09-يناير-2021

لوحة أسهم في طوكيو (Getty)

قال إيهان كوزي، المدير التنفيذي في البنك الدولي في مقابلة متلفزة "أن عودة النمو إلى الاقتصاد العالمي متوقعة بنسبة 4% في العام 2021، بافتراض أن لقاح فيروس كورونا سيتوفر على نطاق واسع خلال هذا العام"، وأضاف كوزي إلى أن نمو الاقتصادات في الدول الصناعية سيكون بنسبة 3.3%، بينما النمو في اقتصاد الدول الصاعدة اقتصاديًا فمن المتوقع أن يصل إلى 5%.

تحدث البنك الدولي عن إمكانية هبوط النمو في الاقتصاد العالمي إلى 1.6% في حال تعثر نشر لقاحات كورونا عالميًا

لكن الحديث عن التعافي الكامل في الاقتصاد العالمي ليس واردًا حتى الآن. فالتعافي الكلي يتطلب الوقت والعمل من أجل تحقيقه في أواخر العام 2021. لذلك شدد إيهان كوزي على أهمية لقاح فيروس كورونا وتوفره في الأسواق وانعكاسه على مجال الصحة العامة من جهة، وحركة الاقتصاد العالمي من جهة أخرى. معتبرًا أن اللقاح سيحدد طبيعة النشاط العالمي هذه السنة، وذكر كوزي  أن "الإغلاق والحجر وقدرة شركات الأدوية على توفير اللقاح للدول وسرعة توفير اللقاح وتخزينه وحقنه للمواطنين، كل ذلك يلعب دورًا في تشكيل الصورة الكبرى للاقتصاد العالمي".

اقرأ/ي أيضًا: إدانة قضائية في كوريا الجنوبية لجرائم جنسية يابانية في الحرب العالمية الثانية

وتعتبر سنة 2020 من أسوأ السنوات في الاقتصاد العالمي منذ الحرب العالمية الثانية، حيث لم يشهد العالم انكماشًا اقتصاديًا وتوقفًا لعجلة الإنتاج كما حصل العام الفائت. وسيأتي نمو الاقتصاد العالمي المرتقب والمرهون بالعوامل الموضحة أعلاه، بعد انكماش بلغ 4.3% في عام 2020، حيث تسببت جائحة كوفيد-19 في خسائر فادحة من وفيات وإصابات، ودفع ملايين الأشخاص إلى الفقر المدقع، وتقليص حجم فرص العمل ورفع نسب البطالة، مما سيجر تبعات ثقيلة على النشاط الاقتصادي العالمي لفترة طويلة قبل أن يعود ويتعافى.

توقعات إيجابية بتأثير صيني

وفق السيناريو المتفائل، تتجه الأنظار إلى وضع الصين الاقتصادي الذي لديه القدرة على تعديل أرقام الاقتصاد العالمي هبوطًا أو صعودًا نظرًا لحجم سوق الإنتاج والاستهلاك في الصين، لذلك يستحسن الحديث عن الاقتصاد العالمي بمعزل عن الصين حتى يتسنى للخبراء رؤية الصورة بشكل أدق. 

ومن المتوقع، وفق بيانات البنك الدولي، أن تشهد منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ أكبر نمو اقتصادي بنسبة 7.4% في عام 2021، بينما سينمو النشاط الاقتصادي في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بنسبة 3.7% في عام 2021. أما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فمن المتوقع أن ينمو النشاط الاقتصادي بنسبة 2.1% هذا العام، في حين سينمو الاقتصاد الإقليمي في أوروبا وآسيا الوسطى بنسبة 3.3% هذا العام، وفي جنوب آسيا بنسبة مماثلة، أمت في أفريقيا فالنسبة المتوقعة للنمو هي 2.7% فقط.

من الممكن أن ينخفض النمو الاقتصادي في المنطقة العربية إلى ما دون 2.8% وفقًا لأسوأ السيناريوهات، فيما ستشهد البلدان العربية ارتفاعًا كبيرًا في معدلات البطالة

في هذا الإطار توقعت مؤسسة مورغان ستانلي للبحوث نموًا اقتصاديًا عالميًا بنسبة إجمالية قد تبلغ 6.4%، وذلك في تقرير نشر على موقع المؤسسة الرسمي. واعتبر التقرير أن الاقتصاد الأمريكي سيعود إلى التعافي مع عودة الطلب على السلع والخدمات، وكذلك أشار التقرير إلى تقدم ملحوظ في الاقتصاد الأوروبي، معتبرًا أن سنة 2021 ستكون بمثابة نقلة نوعية من دفة الهبوط إلى دفة الصعود فيما خص الاقتصاد العالمي.

توقعات متشائمة تشمل الدول العربية

أما وفقًا للسيناريو المتشائم، فتحدث البنك الدولي عن إمكانية هبوط النمو في الاقتصاد العالمي إلى 1.6% في حال تعثر نشر اللقاح عالميًا وعدم نجاح الخطط المرسومة على أرض الواقع، أو في حال رفض دول أو جماعات أخذ اللقاح، أو بسبب عدم القدرة على دفع مبالغ مالية من قبل الدول الفقيرة لقاء اللقاح. وتبعًا لهذا السيناريو فهناك اقتصادات دول ستنهار وسينعكس ذلك على نسبة نمو منخفضة جدًا عالميًا. ومن العوامل التي تغذي هذا التشاؤم يحضر حجم الديون الخارجية على بعض الدول، وعدم القدر على سداد الفوائد المترتبة عليها.

اقرأ/ي أيضًا: كوفيد 19 يقلب المعادلة.. دول أوروبية تسهل التجنيس للعاملين في مواجهة الجائحة

بينما عربيًا، هناك تحديات كبيرة تواجهها الدول العربية، وهناك سيناريوهات ومخاطر عدة أمام الدول في حال لم تأخذ إجراءات إصلاحية عاجلة للتعامل مع قضايا الديون الخارجية الكبيرة وتخفيض النفقات كما قال محمد بشير، مدير التخطيط في منظمة الإسكوا. واعتبر بشير أن النمو الاقتصادي العربي فمن الممكن أن ينخفض إلى ما دون 2.8% وفقًا لأسوأ السيناريوهات، فيما ستشهد بلدان عربية ارتفاعًا كبيرًا في معدلات البطالة تتخطى 21% في كل من ليبيا وتونس والأردن، وقد تصل هذه المعدلات إلى 31% في فلسطين. وستزداد معدلات الفقر بمتوسط قد يصل إلى 31% مؤثرًا على 116 مليون عربي. 

كما جاء في تقرير بعنوان "إحصاء اقتصادي للنمو والتطور في المنطقة العربية"  نشرته الإسكوا. أن أوضاع الدول التي تستضيف لاجئين كالعراق ولبنان والأردن ستكون أمام تحديات هائلة بسبب التدهور الاقتصادي وتردي الظروف المعيشية مما يعرض مئات الآلاف للخطر. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

مدن صينية غارقة في الظلام.. ما علاقة أستراليا؟

أطفال المكسيك في حرب المخدرات.. جنود وضحايا