11-نوفمبر-2016

ترامب أثناء لقائه أوباما في البيت الأبيض (الصفحة الرسمية لترامب على فيسبوك)

لم تكد تعلن نتائج الرئاسة الأمريكية، حتى بدأ المحللون السياسيون يبحثون في خيارات تحليلاتهم السابقة ومدى صدقيتها وجدواها، إذ إن معظمهم تفاجأ بالنتيجة التي حسمت الفوز للمرشح الجمهوري دونالد ترامب.

لكن قلة فقط كادت تعترف أن التحليلات السابقة، كانت خاطئة، ولم تخل من "السذاجة" و"التعميم"، بل فاق بعضها "التأمل" والدخول في "جوقة" أرقام لم تدل النتيجة على دقتها. لكن يبدو أن هناك توجهًا أمريكيًا، في الأوساط النخبوية والصحافة، إلى دراسة وتحليل الظاهرة التي أودت بنجاح رجل يوصف بأنه "صوت التطرف" في بلد الديمقراطية. وينحو هذا الاتجاه إلى تفسير أسباب تصدر ترامب، وهزمه المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، ورصد مستقبل أمريكا على ضوء هذه التحليلات، التي ستعمل على قراءة معمقة للمجتمع الأمريكي وسياسته على حدّ سواء.

اعترف بعض المحللين الأمريكيين بسذاجة تحليلاتهم وتعميمها بعد نجاح ترامب في الانتخابات الرئاسية

ومن الأسئلة التي ستطرح، عما إذا كان ترامب سيكون رئيسًا معتدلًا، لا يشبه شخصية "المرشح" المجنون، الذي أطلق أحكامًا عبثية ومشاريع أشبه بـ"إعلانات" حرب ومقاطعة وعزلة. وعما إذا كان لترامب الجرأة في إثبات أنه رئيس "ديمقراطي"، يستطيع ترك نرجستيه خلفه، في السلوك الرئاسي بين مجموعته والبيت الأبيض ومنافسيه وأيضًا بين صانعي القرار.

اقرأ/ي أيضًا: ما الذي يعنيه فوز ترامب للشرق الأوسط؟

وإذا استطاع ترامب، فعلًا، التخلي عن شخصيته، فأين ستذهب "الترامبية"؟، وهذا سؤال طرح في الصحافة الأمريكية، على الفور. إذ شكل خطابه الأول، قاعدة للانطلاق نحو قراءة ما سيكون عليه ترامب واستشرافًا لبعض ما سيتخذه في سياسته القادمة. وإذا تخلى ترامب عن "ترامبيته"، فهل هذا يعني، أنه تخلى عن جمهوره، الذي انتخبه أصلًا لهذا السبب؟ ولصفات هذه الشخصية؟.

يسأل المحللون عن إمكانية تخلي ترامب عن صفات شخصيته المميزة وبالتالي خسارة جمهوره

وفي الجانب الآخر، استعد الديمقراطيون للعب دور المتداولين للسلطة. ففي اعتراف كلينتون بالهزيمة، إشارات إلى قبولها التعاون مع ترامب، إذ قالت إن "ترامب هو رئيسنا ومن حقه علينا أن نعطيه فرصة". وأيضًا هذا ما يتماشى مع ترحيب باراك أوباما بترامب في البيت الأبيض، وما نتج عن تصريحه، حيث قال إنه سيعمل على نقل الرئاسة إلى خلفه بشكل هادئ وسلس، وإن "الولايات المتحدة بأسرها تتمنى النجاح لترامب"، ثم أضاف: "لسنا ديمقراطيين أولًا، ولا جمهوريين أولًا، إننا أمريكيون أولًا".

هل هذه "سياسة احتواء" ينتهجها الديمقراطيون، لإدخال ترامب في نظام المؤسسات الأمريكية الرئاسية، وبيروقراطيتها، وبالتالي إفقاده نوعًا ما بريقه الشخصي الذي أوصله إلى سدّة الرئاسة؟. هذا السؤال أيضًا، يشغل بال بعض المحللين على القنوات التلفزيونية. وبالتالي وفق هؤلاء، قد يتحول ترامب إلى رئيس يمارس مهام الرئاسة باتزان، لا يشبهه. وسيعمل على الاستماع إلى مستشارين ومساعدين ورجال سياسة، من الأطراف عامة.

لكن السؤال الجدي، هل يتخلى فعلًا ترامب، بعد فوزه عن "ترامبيته"؟، وهل سيخذل مناصريه الذين رأوا في خطاب نجاحه أنهم كانوا في خوض، ليس حملة انتخابية، بل "حركة" تشبه إلى حد ما، حركات تصحيح للسياسات الأمريكية السابقة؟.

اقرأ/ي أيضًا:

انتصار ترامب.. صفعة في وجه العقلانية السياسية

اختيار ترامب.. قلق عالمي خجول!