما يقارب 80 مليون يورو.
اقرأ/ي أيضًا: الوجه الآخر لصفقة يوفنتوس مع رونالدو.. لماذا غضبَ عمّال "فيات" للسيارات؟
أما ليونيل ميسي فيحصل على 40 مليون يورو في السنة، وهو أعلى راتب صاف يحصل عليه لاعب كرة قدم في العالم. ويلعب "البرغوت" بين 50 و60 مباراة في السنة، أي أنه يحصل على 800 ألف يورو تقريباً مقابل كل مباراة يلعبها، يضاف إليها الحوافز التي يحصل عليها في حال تحقيق إنجازات جماعية، كالبطولات أو سلسلة نتائج إيجابية، أو إنجازات فردية كتسجيل معدل معين من الأهداف.
وبالرغم من ذلك، تبيّن تباعاً في السنوات السابقة، أن عدداً من نجوم كرة القدم، ومن ضمنهم رونالدو وميسي، يقومون بعمليات احتيال ضريبي، للتهرب من دفع الضرائب العالية المترتبة على مداخيلهم، الأمر الذي يثير امتعاض شرائح واسعة من المواطنين الذين استغربوا حصول النجوم على مردودات مالية خيالية، ومن ثم قيامهم بالبحث عن طرق لتجنب دفع الضرائب، فيما يدفع المواطن العادي ضرائبه دون أي نقصان.
في 2017 نشرت "بي بي سي" دراسة أظهرت من خلالها أن معدل الراتب الأسبوعي للاعبي الدوري الممتاز الإنجليزي، هو 50 ألف يورو تقريباً، وبالتالي فإن كل ناد يدفع حوالى مليوني يورو رواتب للاعبيه أسبوعياً. في المقابل، فإن معدل ما جنته أندية البريميير ليغ من النقل التلفزيوني فاق 110 مليون يورو للنادي الواحد، وهو رقم كاف لتغطية رواتب اللاعبين على مدار السنة.
رغم حلوله في المركز السادس في جدول ترتيب الدوري، فقد حقق مانشستر يونايتد مداخيل فاقت 700 مليون يورو في عام 2017، مع أرباح صافية فاقت 100 مليون يورو. واستفاد النادي من عوائد النقل التلفزيوني، حيث حصل على الحصة الأكبر كالعادة (حوالى 140 مليون يورو)، كذلك يحصل النادي على 75 مليون يورو سنوياً من شركة أديداس، التي تقدم التجهيزات الرياضية للنادي، إضافة إلى عشرات مصادر الأموال الأخرى.
وبالمقارنة مع دوري كرة السلة في أميركا الشمالية (NBA) مثلاً، حقق فريق نيويورك نيكس مداخيل بلغت حوالي 400 مليون يورو في عام 2017، وهو أعلى رقم حققه فريق في دوري كرة السلة، وهو أقل من الرقم الذي حققته خمسة أندية كرة قدم إنجليزية، هي أرسنال وليفربول وتشيلسي ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي.
ومع ذلك فإن أعلى راتب للاعب كرة قدم في إنجلترا لا يتجاوز 16 مليون يورو في السنة، بينما يتقاضى أكثر من 30 لاعباً في "NBA" أكثر من 20 مليون يورو سنوياً. فلاعب غولدين ستايت، ستيفن كوري، يحصل على 36 مليون يورو سنوياً، أي أكثر من كريستيانو رونالدو، مع العلم بأن الأخير يمتلك 120 مليون متابع على فيسبوك، أكثر من أي إنسان آخر ويمتلك قيمة تسويقية أكثر بكثير من كوري، وهو المثل الأعلى لملايين الأطفال حول العالم الذين يرتدون قمصانه.
ولا تندرج لعبة "الفورميولا وان" ضمن الرياضات العشر الأكثر شعبية في العالم، ومع ذلك فإن لويس هاملتون، سيحصل على أكثر من 40 مليون يورو في السنة لقاء تجديد عقده مع شركة مرسيدس. وهو أكثر بقليل من راتب ليونيل ميسي الذي يحصل عليه كل عام. ميسي الذي منعت سلطات إقليم روزاريو في الأرجنتين، مسقط رأسه، إطلاق اسم ليو أو ميسي، على المواليد الجدد كي لا تحدث حالات فوضى بسبب تشابه الأسماء. وقالت السلطات حينها: "لا يمكن أن نرى مئات من ميسي يركضون سوياً في الشارع".
يعتبر الكثير من الخبراء، أنه ليس صحيحاً أن لاعبي كرة القدم يحصلون على مبالغ "خيالية"، وأن الموضوع يخضع للعرض والطلب، والرواتب تتناسب مع حجم الاستثمار والمردود المالي والشعبية ونسب المشاهدات.
وبالمناسبة، لا يتجاوز عدد اللاعبين الذي يحصلون على أكثر من مليون يورو في السنة، ألف لاعب، وستجد الرقم نفسه في كافة المجالات، وهناك أكثر من ألف محام أو خبير اقتصادي يجنون أكثر من مليون يورو في السنة. ونذكر هنا أن كرة القدم يمارسها اليوم 240 مليون شخص في أكثر من 200 دولة، ويشاهدها أربعة مليارات إنسان، وعليه، وكما يرى متابعون، فالرواتب يمكن اعتبارها طبيعية، مقارنة بالرياضات الأخرى وباقي مجالات الحياة.
يرى كثيرون أنه ليس صحيحًا أن رواتب لاعبي كرة القدم خيالية، فالأمر خاضع للعرض والطلب، وهي تتناسب مع حجم الاستثمار والمردود المالي
واللاعب لا يلعب خمسين مباراة سنوياً لناديه فقط، فهو مطالب بالالتزام بالتدريبات واتباع أنظمة غذائية، وهناك ضوابط على حياته الشخصية والعائلية، وعليه الامتثال للقوانين التي تضعها الإدارة، كما أنه قد يقضي شهوراً طويلة في العيادات وفي مراكز التأهيل بعد الإصابات.
اقرأ/ي أيضًا:
"قُضاة الملاعب" في نهائيات كأس العالم.. ما هي رواتبهم ومن تعرف منهم؟
متفوقاً على رونالدو.. صلاح ثالثاً في قائمة اللاعبين الأغلى عالميًا