يحتضن ملعب "فيلا بارك" مساء اليوم الثلاثاء مواجهة حاسمة تجمع أستون فيلا الإنجليزي بضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي، في إياب الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، حيث يسعى أصحاب الأرض لقلب تأخرهم ذهابًا بنتيجة 3-1 وتحقيق إنجاز تاريخي ببلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ عقود.
وكانت مباراة الذهاب قد شهدت إثارة كبيرة، حيث باغت أستون فيلا مضيفه بهدف عن طريق مورغان روجرز في الدقيقة 35، قبل أن يرد الفريق الباريسي بثلاثة أهداف حملت توقيع ديزيريه دووي، خفيتشا كفاراتسخيليا، ونونو مينديز. ذلك الانتصار منح باريس سان جيرمان أفضلية واضحة في النتيجة، لكنه لم يضمن له التأهل بعد، خاصة مع الأجواء المتوقعة في ملعب "فيلا بارك" والدعم الجماهيري الكبير المرتقب.
المدرب الإسباني أوناي إيمري أكد أن فريقه لا يزال يؤمن بقدرته على العودة، رغم صعوبة المهمة. وقال في المؤتمر الصحفي عشية اللقاء إن فريقه يرغب في كتابة فصل جديد في تاريخه، مشيرًا إلى أن النتيجة في باريس لم تكن مرضية لكنها لا تعني نهاية الحلم. وشدد على أهمية استثمار عامل الأرض والجمهور، مضيفًا أن فريقه سيدخل المواجهة بخطة واضحة، وسيسعى للسيطرة على مجريات اللعب منذ الدقيقة الأولى.
في عام 2017 حقق برشلونة ريمونتادا تاريخية على حساب باريس سان جيرمان، وقتها كان إنريكي مدربًا للإسبان وأوناي مدربًا للفرنسيين، فهل يرد مدرب أستون فيلا الحالي الدين؟
ومن الأخبار الإيجابية التي تلقاها الجهاز الفني لأستون فيلا، تأكيد جاهزية المهاجم أولي واتكينز بعد تعافيه من الإصابة، وهو الذي أظهر فعاليته مؤخرًا بتسجيله هدفًا من مقاعد البدلاء في شباك ساوثهامبتون بالدوري الإنجليزي. إيمري عبّر عن ثقته في قدرات لاعبيه، سواء شاركوا أساسيين أم كبدلاء، مؤكدًا أن الفريق بحاجة لكل طاقاته في هذه الليلة المفصلية.

على الجانب الآخر، يدخل باريس سان جيرمان المباراة بثقة عالية بعد الفوز ذهابًا وحسمه لقب الدوري الفرنسي والتأهل إلى نهائي كأس فرنسا. إلا أن المدرب لويس إنريكي رفض فكرة التعامل مع المباراة على أنها محسومة، محذرًا من خطورة الاستهانة. وأكد أن الطريق إلى دوري الأبطال مليء بالفرق المرشحة التي ودّعت المنافسة مبكرًا، مشيرًا إلى أن مباراة الذهاب أصبحت جزءًا من الماضي، وأن الفريق عليه أن يثبت تفوقه مرة أخرى في أجواء مختلفة تمامًا.
وأضاف إنريكي أن فريقه يرحب بالتحديات، وأن اللعب أمام جمهور حماسي مثل جمهور أستون فيلا في ملعب "فيلا بارك" يمثل حافزًا إضافيًا للاعبيه، وليس عائقًا. واعتبر أن التركيز والهدوء هو مفتاح النجاح، خاصة مع وجود عناصر شابة أظهرت نضجًا كبيرًا هذا الموسم رغم الضغوط المحيطة.
من الناحية الفنية، تبدو المواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات. أستون فيلا يملك أسلوب لعب يعتمد على الضغط العالي والبدايات السريعة، وقد تمكن من افتتاح التسجيل في معظم مبارياته الأوروبية هذا الموسم. في المقابل، يعتمد باريس سان جيرمان على تنوع خياراته الهجومية، والقدرة على قلب الموازين في أي لحظة بفضل المهارة الفردية والسرعة في التحولات.

التأهل إلى نصف النهائي سيكون حكرًا على الفريق الذي يتمكن من التعامل بشكل أفضل مع الضغوط واللحظات الحاسمة. أستون فيلا بحاجة للفوز بفارق هدفين على الأقل لفرض شوطين إضافيين، أو بفارق ثلاثة أهداف لحسم التأهل مباشرة. أما باريس سان جيرمان، فيكفيه التعادل أو حتى الخسارة بفارق هدف واحد لبلوغ الدور المقبل.
ويعتبر الكثيرون أن مهمة الإنجليز ستكون صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، فالفريق قادر على تحقيق "الريمونتادا"، تلك الكلمة التي علا صيتها في موسم 2016-2017، عندما قلب برشلونة تخلفه أمام باريس ذهابًا 4-0، إلى فوز إيابًا بستة أهداف لواحد، والمفارقة أن مدربي الفريقين حينها كانا لويس أنريكي وأوناي إيمري، لكن من حقق الريمونتادا كان إنريكي على حساب إيمري، فهل يرد الأخير الدين لأنريكي؟