29-نوفمبر-2019

الجمعة السوداء (Fortune)

ألترا صوت - فريق التحرير

الجمعة السوداء (Black Friday)، وتسمى أيضًا في الوطن العربي "الجمعة البيضاء"، هو اليوم الذي يأتي مباشرة بعد عيد الشكر في الولايات المتحدة، وعادة ما يكون في نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، ويعتبر هذا اليوم بداية موسم شراء هدايا عيد الميلاد. في هذا اليوم تقوم أغلب المتاجر بتقديم عروض وخصومات كبيرة وتشهد إقبالًا وحشدًا كبيرَيْن.

في الجمعة السوداء، تقوم أغلب المتاجر بتقديم عروض وخصومات كبيرة وتشهد إقبالًا كبيرًا

هذا التعريف الشهير لما يسمى اليوم السوداء، ولكن قصة هذا اليوم ضبابية نوعًا ما وغير معروفة، هناك الكثير من الروايات والقصص عن سبب بروز هذا اليوم ونيله كل هذه الشهرة وتحوله إلى يوم تسوق سنوي فريد.

البداية من فيلادلفيا

في إحدى الروايات، يرجع سبب تسمية الجمعة السوداء إلى عام 1961، حيث يعتقد أن ظهور التسمية في هذا اليوم يعود لمجموعة من رجال شرطة في فيلادلفيا، ولا علاقة للتجار به. وهذا ما يؤكده عالم الاجتماع الأمريكي ويندي كريسورلد الذي يرى بأن رجال الشرطة كانوا يعانون الأمرين خلال فترة التسوق تلك التي تسبق عيد الشكر، وذلك  بسبب الازدحام المروري وتهافت البشر إلى الأسواق في تلك الأيام. على الرغم من محاولات التجار تغيير هذا الاسم على مدار عقود مضت إلاّ أن تسمية الجمعة الكبيرة أو جمعة السوق الكبير لم تنفع، واستمر الاسم على ما هو عليه حتى اليوم.

اقرأ/ي أيضًا: رعبٌ أكثر من "كايرو فستيفال مول" سوف يجيء

خلال الثمانينيات تم اعتماد الاسم من قبل أكبر المخازن التجارية في الولايات المتحدة وقد صار هذا اليوم يومًا عالميًا لكل الأسواق في جميع أنحاء العالم.

 الجمعة السوداء في باليرمو (ويكيبيديا)

جماهير كرة القدم أصل الحكاية

في حكاية أخرى نشرها موقع  CNN Businessفي العام الماضي تتقاطع مع الحكاية السابقة، وتقول إن الجمعة السوداء بدأت في عام 1950 في مدينة فيلادلفيا، حيث تواجد عدد كبير من جمهور كرة القدم في المدينة قبل يوم من موعد مباراة جمعت بين فريقين من الحربية والبحرية، مما دفع الكثير من تجار المدينة للترويج لبضائعهم بعروض كبيرة وديكورات جذابة. الشرطة عملت في هذا اليوم أكثر من أيّ يومٍ آخر. بلغت عدد ساعات المناوبة 12 ساعة حيث كانت جماهير الفريقين تغمر الأرصفة والشوارع ومواقف السيارات، ومن هنا جاء مصطلح الجمعة السوداء، وذلك تحديدًا بعد أن أطلق رجال الشرطة هذا الاسم عليها. وفي القصتين يبدو أن السبب يعود لرجال الشرطة في تسمية هذا اليوم.

اعتراض في فرنسا

بلدٌ مثل فرنسا لم يعرف الجمعة السوداء إلاّ قبل سنوات قليلة وبالذات في عام 2014 من خلال مخازن أمازون الأمريكية. تلك المتاجر التي يبلغ إجمالي قيمة مبيعاتها في فرنسا وحدها، أكثر من 1.7 مليار يورو. يُشاع أن هناك برلمانيين فرنسيين تقدموا بمسودة مشروع قانون، يهدف إلى حظر الحملات الدعائية ليوم الجمعة السوداء. ويستند المقترح إلى فكرة الحد من الاستهلاك المفرط في هذا اليوم.

تحوّل يوم الجمعة السوداء إلى الجمعة البيضاء عند وصوله إلى العالم العربي

اقرأ/ي أيضًا: تعرف إلى أفضل وجهات التسوق عالميًا

يرى نواب البرلمان أن فكرة الجمعة السوداء، هي فكرة مستوردة من الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما قد يؤثر على الثقافة الخاصة بالبلد. من جانبٍ آخر، يعود اعتراض النواب إلى تأثير مثل هذا اليوم على البيئة. المخلفات والنفايات التي تنجم عن هذا اليوم الاستهلاكي بامتياز ذات حجم مهول وأحيانًا يحتاج لعمل وجهد مضاعف للتخلص منه.

من ضمن الأسباب والحجج التي تضمنتها مسودة الطلب أيضًا، هو أن القوانين الفرنسية تحدد أوقات تخفيضات الأسعار، وهي ستة أسابيع في فصليّ الشتاء والصيف، هذا مبرمج ومتعارف عليه في فرنسا، فيأتي يوم مثل الجمعة السوداء ليؤثر على تلك العادة وبالتالي يؤثر على إقبال الزبائن ومستوى الشراء.  

الجمعة السوداء في الوطن العربي

لا شك أن يوم الجمعة يحمل خصوصية لدى شعوب المنطقة العربية، وبناءً على هذا الأمر قام أحد المواقع قبل عدة سنوات بإطلاق تسمية الجمعة البيضاء بدلًا من الجمعة السوداء. أصبح هو الاسم المتعارف عليه في الوطن العربي، وبالذات في الخليج العربي، ويبدو أنه حقق ما فشل به تجار فيلادلفيا رغم محاولاتهم لتغيير تسمية ذلك اليوم، وتخليص تلك التسمية من ارتباطها برجال الشرطة. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

عربات الجر.. مصدر رزق للسوريين في تركيا

قدرة السعوديين الشرائية.. فريسة سراب ابن سلمان الاقتصادي