05-يوليو-2022
Girls whispering with empty speech bubble

تعلم لغة ثانية تقوي شخصية الطفل (Getty)

أظهرت دراسة جديدة أن الأطفال الذين ينشؤون في بيئات ثنائية اللغة يطورون مهارات إدراكية واجتماعية أساسية تمكنهم من اتخاذ القرارات وحل المشكلات في مرحلة مبكرة جدًا من العمر. 

أكد العلماء على عدم وجود أي جانب سلبي في تعريض الأطفال لأكثر من لغة في عمر مبكر

وقد أجريت الدراسة في جامعة واشنطن في الولايات المتحدة، حيث تتبعت نمو 16 طفلاً، نصفهم الأول من أسر تتحدث بالإنجليزية فقط داخل المنزل، والنصف الآخر من أسر ثنائية اللغة، ناطقة بالإنجليزية والإسبانية. يستمع الأطفال إلى مجموعة متنوعة من أصوات الكلام ، من الأصوات السابقة إلى الأصوات الخاصة بالإنجليزية والإسبانية. راقب الباحثون استجابات الأطفال للأصوات باستخدام تخطيط الدماغ المغناطيسي (MEG) ، مما ساعدهم على تحديد أجزاء الدماغ التي تم تنشيطها عن طريق النشاط الكهرومغناطيسي بوضوح. وقد وثقت البحث ببعض مقاطع الفيديو بالغة الجمال التي يظهر بها الأطفال وهم على أجهزة التخطيط الدماغي. 

 

وقد أظهرت النتائج أن لدى الأطفال من الأسر الناطقة باللغة الإنجليزية والإسبانية نشاطًا أكبر في قشرة الفص الجبهي والقشرة الأمامية المدارية -وهي مناطق الدماغ المسؤولة عن الوظائف التنفيذية، مثل اتخاذ القرار وحل المشكلات. وقالت المؤلفة الرئيسية في الدراسة، نجا فرجان راميريز،: "تشير نتائجنا إلى أن الأطفال الذين يتم تربيتهم في أسر ثنائية اللغة يطورون قدرة أكبر على تطوير قدرات الوظيفة التنفيذية".

كما قالت المؤلفة المشاركة باتريشيا كوهل: "يبدو أن الأطفال الذين تربوا على الاستماع إلى لغتين يظلون منفتحين أكثر على أصوات لغات جديدة لفترة أطول من أقرانهم أحاديي اللغة وهو أمر جيد وملائم للغاية لأدمغتهم.

ويؤكد الخبراء أن لهذه الآلية التكيفية فوائد هائلة لكل من الأطفال والبالغين معًا. فقد أظهرت العديد من الدراسات، مثل هذه الدراسة الصادرة عن المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية في الولايات المتحدة، أن البالغين ثنائيي اللغة يتمتعون بوظائف دماغ تنفيذية أفضل من البالغين الذين يتحدثون لغة واحدة فقط، وهذا يعني أن البالغين الذين يتحدثون لغتين على الأقل أكثر قدرة على أداء المهام المتعددة واسترجاع الذكريات وإظهار مهارات لحل المشكلات والتخطيط. 

Schoolgirls laughing & reading books in school library

كما تظهر هذه المهارات أيضًا بمظاهر مختلفة لدى الأطفال ثنائيي اللغة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن جميع وظائف الدماغ التنفيذية هذه هي مفتاح النجاح في المدرسة، والنجاح الأكاديمي هو مؤشر مهم على القدرة على تحصيل السعادة والرضا عن الذات على المدى الطويل. كما يمكن أن يساعد تعلم لغة أخرى في منع أو تأخير ظهور أمراض الدماغ التنكسية مثل الخرف أو مرض الزهايمر مع التقدم في العمر. 

ويؤكد العلماء على عدم وجود أي جانب سلبي في تعرض الطفل لأكثر من لغة واكتسابها. فنتائج هذه الدراسة تؤكد على فكرة أن الأطفال الصغار جدًا ليسوا فقط قادرين على تعلم واكتساب عدة لغات، بل أكدت أيضًا أن المرحلة المبكرة من الطفولة هي الوقت الأمثل لهم للتعرض للتنوع اللغوي في المنزل.

نصائح لتربية طفل ثنائي اللغة 

إن كنت تبحث عن نصائح لتربية طفل ثنائي اللغة، اطلّع على هذه المادة الموسعة على التراصوت، لكيفية مساعدة الأطفال على تعلم لغة ثانية بسرعة. 

 

 

دلالات: