22-نوفمبر-2021

(Getty Images)

ألتراصوت- فريق الترجمة 

انتشرت في الآونة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي صورة غريبة تبدو كأنها لسان ذو شكل مدبب في مقدّمته، بنقطتين سوداوين تبدوان كعينين. وكان أول من نشر هذه الصورة، باحث من جنوب أفريقيا يدعى دون ماركس، والذي تفاجأ بفم إحدى السمكات، وقرر تصويره ونشر الصورة على حسابه، ليتفاجأ باهتمام واسع من قبل المتابعين، والذين بدأوا يطرحون سؤالًا بدا غائبًا عن ذهنهم: هل للسمكة لسان؟

الباحث وضّح في منشوره أن ما يظهر في الصورة ليس لسانًا للسمكة، بل حشرة قمل علقية تعتاش على فم السمكة، وتعرف باسم "آكلة اللسان" (Tongue-eating louse). وقد اكتشفت ماركس أن الصورة التي التقطها هي التوثيق الأول على الإطلاق بالصور لهذه الحشرة في فم السمكة التي تستضيفها.

هذه الحشرة لا تضع سوى الذكور الذين يتكاثرون في البحر، عبر الالتصاق بسمكة والدخول إلى خياشيمها، حيث تبقى هنالك حتى تحوّل جنسها، وعندها تنتقل عبر الخياشيم إلى فم السمكة، حيث تلتصق باللسان، وتوقف تدفق الدم فيه، وهو ما يتسبب بانفصال لسان السمكة، لتقوم هذه الحشرة بدور اللسان، دون أن يؤثر ذلك بشكل كبير على حياة السمكة ووظائفها، حيث تنشأ علاقة صحية بين المضيف والضيف، ولا يلزم السمكة أن تتخلص من هذه الحشرة العالقة في فمها كي تعيش.

لكن، يلزم الإشارة إلى أن لسان السمكة مختلف تمامًا عن شكل اللسان المعهود الذي نعرفه. فهو ليس عضوًا عضليًا، بل هو جزء عظمي في سقف الفم، لا يشبه اللسان كثيرًا، وليس فيه براعم التذوق، ولا يتحرّك بالمدى الذي يتحرك به لسان الإنسان أو ألسنة الحيوانات. وهذا ما يجعل إطلاق وصف اللسان على هذا العضو لا يخلو من التوسّع، نظرًا للاختلافات الكبيرة بين العضوين.

رأي قديم في كتاب "الحيوان"

يذكر الجاحظ في كتابه الشهير "الحيوان" معلومات مختلفة عن ألسنة البشر والحيوانات والفروق بينها. وفي أحد فصول كتابه، أوضح الجاحظ قبل حوالي ألف عام، أن سمك البحر ليس له لسان، بعكس السمك في الماء العذب. ويقول الجاحظ في الجزء السابع من كتاب الحيوان: "وكل سمك يكون في الماء العذب، فإن له لسانًا ودماغًا، إلا ما كان منها في الماء المالح، فإنه ليس لسمك البحر لسان ولا دماغ". وعلى الرغم من عدم وجود إجابة مباشرة على هذا التفريق، إلا أن بعض الأبحاث العلمية قد اكتشفت بالفعل بأن للسمك في المياه العذبة ألسنة ذات فعالية أعلى مقارنة بالسمك في المياه المالحة. أما فيما يخص دماغ السمكة، فإنه من المعروف أن دماغها صغير جدًا، مقارنة مع حجمها، باستثناء بعض الأسماك الكبيرة من سمك القرش.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تاريخ موجز للأسماك

رأس السمكة

صوت "تزاوج" أسماك الكورفينا يصيب الدلافين بالصمم!

الحيتان الضخمة تأكل 500 مرة في اليوم.. فماذا عن برازها؟