04-فبراير-2023
gettyimages

تكثف أوكرانيا من عمليات مكافحة الفساد في سعيها للانضمام للاتحاد الأوروبي (Getty)

اجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي، في العاصمة الأوكرانية كييف، يوم الجمعة، في محاولة للتأكيد على الوقوف إلى جانب أوكرانيا خلال الحرب، في الوقت الذي تشهد كييف ذروة إرسال الأسلحة العسكرية الغربية إليها، ولكن هدف كييف الأهم، وهو تسريع انضمامها للاتحاد الأوروبي، لا يبدو أنه سيتحقق قريبًا.

قدم زعماء الاتحاد الأوروبي دعمًا قويًا لأوكرانيا لكنهم لم يضعوا "جداول زمنية صارمة" لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي

وخلال اللقاء، قدم زعماء الاتحاد الأوروبي دعمًا قويًا لأوكرانيا لكنهم لم يضعوا "جداول زمنية صارمة" لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يأمل في أن يضع الاتحاد الأوروبي أوكرانيا على مسار سريع نحو العضوية، لكن الدول الغربية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تشعر بالقلق من أن توقعات كييف بشأن محادثات العضوية السريعة غير واقعية.

عقب اللقاء، قال فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا ستواصل القتال من أجل باخموت لأطول فترة ممكنة، وتعهد بأنه "لن يتنازل أحد" عن مدينة "القلعة" الشرقية. وفي حديثه خلال مؤتمر صحفي عقب قمة في كييف مع زعيمي الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين وتشارلز ميشيل، قال الرئيس الأوكراني إن البلاد ستكون قادرة على البدء في استعادة دونباس إذا تم "تسريع إمدادات الأسلحة، خاصةً الأسلحة طويلة المدى".

getty

وقدم الاتحاد الأوروبي وعدًا بتطبيق حزمة عاشرة من العقوبات ضد روسيا بحلول 24 شباط/ فبراير، في الذكرى الأولى للحرب. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الحزمة ستغطي تجارة بقيمة 10 مليارات يورو (10.8 مليار دولار) و"ستضرب التجارة والتكنولوجيا التي تدعم حرب [روسيا] ضد أوكرانيا".

وقالت السويد التي تترأس الاتحاد الأوروبي إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وافقت على اقتراح المفوضية الأوروبية بشأن تحديد سقف لأسعار المنتجات النفطية الروسية. واتفق سفراء دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة في اجتماع يوم الجمعة على فرض سقف 100 دولار للبرميل على المنتجات عالية الجودة مثل الديزل وسقف 45 دولارًا للمنتجات منخفضة التكلفة، وفقًا لما ذكره دبلوماسيون. يدخل سقف السعر حيز التنفيذ يوم الأحد، وكذلك حظر الاتحاد الأوروبي على واردات المنتجات النفطية الروسية.

getty

الأهم كان بالنسبة لأوكرانيا، هو الانضمام سريعًا إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن لا يبدو أن هذا سيتحقق في المستقبل القريب، ورغم أملها أن الحرب يمكن أن تسرع هذه العملية، إلّا أنّه غزو موسكو، كما يظهر حتى الآن لم تظهر أن هذا يمكن أن يتحقق قريبًا.

العملية طويلة

في حزيران/ يونيو الماضي، منح الاتحاد الأوروبي أوكرانيا إلى جانب مولدوفا، مكانة دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهي الخطوة الأولى في عملية انضمام مطولة تستغرق عادةً عقدًا أو أكثر. بولندا، على سبيل المثال، قدمت طلبًا رسميًا للانضمام إلى الكتلة في عام 1994 وتم قبولها في عام 2004.

وللانضمام إلى الاتحاد، يحتاج أيّ بلد إلى الموافقة على ترشيحه بالإجماع من قبل جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والتي يبلغ عددها الآن 27 دولةً. ويجب أيضًا أن تجعل نظامها السياسي وقضائها واقتصادها متوافقين مع الاتحاد الأوروبي من خلال اعتماد نظام القانون العام الخاص به، بالإضافة إلى أكثر من 80000 صفحة من القواعد واللوائح المتعلقة بأشياء مثل المعايير البيئية وقواعد صحة الأغذية، بحسب "نيويورك تايمز".

getty

وقال أحد كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي إن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 18 شهرًا للمفوضية الأوروبية لتقييم طلب بلد ما قبل أن يذهب إلى الدول الأعضاء. وعلى الرغم من وجود سوابق للانضمام السريع -فقد تمكنت السويد وفنلندا من الانضمام إلى الاتحاد في غضون بضع سنوات بعد التقديم- إلا أن اتباع نهج سريع نادر الحدوث.

قائمة قبل أوكرانيا

قبل الموافقة على انضمام أوكرانيا السريع، تنتظر عدة دول منذ سنوات الانضمام، بما في ذلك ألبانيا والبوسنة وصربيا، مما يجعل من الصعب على الاتحاد الأوروبي التحرك بشكلٍ أسرع في أوكرانيا.

علاوة على ذلك، يعاني الاتحاد من إجهاد التوسع بعد تعرضه لضربة من الأزمات الاقتصادية، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والجائحة، فضلاً عن سوء سلوك الدول الأعضاء التي تنتهك القواعد مثل المجر .

الانضمام إلى الاتحاد فرصة الإصلاح

كانت قدرة الاتحاد الأوروبي على تقديم عرض الانضمام إلى لبلد ما، واحدة من أكبر أدوات التأثير في السياسة الخارجية في عالم ما بعد الحرب الباردة. على سبيل المثال، حفز احتمال الانضمام بلغاريا ورومانيا على معالجة الفساد وتسريع اعتقال مجرمي الحرب في كرواتيا وصربيا والجبل الأسود.

getty

وتعاني أوكرانيا من الفساد العميق، المستمر من سنوات ما بعد الانفصال عن الاتحاد السوفيتي، وقد يكون ملف انضمامها للاتحاد الأوروبي محفزًا لمكافحة الفساد فيها، وفي الأيام القليلة الماضية، شنت السلطات الأوكرانية مداهمات وفصلت مسؤولين من مناصبهم في أماكن مهمة وحساسة ماليًا، في محاولة مكثفة لتوضيح التزامها بالقضاء على الفساد.

أوكرانيا والسعي غربًا

قبل أن تصبح أوكرانيا مرشحًا رسميًا للاتحاد الأوروبي، وقعت اتفاقية شراكة في عام 2014 وافقت فيها على تكثيف العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الاتحاد الأوروبي. وفي عام 2013 خرج مئات الآلاف من الأوكرانيين إلى الشوارع للاحتجاج عندما تراجع الرئيس في ذلك الوقت فيكتور يانوكوفيتش، الذي كان يميل إلى روسيا، عن توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد.

في حزيران/ يونيو الماضي، منح الاتحاد الأوروبي أوكرانيا إلى جانب مولدوفا، مكانة دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

تاريخيًا، رحب العديد من الأوروبيين بتوسع الاتحاد باتجاه الشرق وفي أيار/ مايو 2004 قبل الاتحاد 10 دول أغلبها شيوعية -بما في ذلك جمهورية التشيك والمجر وبولندا- لأنها من بين أسباب أخرى، عززت زوال الكتلة السوفيتية وساعدت في انتشار الاقتصاد والسياسة الليبرالية عبر القارة.

دلالات: