يضطر الكثيرون إلى إجراء عملية البواسير في مرحلة معينة، بعد قرار الطبيب المتابع بأن الأمر يتطلب تدخلًا جراحيًا حاسمًا. لكن هل عملية البواسير خطيرة؟ وكيف يمكن تقييم ذلك حسب العمر والجنس؟
عملية البواسير هي عملية مزعجة ومتعبة نسبيًا حيث يتم إجراؤها لإزالة الورم المعروف باسم الباسور والذي قد يكون داخليًا أو خارجيًا في المنطقة المحيطة بالشرج، وأحيانًا يتم استئصال البواسير الداخلية والخارجية معًا، إذ تتم عملية البواسير تحت تأثير التخدير الكامل بواسطة طبيب مختص. لكن السؤال الأساسي والأهم، هل عملية البواسير خطيرة؟ وما هي مضاعفاتها؟ وما مدى خطورتها لو كانت خطرة بالفعل؟
يبتعد الكثير من المرضى عن الحل الجراحي في علاج البواسير وذلك بسبب المضاعفات التي تلي العملية
ما هي البواسير؟
تحدث البواسير عندما تتورم وتهيج الأوردة أو الأوعية الدموية الموجودة في فتحة الشرج، ويحدث هذا عندما يكون هناك ضغط زائد على هذه الأوردة. ويمكن أن تكون البواسير داخل فتحة الشرج (داخلية) أو تحت الجلد حول فتحة الشرج (خارجية).
وتعد البواسير شائعة جدًا لدى الرجال والنساء، إذ تصاب العديد من النساء بالبواسير أثناء الحمل والولادة، وذلك بسبب الضغط الهائل أثناء الطلق وإخراج الجنين.
أسباب البواسير
- الضغط المبالغ به أثناء الإخراج
- الحمل والولادة
- عوامل وراثية
- التقدم بالعمر
- الإمساك أو الإسهال المزمن
كيفية تشخيص البواسير
في حين أن الدم في البراز قد يكون علامة واضحة على البواسير، إلا أن ذلك قد يكون علامة على اضطرابات أخرى في الجهاز الهضمي، مثل سرطان القولون أو المستقيم. لذا من الضروري مراجعة الطبيب والتأكد من العلامات الأخرى التي تدل على البواسير، عبر الطرق التالية:
- الفحص الداخلي عند الطبيب المختص: يتم إجراء فحص لفتحة الشرج والمستقيم والبحث عن الأوعية الدموية المنتفخة التي تعتبر علامة على البواسير.
- فحص المستقيم الرقمي (DRE).
- تنظير الشرج: تستخدم هذه الطريقة لفحص البواسير الداخلية.
- تنظير المستقيم.
- التنظير السيني (Sigmoidoscopy): يفحص هذا الاختبار الجزء الداخلي من الأمعاء الغليظة، للمساعدة في معرفة أسباب الإسهال وآلام البطن والإمساك والنزيف.
خطورة عملية البواسير
يبتعد الكثير من المرضى عن الحل الجراحي في علاج البواسير وذلك بسبب المضاعفات التي تلي العملية، بالإضافة للحرج الذي تسببه عملية البواسير عمومًا، ومن المضاعفات والمشاكل المزعجة التي تلي عملية البواسير ما يلي:
- ألم غير محتمل يستمر لمدة شهر أو أكثر وفي حالات كثيرة يستمر لفترات طويلة جدًا.
- نزيف داخلي أو خارجي، نتيجةً لفتح الجرح وعدم التئامه بسهولة وهذه من الأعراض الشائعة والتي يمكن التعامل معها بسهولة.
- عدم القدرة على التبول في الأيام القليلة التي تلي العملية، وهذه مشكلة مزعجة للمرضى بشكل كبير.
- سلس بولي أو سلس في البراز بعد عدة أيام من العملية وهذا بسبب تأثر الأعصاب والعضلات المحيطة بمنطقة الشرج.
- التهاب وعدوى في الجرح، حيث تعتبر منطقة الجراحة من أكثر المناطق تعرضًا للجراثيم لذلك قد تتعرض لبعض الالتهابات وحدوث الأورام الدموية أحيانًا.
- انسداد فتحة الشرج بسبب التصاق البراز وبالتالي الحاجة لتدخل الطبيب.
- تكرار البواسير، تعتبر عملية البواسير من العمليات التي لا يمكن ضمان نتائجها فقد تعود البواسير للظهور بعد فترة وجيزة، وقد تحدث في أماكن متعددة.
- يمكن أن يتكون الناسور وهو عبارة عن طريق غير طبيعي بين القناة الشرجية والمستقيم وهذه تعتبر من الأعراض والمضاعفات المتقدمة.
- قد يحدث في بعض الحالات القليلة تدلي المستقيم وخروجه إلى خارج فتحة الشرج.
هل يمكن تفادي عملية البواسير؟
بعد معرفة هذه المضاعفات نجد أن عملية البواسير من العمليات الخطيرة نسبيًا، والتي لا تعد حلًا للعديد من المرضى خصوصًا وأنهم معرضون لعودة البواسير لذلك يجب دائمًا أخذ الاحتياطات واستخدام الطرق الطبيعية للوقاية من البواسير وشفائها إن أمكن دون اللجوء للعملية، وهذه الإجراءات هي:
- غسل منطقة الشرج دائمًا بغسولات طبية خاصة للمحافظة على نظافتها وعدم استخدام الشامبو العادي الذي قد يسبب جفافًا في منطقة الشرج.
- الابتعاد عن تناول المأكولات الحارة مثل الفلفل والشطة لأنها السبب الرئيسي في ظهور البواسير.
- معالجة حالات الإمساك مباشرة: ففي حال تعرض الجسم للأمساك لمرات متكررة يجب محاولة علاج الإمساك مباشرة حيث يسبب الإمساك المتواصل ظهور الباسور.
- أيضًا حالات الإسهال المتكررة قد تسبب أحيانًا ظهور الباسور.
- تناول الأغذية الملينة للمعدة والأمعاء مثل الخس والنعناع وغيرها من الأطعمة التي تساعد على تطهير الأمعاء باستمرار، كما يجب الإبتعاد عن الأطعمة الجاهزة والوجبات السريعة والتي تتسبب في حالات إمساك ومشاكل متعددة للمعدة بالإضافة للالتهابات التي تسبب الباسور عمومًا.
- مراجعة الطبيب في بداية ظهور الباسور حيث يمكن علاج المشكلة ببعض الأدوية التي تعمل بمبدأ توسيع الأوردة والشرايين، لكن إذا تفاقمت الأمور فربما لن يكون أمامك سوى خيار العملية المزعجة.
