26-يونيو-2021

اكتسحت إيطاليا الجميع في يورو 2020 (Getty)

لن أتطرق إلى كرة الآزوري في فترة الثلاثينيات، والتي شهدت لقبين عالميين للمنتخب الإيطالي، أحدهم في روما والآخر في باريس، لأن الكثير منا يعلم بالأجواء المحيطة بمحافل كرة القدم في ذلك الزمان البعيد.

انتصارات متتالية، مع أداء هجومي كاسح، ومتعة كروية لا تضاهى، هل تغيّر المنتخب الإيطالي؟

ولكن فحوى حديثي سيكون منصبًا علي ما عرفه العالم عن المنتخب الإيطالي، حينما طوّر المدرب البارون (نيريو روكو ) الطريقة الدفاعية (مزلاج الباب) أو طريقة الكاتيناتشيو،  والتي عرفها العالم لأول مرة علي يد المدرب النمساوي كارل رابان مع فريق سيرفيت السويسري.

نادي تريستينا 1947-1948

الطريقة التي طورها روكو جنت ثمارها المذهلة مع فريق تريستينا، الذي حل في المركز الثاني خلف تورينو في البطولة الإيطالية في موسم 47/48،  وهو أفضل مراكز فريق مدينة ترييستي في الدرجة الأولى طوال تاريخه، في ذلك الموسم لم يُهزم ترييستينا سوى في ثمان مباريات فقط، وهو أقل عدد من الهزائم لفريق في ذلك الموسم بعد تورينو الذي لم يُهزم سوى في أربع مباريات.

تريستينا احتل المركز الثامن في الموسمين التاليين مع ذلك المدرب، والذي تولى في الستينيات تدريب الميلان وحقق معهم نجاحات كبرى عبر الفوز بالعديد من الألقاب منها لقبين للدوري الإيطالي، أول لقبين للميلان في دوري الأبطال، والذي كان أولهما في موسم 1963 ليصبح الميلان أول من يفوز بهذه البطولة بين الأندية الإيطالية، إضافة إلى لقبين لكأس الكؤوس الأوروبية، لقب لكأس الإنتركونتيننتال ولقب لكأس إيطاليا ، ملعب مدينة تريستي الذي افتُتِح في عام 1992 تم تسميته نيريو روكو، وذلك يعزي لسبب وحيد هو ألا وهو الكاتيناتشيو .

إيطاليا بطلة مونديال 1934

ومن هنا بدأت الحكاية وعرف العالم الطريقة الدفاعية لمنتخب الأزوري، والذي كانت مشاركته سواء في كأس الأمم الأوروبية، أو على صعيد كأس العالم، أشبه بخروج من عنق ضيق جدا لزجاجة، ثم زحفًا بطيئًا تجاه حصد الألقاب.

مونديال 1970

لك أن تتخيل عزيزي القارئ أن المنتخب الإيطالي الذي وصل إلي النهائي الأول له منذ عام 1938،  وبعد أن عرف طريقة الكاتيناتشيو، كان قد تصدر مجموعته بفارق نقطة واحده عن منتخب الأوروغواي والسويد وذلك بعد تعادلين وفوز واحد فقط.

اقرأ/ي أيضًا: قصة كأس العالم 1938.. النجاة من مقصلة موسوليني

مونديال 1982

اللقب الثالث للأزوري بعد 44 عامًا، كان في بلاد الإسبان، فلن يصدق الكثيرين أن الوصول من دوري المجموعات جاء بشق الأنفس خلف المنتخب البولندي، وبنفس رصيد منتخب الكاميرون ثلاث نقاط من ثلاث تعادلات.

ثم في المجموعات الفاصلة تأهلت إيطاليا بطريقة تبدو مذهلة ومضحكة في آن واحد، عندما كان الجميع يدافع على قلب رجل واحد، ثم يقوم النحيف المبدع باولو روسي بلدغ المنافسين القادمين من أمريكا اللاتينية البرازيل والأرجنتين في مجموعة استحقتها أداءً وإمتاعًا البرازيل، ولكنها الكاتيناتشيو .

مونديال 1994

في بلاد العام سام، وصل الأزوري إلى المباراة النهائية بفضل أفضل لاعب في تاريخها روبرتو باجيو،  ولكن الوصول أيضا كان غريبًا ومتعثرًا، بعد أن تأهلت إيطاليا كأفضل ثالث إثر هزيمة في المباراة الافتتاحية من جمهورية أيرلندا، بهدف راي هاوتون لاعب أستون فيلا حينها، وفوز علي النرويج وتعادل مع المكسيك، ثم فوجئ العالم بإيطاليا في المباراة النهائية.

مونديال 2006

ربما تغير الأمر في ذاك المونديال لأن إيطاليا تصدرت المجموعة بفارق مريح عن بقية المنافسين، وبفارق نقطة عن غانا الثانية، ثم واصلت لتحصد البطولة وربما أحد أهم الأسباب أنها كانت في ألمانيا، والتي لطالما كانت بوابة الخير للطليان بعد عبورهم المانشافت في قبل نهائي 1970، وهزمهم في 1982، ثم تكرار ذاك الإذلال في نصف نهائي 2006  بدورتموند

إيطاليا 2021

لم نعهدها هكذا أبدًا، العلامة الكاملة، ثلاثة انتصارات وإراحة ثمانية أساسيين في المباراة الثالثة، أداءٌ هجوميٌ كاسح، اختفت الطرق الدفاعية، وهو ما قاد نجوم كرة القدم في العالم للتغزل بالمنتخب الأزرق وآخرهم المدافع الإنجليزي الشهير سول كامبل، والذي أدلى بحديث لصحيفة لاجازيتا ديلاسبورت الإيطالية قائلًا " إن الأزوري لعب افضل كرة قدم في كأس أمم أوروبا، ومانشيني يقوم بعمل رائع حتي في آخر مباراة ضد بلاد الغال ( ويلز ) رغم البدلاء" غير مخفيًا إعجابه بفيراتي، ماتيو بيسينا ورافائيل تولوي، والأجمل من كل هذا أن إيطاليا ستلاقي النمسا بيورو 2020، في أجواء ميدان يعرفه الطليان جيدًا، إنه ويمبلي .

 

اقرأ/ي أيضًا:

جرح روبرتو باجيو الذي لم يندمل منذ كأس العالم 1994

باولو روسي.. سجين إيطاليا الذي منحها كأس 1982