23-يناير-2017

مصرية ترفع شعار "تيران وصنافير مصرية" بعد الحكم بمصرية الجزيرتين (محمد الشاهد/أ.ف.ب/getty)

أهلًا بكم في تيران، مرحبًا في صنافير، بعد أن فشلت صفقة مصر والسعودية لانتقال سلمي وهادئ للجزيرتين، إلَّا أن الأمور لم تسِر كما يريدها الطرفان، أو ربما طرف واحد. من يدري؟

فسر محللون عدم صدور أي رد فعل سعودي رسمي على "مصرية تيران وصنافير" بأن المملكة تفكر جيدًا قبل أن تضغط على القاهرة

قضت المحكمة الإدارية العليا في مصر بمصرية جزيرتي تيران وصنافير، بعد رفض طعن الحكومة المصرية على وَقْف انتقال الجزيرتين إلى السعودية. نال الخبر صدى مناسبًا في مصر، وظلَّ الآراء على الجانب الآخر، في المملكة، متضاربة ومختلفة، ولا قرار رسمي.

تتبنَّى السعودية وجهة النظر التي تؤكد أن الجزيرتين، التابعتين لسيناء، ملك خالص للسعودية إلا أنهما كانتا تحت الاحتلال المصري، وهي الرؤية التي اتفقت معها فيها حكومة مصر برئاسة شريف إسماعيل.

هل صدر ردّ فعل رسمي سعودي؟ لا. لكن هناك ردود فعل ترتقي إلى الرسميَّة.

اقرأ/ي أيضًا: حتى إشعار آخر..تيران وصنافير مصريتان

السيناريو الأول

قال الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي، المقرَّب من القصر الملكي، في تصريحات صحفية، إن اللجوء للتحكيم الدولي مسألة وقت، وأكَّد الصحفي السعودي محمد القصير، وفق مصادره، أن "المملكة ستلجأ للتحكيم الدولي"، مضيفًا: "حل تيران وصنافير ملفوف حول رقبة مصر لأن الحكم محلي وليس ملزمًا للسعودية". ودعم محمد عبد الله آل زولفي، عضو مجلس الشورى السعودي والمؤرخ، قرار السعودية اللجوء للمحكمة الدولية أيضًا "لإثبات حقها"، وهو ما يمسّ رغبة شعبية لدى السعوديين في نقل الصراع من دائرته الضيقة إلى دوائر أوسع. نحو تدويل القضية.

ما الذي سيجري داخل أروقة المحكمة الدولية؟

لم تدع مصر للسعودية خيارًا آخر، فالتحكيم الدولي أصبح خيار السعودية الوحيد والأخير الآن، وفسَّر محللون سعوديون عدم صدور أي رد فعل رسمي حتى الآن بأن المملكة ليست متسرِّعة، وتفكر جيدًا وتتفاوض قبل أن تضغط على شرايين القاهرة، وتعدّ ملفًا يحتوي المستندات والخرائط تمهيدًا لتدويل القضية. القضية لا تزال ملتبسة، والدولة المصرية بلا موقف موحّد: الحكومة تؤكد سعودية الجزيرتين، القضاء يعترض، والبرلمان يفكِّر.

اقرأ/ي أيضًا: دفعة جديدة من معتقلي "تيران وصنافير"

السيناريو الثاني

بين الأحكام القضائية والمرافعات والمظاهرات، يطلّ سيناريو يمكن أن تكون المملكة في انتظاره، وهو أنّ السيسي ينتظر قرار مجلس النواب، الذي ربما ينهي كل شيء لصالح السعودية، ولا يضطر للجوء إلى استفتاء شعبي يضع شرعيته وشعبيته -المتآكلة باعترافه- على المحك.

وإذا رفض الاستفتاء الشعبي التنازل عن الجزيرتين. هل يوافق السيسي على التحكيم الدولي؟ وهل لموافقة السيسي أي أهمية؟

نعم، وهو ما يؤكده السفير أحمد القوسيني، مساعد وزير الخارجية السابق، فالتحكيم الدولي يلجأ إليه متخاصمان بإرادتهما وموافقتهما، ويتم الاتفاق بينهما على الذهاب إلى المحكمة الدولية، لأنها لا تقبل النزاع من طرف واحد.

ولو وافق السيسي. ستكون فرص السعودية في قرار دولي بانتزاع تيران وصنافير أكبر، خاصة أن تاريخ مصر في التحكيم الدولي غير مبشّر بالفوز بالقضية، حيث إن خيار مصر يقع دائمًا على ممثلين "ضعفاء".

السيناريو الثالث

لا اتفاقية تؤكد سعودية الجزيرتين، ولا أوراق رسميّة، والاتفاق المصري السعودي الذي وقَّعه محمد بن سلمان، وليّ وليّ العهد، مع شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، ليس ذا قيمة لأن الدستور لا يؤيّده، وربما تقدم مصر دفاعًا قويًا إذا كانت بالفعل تناور السعودية للحصول على أكبر قدر من المكاسب، خاصة أنه منذ دخول الجزيرتين القطر المصري لا توجد عقود أو مراسلات تحدّد موعدًا لإعادتها إلى سيادة السعودية، وهو ما يضعف موقفها، ويؤيد الموقف المصري، ويمحو ما تعتبره المملكة "حقًا تاريخيًا" في ملكية الجزيرتين للأبد.

اقرأ/ي أيضًا: 

تيران وصنافير..في المحاكم إلى الأبد؟

كيف خسرت السعودية في مصر؟