27-نوفمبر-2017

الحديث ما يزال دائرًا منذ عدة سنوات حول تنصت فيسبوك على محادثاتك (thenextweb)

الادعاءات بأن عملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك يتنصت على مستخدميه ليحصل على تصنيف أفضل من أجل الإعلانات هو موضوع طويل لن يكون من السهل على فيسبوك التخلص منه. ويبدو أن الإشاعة انتشرت في شهر أيار/مايو من عام 2014 عندما أطلقت الشركة ميزة لتطبيقها الموجود على الهواتف الذكية تحت اسم "التعرف على التلفاز والموسيقى" "Identify TV and Music" والتي بدورها تستمع إلى الأصوات المحيطة أثناء قيام المستخدم بكتابة تحديث للحالة.

غولدمان: "أنا أدير قسم الإعلانات في فيسبوك. إننا لا نستخدم ولم نقم باستخدام الميكروفون الخاص بك من أجل الإعلانات"

وفي هذا الموضوع المفند للاتهامات من Thenextweb، نتابع عبر ترجمتنا له الحديث الذي ما يزال دائرًا منذ عدة سنوات حول تنصت فيسبوك على محادثاتك وأي شيء تقوله باستخدام هاتفك لتعلّم الأشياء التي تجذب انتباهك حتى يجلب لك إعلانات ذات صلة بها. وإنكار الشركة كليًا قيامها بذلك.

وفي رد على تغريدة من مضيف النشرة الصوتية ربلاي أوْل Reply All، نفى نائب رئيس الشبكة الاجتماعية، فيسبوك، المختص بالإعلانات، روب غولدمان Rob Goldman، هذه الإدعاءات: حيث غرد مضيف البرنامج: "نحن نستقبل اتصالاتكم اليوم. اتصلوا بنا إذا كنتم تعتقدون أن فيسبوك يتنصت على المايك الموجود في هاتفك لأغراض الإعلانات".

اقرأ/ي أيضًا: جوجل تعترف: نعم نحدد موقع مستخدمي أندرويد حتى مع إيقاف خاصية تحديد المواقع

رد عليه روب غولدمان: "أنا أدير قسم الإعلانات في فيسبوك. إننا لا نستخدم ولم نقم باستخدام الميكروفون الخاص بك من أجل الإعلانات. هذا غير صحيح. كما أضاف لاحقًا أن هذا النفي ينطبق على شبكة التواصل الاجتماعي الأخرى، إنستغرام".

ولمن فاته هذا النقاش: يُعتقد أن فيسبوك تستخدم الميكروفون الخاص بك للتنصت على محادثاتك وتقوم بإيصال الإعلانات عن أشياء تعتقد أنك لم تبحث عنها أو تكتبها في أجهزتك من قبل، لنأخذ على سبيل المثال "طعام القطط"؛ يُعتقد أن الطريقة الوحيدة التي استطاع بها فيسبوك معرفة ما يجب أن يظهره لك من إعلانات تحتوي على "طعام القطط" هي بالاستماع إلى ما كنت تقوله بصوت مرتفع وأنت حول جهازك.

وهذا مقطع لأحد مستخدمي اليوتيوب وهو يختبر هذه الفرضية منذ ما يزيد على عام:

ولكن من باب حسن الظن هنا، من أين جاءت هذه الإعلانات إذا لم نبحث عن هذه المواضيع أو عن صفحات ذات صلة على فيسبوك أو تكلمنا عنها في ماسنجر؟

إحدى الفرضيات أن الناس قد يكونون يختبرون ظاهرة "بادر مينهوف" Baader-Meinhof، التي تعرف أيضًا بوهم التكرار أو الماضي القريب، وهي جزء من التحيز الإدراكي، وهو الميل للتفكير بطريقة معينة يمكن أن تحيد عن الطريقة المنطقية المتعارف عليها للوصول إلى استنتاج أو اتخاذ قرار معين، حيث يتكرر ظهور شيء ما سمعنا عنه مؤخرًا بشكل أكبر في حياتنا أكثر من ذي قبل، وكأننا نجده في كل اتجاه ننظر إليه. مثل طعام القطط.

اقرأ/ي أيضًا: تعرف على أبرز مميزات فايرفوكس كوانتم الجديد

تكمن المغالطة هنا في تصديق أن هذا يحدث ببساطة لأننا سمعنا أو تكلمنا عن هذا الموضوع أو الشيء –مع أن الواقع أننا نلاحظه بشكل أكبر في حياتنا بمجرد تفكيرنا في الموضوع– دون أن يتم تقديم الموضوع بشكل مصطنع داخل البيئة المحيطة بنا بتكرار أكبر من السابق.

وعند تناول محطة BBC لموضوع تنصت الهواتف علينا في العام الماضي، قال بروفيسور الرياضيات في كلية إمبريال في لندن ديفِيد هاند: "لو أخذت شيئًا احتمال حدوثه أو ظهوره ضئيلة جدًا وأعطيته ما يكفي من الفرص للحدوث، فإنه في النهاية سوف يحدث".

فيسبوك صرّحت علنًا أنها لا تستخدم الميكروفونات الموجودة في هواتفنا للتنصت علينا، ولا نظن أن الشركة تريد أن تواجه سيلًا عارمًا من القضايا المكلفة والدعاية السيئة لو أنها كانت تكذب

وربما يكون هذا ما يحصل هنا. ومع أن الشك كان كبيرًا في الماضي، إلا أن فيسبوك صرّحت علنًا أنها لا تستخدم الميكروفونات الموجودة في هواتفنا للتنصت علينا، ولا نظن أن الشركة تريد أن تواجه سيلًا عارمًا من القضايا المكلفة والدعاية السيئة لو أنها كانت تكذب بشأن هذا الموضوع.

وبالطبع هناك دائمًا فرصة أننا بالفعل يتم التلاعب بأفكارنا وأنها مجرد خدعة. ربما كان من الأسهل تفسير هذه الظاهرة بإجراء الاختبارات على بعض الحزم للتحقق مما يقوم فيسبوك ببثه من هاتفك إلى خوادم الشركة.

وهناك الاحتمال الآخر بأن ملفات تعريف الارتباط والمتعارف عليها كوكيز Cookies الموجودة على حاسوبك تكشف تفضيلاتك عندما تتصفح بحثًا عن الأشياء المتعلقة بهذا الشيء الذي ترى إعلاناته وكأنها تترصده. ربما يقوم أحد المهتمين بهذا الموضوع بإجراء تجربة حتى نستطيع التحقق منه وقطع الشك حتى يطمأن المستخدم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لماذا ننصح بتخزين معلوماتك على الإنترنت؟

كيف تسجل ما تراه على شاشتك في مقطع فيديو؟