17-نوفمبر-2018

تتساءل جماهير الكرة المصرية: "ما هو سر مروان محسن؟" (صحف مصرية)

تعتبر الأرقام التي يحققها لاعب كرة القدم، محكّا أساسيًا يُقيّم من خلاله هذا اللاعب. وكمعدّل تصديات حارس المرمى في المباراة، وعدد التمريرات الصحيحة والحاسمة للاعب الوسط، فإن المعدل التهديفي للمهاجم في المحك.

هناك لاعبو كرة قدم لا يحرزون أي أرقام جيدة تتناسب مع مواقعهم في الملعب، ومع ذلك يحتفظون بمراكزهم ثابتة دون تبديل!

وبالرغم من هذا ستجد لاعبين لا يملكون أرقامًا جيدة على الإطلاق، ومع ذلك فإن مكانهم ومركزهم ثابت في التشكيلة الأساسية لمدربيهم، بل إن إدارة الفريق قد تغيّر عدة مدربين، دون أن يقوم أي منهم بالمساس بهذا اللاعب.

اقرأ/ي أيضًا: مصر ترد اعتبارها أمام تونس.. والمغرب تفتح صفحة جديدة مع التاريخ

ويثير هذا الأمر في العادة دهشة واستغراب المتابعين، فيبدأون بالتساؤل عن السر الذي يمتلكه هذا اللاعب، فهل هناك أدوارًا تكتيكية خفية منوطة باللاعب لا يمكن للمتابع ملاحظتها؟! أم أن اللاعب يمتلك حظوة كبيرة داخل أروقة النادي؟

ويتوسع السؤال ليأخذ شكلًا آخر: هل يستطيع لاعب ما، أو وكيل أعمال لاعب ما، خداع الأندية؟ في الكرة الأوروبية هناك الكثير من الأمثلة عن لاعبين ارتفعت أسعارهم بشكل جنوني، لأن وكلاء أعمالهم نجحوا في التسويق لهم، أو استغلوا حاجة إحدى الأندية للاعب، فتحكّموا بالسعر.

فمثلًا، إدارة توتنهام استفادت في العام 2013 من وعد انتخابيّ قطعه على نفسه رئيس ريال مدريد خلال حملته الانتخابية بشراء اللاعب غاريث بايل، فرفعت سعره إلى 101 ملايين دولار، واضطر النادي الملكي لدفعها!

كايزر.. أشهر نصاب في تاريخ كرة القدم

في ثمانينات القرن الماضي، ظهر لاعب برازيلي هاوٍ يدعى كارلوس هنريكي كايزر. لم يكن لهذا الشاب أي موهبة استثنائية، ولكنه كان يستغل صداقته للنجوم البرازيليين الكبار في تلك الفترة، فيقومون بتزكيته لدى إدارات أنديتهم، فتقوم هذه الأخيرة بالتعاقد معه لقاء مبالغ ليست بالقليلة.

وخلال التدريبات الأولى له مع الأندية، كان يتظاهر بأنه تعرّض لإصابة عضلية، ويخرج بالتالي من الملعب على عربة الإسعاف، فيغيب عن اللعب لعدة أشهر، ثم يعود للعب مجددًا، ويتظاهر بالإصابة مجدّدًا وهكذا. وفي تلك الفترة لم تكن الأجهزة الطبية في الفرق البرازيلية متطورة، وبالتالي لم تكن قادرة على كشف زيف ادعاءاته.

كارلوس كايزر، من أشهر لاعبي البرازيل في الثمانينات، غير أنه لم يلعب ولا مرة!
كارلوس كايزر، من أشهر لاعبي البرازيل في الثمانينات، غير أنه لم يلعب ولا مرة!

لعب كارلوس كايزر لعدة فرق كبيرة في البرازيل، مثل بوتافيغو وفلامينغو وفاسكو دا غاما، وغيرها. وسيرته الذاتية كلاعب تنقّل في كبرى الفرق، وزامل نجومًا كبارًا كروماريو وريناتو غاوتشو، جعلت فريق أجاكسيو الفرنسي يضمه إلى صفوفه.

وبطبيعة الحال لم يكن هناك يومها مقاطع فيديو وإحصاءات دقيقة عن اللاعبين، وكانت السيرة الذاتية وحدها تكفي، خاصة في ظل طفرة اللاعبين البرازيليين آنذاك، والذين غزوا أوروبا، وباتت الفرق تتسابق للحصول على تواقيعهم.

وخلال تقديم كايزر في أجاكسيو، احتشد أكثر من 400 مشجع للنادي في المدرجات، لمشاهدة مهارات النجم البرازيلي القادم عن كثب. استخدم الشاب المحتال مكره مرة أخرى، وقام بركل الكرات إلى المشجعين كهدايا لهم، فتجنب بالتالي مأزق مراقصة الكرة وإظهار مهاراته غير الموجودة أصلًا.

وامتدت مسيرة كايزر الاحترافية لأكثر من عشر سنوات، لم يلعب خلالها أي مباراة، ولم يسجل أي هدف! كان زملاؤه يتعاطفون معه بسبب إصاباته المتكررة، فيما كان هو يجني الأموال والشهرة، ولم تنكشف حيلته إلا بعد زمن طويل.

المصري مروان محسن.. على طريقة كايزر

إذا كان كارلوس كايزر قد نجح في خداع الجميع دون أن يدخل حتى إلى الملعب، فإن جماهير الكرة المصرية تشعر أن مهاجم النادي الأهلي والمنتخب، مروان محسن، يخدعهم من داخل الملعب.

فبالرغم من طفرة النجوم التي تشهدها مصر في السنوات الأخيرة، واحتراف عدد كبير منهم في أقوى الدوريات الأوروبية، فإن تشكيلة المنتخب المصري لا تخلو أبدًا من اللاعب مروان محسن.

لعب مروان محسن مع المنتخب المصري في مونديال روسيا 2018، دون أن ينجح بتسجيل أي هدف، كذلك لم يسجل في بطولة أفريقيا الماضية التي وصلت مصر إلى مباراتها النهائية. كما أن صيام اللاعب التهديفي لم يفارقه في تصفيات كأس العالم.

الوضع مع ناديه الأهلي لم يكن أفضل، فاللاعب لم يسجل ولم يصنع أي هدف خلال دوري أبطال أفريقيا التي خسرها الأهلي أمام الترجي التونسي.

رغم أنه المهاجم الأساسي مع الأهلي والمنتخب المصري، إلا أن مروان محسن لا ينجح إلا في إضاعة الفرص وتضييع الكرات

الجماهير المصرية سخرت من الموضوع عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وتساءلت ساخرةً عمّا إذا  كان محسن يمتلك وثائق تدين مسؤولي الأهلي والاتحاد المصري، على طريقة تهديد مجدي عبدالغني إبان أزمة المونديال، وبالتالي فإن وجوده في التشكيلات الأساسية هو أمر لا جدال فيه؟!

 

كذلك يتداول الناشطون المصريون الفرص الغريبة التي يهدرها اللاعب والكرات التي يخسرها، ويكرّرون سؤالهم الدائم: "ما هو سر مروان محسن؟"، فهل يكون مروان محسن ثاني أشهر نصاب في تاريخ كرة القدم؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

مسعود أوزيل.. "عازف الليل" يغلق صفحة المنتخب ويواصل الإبداع في ليالي لندن

ليستر تبكي أيقونتها.. وفاة مالك "ليستر سيتي" بعد تحطّم طائرته