28-مايو-2018

المغرب تتعادل مع النرويج 2-2 (Getty)

حظيت فرنسا بشرف تنظيم النسخة السادسة عشر من كأس العالم عام 1998. حصل ذلك بعد منافسة مع المغرب وسويسرا، فنالت فرنسا في اجتماع الفيفا عام 1992 اثني عشر صوتاً من أصل 19، ما جعلها ثالث دولة تستضيف العرس العالمي للمرّة الثانية في تاريخها بعد المكسيك وإيطاليا، إذ استضافت البلاد النسخة الثالثة عام 1938، والتي توّج ببطولتها المنتخب الإيطالي.

منحت البرازيل هدفين للنرويج في آخر 7 دقائق بالمباراة، الأمر الذي أهّل الفريقين معاً إلى الدور التالي وحرم المغرب من ذلك

ازداد عدد الفرق في هذه البطولة من 24 إلى 32، فوُزّعت المنتخبات على 8 مجموعات تضمّ كل واحدة منها 4 فرق، ويتأهّل أول 2 منهم إلى دور الـ16، وتلعب الفرق فيما بينهما وفق نظام خروج المغلوب حتّى المباراة النهائيّة، وكان جديد هذه البطولة العمل بنظام الهدف الذهبي، فإن انتهى لقاء في الأدوار الإقصائيّة بالتعادل يتم اللجوء لوقتين إضافيين، وإن سجّل أحد الفريقين هدفاً ستنتهي المباراة به، وتمّ اعتماد اللوحات الإلكترونية لأول مرّة لتحديد الوقت بدل الضائع.
لم تشهد تصفيات كأس العالم 1998 أي مفاجأة من العيار الثقيل، فبعد رفع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيّات وصلت أغلب الفرق الكبرى إلى فرنسا، وحضرت 4 فرق البطولة لأول مرّة في تاريخها وهي جنوب أفريقيا وجامايكا وكرواتيا واليابان، وجمعت القرعة الفرق الثلاثة الأخيرة بمجموعة واحدة، كما مثّل العرب في فرنسا 3 فرق هي السعودية والمغرب وتونس.

ضمّت المجموعة الأولى في كأس العالم 1998 البرازيل بطلة العالم بجانب المغرب واسكتلندا والنرويج، وافتُتحت البطولة بلقاء البرازيل واسكتلندا، والذي شهد تسجيل أسرع هدف افتتاحي بتاريخ كأس العالم، وكان من نصيب البرازيلي سيزار سامبايو، وانتهت المباراة بفوز البرازيل 2-1، فيما تعادلت المغرب مع النرويج 2-2.

خسرت المغرب الجولة الثانية أمام البرازيل بثلاثية نظيفة، وتعادلت النرويج مع اسكتلندا، وتشوّق الجميع لمعرفة الفريق الذي سيلحق البرازيل إلى دور الـ16، وجرت مباراتي الجولة الثالثة في وقت واحد وفق نظام البطولة، وظنّ الجميع أن المغرب حسمت تأهّلها إلى الأدوار الإقصائيّة بعد تفوّقها على اسكتلندا 3-0، لكن البرازيل أهدت النرويج هدفين في آخر 7 دقائق من اللقاء، فقلب الفريق الإسكندنافي خسارته إلى فوز 2-1، وخرجت المغرب مرفوعة الرأس من البطولة، والتي يجد الكثيرون أنّ مؤامرة حيكت بخيوط برازيلية- سويدية، كانت سبباً رئيسياً في حرمان زملاء مصطفى حاجي من إكمال المسير.

فازت إيطاليا في المجموعة الثانية على الكاميرون والنمسا، وتعادلت مع تشيلي التي رافقتها إلى الدور التالي، بعد أن حققت 3 تعادلات، فيما سحقت فرنسا منافسيها بالمجموعة الثالثة، وحققت العلامة الكاملة على حساب السعودية 4-0، وجنوب أفريقيا 3-0، والدانمارك 2-1، وشهد لقاء أصحاب الأرض مع السعودية طرد زين الدين زيدان بسبب الخشونة الزائدة، ورافق فرنسا إلى الدور التالي الدانمارك التي غلبت السعودية وتعادلت مع جنوب أفريقيا، وختمت السعودية مشوارها بالتعادل مع الفريق الأفريقي 2-2.

 

افتتحت نيجيريا لقاءات المجموعة الرابعة بمفاجأة مدوّية، فقلبت تأخرها أمام إسبانيا إلى فوز 3-2، قبل أن تتغلب في الجولة الثانية على بلغاريا، وتضمن صدارتها لمجموعتها للمرة الثانية على التوالي في كأس العالم، وهو الفريق الأفريقي الوحيد الذي استطاع أن يفعل ذلك بتاريخ المونديال، ولم ينفع زملاء راؤول غونزاليس فوزهم الساحق على بلغاريا في الجولة الأخيرة 6-1، لأن الباراغواي غلبت نيجيريا في الجولة ذاتها.
ودّعت بلجيكا البطولة دون أن تتلقّى أية هزيمة للمرة الوحيدة في تاريخها، فتعادلت مع كوريا الجنوبية وهولندا والمكسيك بالمجموعة الخامسة، وخسر الفريق الآسيوي مباراتيه أمام هولندا والمكسيك، وهما اللذان ضمنا مكانهما في دور الـ16 بعد انتهاء مواجهتهما بالتعادل.

تبادل الفريقان الأمريكي والإيراني التحية والورود قبل بداية مواجهتهما التاريخية

تأهّل من المجموعة السادسة كل من المنتخب الألماني ويوغوسلافيا إلى الدور التالي، عقب تحقيق كلّ منهما فوزين على إيران والولايات المتّحدة، وآلت الصدارة للألمان بفارق الأهداف عن يوغوسلافيا، والتي فرّطت بتقدّمها 2-0 على المانشافت وقنعت بالتعادل، وشهدت هذه المجموعة مواجهة تاريخية بين أمريكا وإيران، إذ كانت العلاقات السياسية شديدة التوتّر بين البلدين، ومن يفوز بهذا اللقاء كان سيحقق لبلاده نصراً وطنيّاً، ويحسب للفريقين أنهما تبادلا الورود والتحيّة قبل بداية المباراة، والتي انتهت بفوز زملاء النجم الإيراني علي دائي 2-1، علمًا أن الفريقان سيلتقيان مجدّدًا في كأس العالم قطر 2022، إذ وضعتهما القرعة بالمجموعة الثانية، جوار إنجلترا وويلز.

 

 

تغلّبت رومانيا في أولى مواجهاتها بالمجموعة السابعة على كولومبيا، وفعلت الأمر ذاته مع إنجلترا، وهنا ضمن الفريق التأهّل لدور لستة عشر متصدّرًا لمجموعته، وهنا نعود قليلًا لقبل انطلاق المونديال، حيث  قرر لاعبو رومانيا مع مدرّبهم القيام بأفعال مجنونة إن تصدّروا مجموعتهم، فنذروا أن يصبغ جميعهم شعره باللون الأشقر إن تحقّقت المعجزة، وهو ما حدث بالفعل، فلعبوا مواجهة تونس بشعرهم الذي يشابه لونه ألوان العلم الروماني، وقنع الفريق بالتعادل مع تونس، والتي حصدت من هذا التعادل نقطتها الوحيدة، إثر خسارتين مع إنجلترا وكولومبيا، ليرافق الفريق الإنجليزي رومانيا إلى دور الـ16 مستفيداً من فوزه على كولومبيا بالجولة الأخيرة.

حوت المجموعة الثامنة 3 فرق تشارك لأول مرة في كأس العالم، وهي كرواتيا واليابان وجامايكا، ووضعت الأقدار هذه الفرق بجانب الأرجنتين التي تغلّبت عليهم جميعاً، ولم يستطع أحد من الفرق المهزومة أن يهزّ شباك التانغو، وهي المرّة الوحيدة في تاريخ مشاركات الأرجنتين التي تحفظ بها شباكها في دور المجموعات، ورافق الأرجنتين إلى دور الـ16 منتخب كرواتيا مستفيدا من فوزين على اليابان وجامايكا، بينما خرجت اليابان دون أي نقاط بعد خسارتها مع جامايكا في الجولة الأخيرة..

لم يشهد دور المجموعات في مونديال فرنسا أي مفاجآت كبيرة، فتأهّل لدور الـ16 أغلب المنتخبات المرشّحة لنيل اللقب، وأبهرت الأرجنتين وفرنسا الجميع عندما حقّق الفريقان العلامة الكاملة، بينما راهن الكثير على البرازيل ووضعها كأكثر الفرق المرشّحة لنيل الكأس، فما الذي ستسفر عنه مواجهات الأدوار الإقصائيّة؟