22-فبراير-2021

مشهد عام من تشيناتاون في نيويورك (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

شهدت العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية تقلبات كبيرة أثناء ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كانت أبرز نتائج هذه التقلبات العقوبات والقيود الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على الشركات والمنتجات الصينية. وتتحرك بكين حاليًا في إطار محاولة تجاوز الشروط التي استجدت على علاقاتها التجارية بواشنطن في ظل إدارة ترامب. وبهذا الصدد نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن وزير خارجية الصين وانغ يي، دعوته الولايات المتحدة الأمريكية إلى رفع القيود المفروضة على التجارة والاتصالات بين الأفراد، وهو الأمر الذي تعتبره بكين تدخّلًا غير مبرر في مناطق كتايوان، هونغ كونغ، التيبت وتشينجيانغ.

صرحت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت بيلين بأنه سيتم النظر في مسألة التعرفات الجمركية التي أقرّت خلال ولاية ترامب، لكنها ستبقى سارية المفعول، ولن تكون هناك أية تعديلات، قبل أن تُظهر الصين تغييرًا ملموسًا تجاه التزاماتها

أتت تصريحات الوزير الصيني التي أعلنها في منتدى خاص بالعلاقات الصينية – الأمريكية، في سياق محاولة ضغط بكين على الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، للتخلّي والتراجع عن العديد من إجراءات المواجهة والقيود التجارية التي اتخذتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

اقرأ/ي أيضًا: إصابات بشرية لأول مرة بسلالة "H5N8" من إنفلونزا الطيور في روسيا

من أبرز الإجراءات التي  كان قد اعتمدتها إدارة ترامب ضد بكين، كانت زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية في العام 2018، كذلك فرض القيود على شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة. كما عزّز ترامب علاقة بلاده العسكرية والدبلوماسية مع تايوان، الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، والتي تطالب الصين بضمها مرة جديدة لتكون تحت سيادتها. وفرض ترامب عقوبات على مسؤولين صينيين تتّهمهم واشنطن بارتكاب انتهاكات ضد الأقليات في شينجيانغ، وقمع الحريات في هونغ كونغ. 

من جهتها، نقلت وكالة أسوشيتيد برس عن وزير خارجية الصين مطالبته أيضًا برفع القيود المفروضة على وسائل الإعلام، ومجال التعليم والدراسة المتبادلة بين البلدين، بهدف معالجة الانخفاض الكبير في أعداد الطلاب الصينيين الذي يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية خلال حقبة ترامب.كذلك انخفض بشكل ملموس عدد الصينيين الذين يزورون الولايات المتحدة للسياحة أو للقيام بأعمال تجارية.

بينما قالت شبكة CNBC إن شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة ستكون الرابح الأكبر من رفع القيود التجارية في حال تمّ الأمر، وأشارت إلى الضرر الكبير الذي لحق بهذه الشركات خلال السنوات الماضية. فعلى سبيل المثال، تراجعت شركة هواوي الصينية إلى المركز الثالث في العام 2020، على صعيد بيع الهواتف الذكية حول العالم، بسبب العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب. وبحسب الوزير الصيني، فإن بلاده ترغب بإزالة العقوبات المفروضة على شركاتها العملاقة، وأن يتم التخلي عن قمع التطور التكنولوجي في الصين على حد وصفه.

تأتي تصريحات وزير خارجية الصين، في ظل عدم توضيح إدارة بايدن الجديدة موقفها بالكامل من العلاقات الصينية – الأمريكية مستقبلًا. لكن  وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت بيلين، قالت في مقابلة صحفية نشرتها شبكة CNBC الأمريكية أنه سيتم النظر في مسألة التعرفات الجمركية التي أقرّت خلال ولاية ترامب، لكنها ستبقى سارية المفعول، ولن تكون هناك أية تعديلات، قبل أن تُظهر الصين تغييرًا ملموسًا تجاه التزاماتها.

بالتوازي، نقلت وكالة رويترز عن سفير الصين في الولايات المتحدة الأمريكية كوي تيانكي، قوله خلال منتدى بكين،  إنه يتعين على البلدين تحديد سياساتهما بوضوح، وأن يكون لهما فهم دقيق للنوايا الاستراتيجية لبعضهما البعض. وذكّر السفير الصيني أن قضايا التيبت، تشينجيانغ وهونغ كونغ هي خطوط حمراء بالنسبة للصين.

في المحصلة، تستمر الصين في محاولة الاستفادة من وصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض، لتحقيق مكاسب كبيرة في مجال التجارة والتكنولوجيا. لكن في المقابل، فإن إدارة بايدن، وإن أبدت بعض التساهل في العديد من الملفات، فإنها لن تعطي بكين تنازلات مجانية، كما أشارت وزيرة الخزانة الأمريكية مثلاً، في حال لم تتنازل هذه الأخيرة في عدد من المجالات المتعلقة بالتجارة وحقوق الإنسان.

 

اقرأ/ي أيضًا:

اعتذار رسمي أسترالي لموظفة حكومية على طريقة التعامل مع ادعائها التعرض للاغتصاب

جائحة كوفيد-19 تفاقم تضخم النفايات البلاستيكية في البيئة