24-يوليو-2016

Photo by Ricardo Funari/Brazil Photos/LightRocket via Getty Images

مترجم بتصرف عن: ?Do Women Want To Be Objectified

أتذكر حديث صديقتي لي، كانت تحكي عن صديقها الذي يحب شفتيها ونهديها وجسدها ولا يحب كيانها بنفس القدر، انسحبت هي من تلك العلاقة لأنها كانت تشعر بالتشيؤ. تابعت مواقع التواصل الاجتماعي في يوم المرأة العالمي، قرأت عبارة على حساب مريد البرغوثي "أن أسوأ عدو للمرأة هي نفسها" فكرت في الجملة كثيرًا وتساءلت في صمت: كيف تكون المرأة عدوة لنفسها؟

في مقال نشرته جوليانا برينس في 2012 خلال لقاء حديث مع الممثلة كاميرون دياز قالت: "أعتقد أن المرأه تحب التشيؤ". بينما في الآونة الأخيرة أوضحت العديد من الدراسات السبل الكثيرة التي تبين ضرر التشيؤ. فلماذا يصر الناس على اختيار التشيؤ إذن؟

إن النوع التي تتحدث عنه دياز هو التشيؤ الجنسي وهو يتضمن النظر إلى جسد المرأة على أنه "شيء"، وهذا وإن اعتمد على اتجاه جنسي فقد تجاهل كينونة الشخص بالكامل وأفكاره ومشاعره ورغباته.

لقد انتشرت فكرة التشيؤ حتى في الرسائل والصور داخل المجتمع الأمريكي، إنهم يربطون بين قيم المرأة ومظهرها والانجذاب الجسدي لها

هذا الأمر سيئ ولا يناسب الكثير من النساء. إن هذه المقاييس غير الواقعية تؤدي إلى شعور بالخجل تجاه الجسد وعدم تقبله، وهذا يؤدي بدوره إلى عادات غير صحية في تناول الطعام والرياضة.

مع مرور الوقت أدى مداومة التعرض للتشيؤ إلى انعكاس ذلك داخل النفس، فكان نتيجة طبيعية له الوصول إلى تشييئ الذات، وهذا يتضمن الأخذ بنظرة المراقب لجسد المرأة والتصرف على أساسها، بل والحكم بناء على المظهر الجسدي.

في مجموعة حديثة من الدراسات تم اختيار مجموعة من النساء لتجربة ملابس السباحة أو إحدى السترات، وبعدها تنفيذ مجموعة من المهام، لقد شعرت النساء الاتى ارتدين بدلة السباحة بالخجل والذي انعكس على تناولهن للطعام "ترك جزء متبقي من حلوى الشوفان لأنهم يشعرون بالذنب عند تناوله بالكامل". انعكس هذا أيضًا على نتائجهن في اختبار للرياضيات كجزء من المهام، وكان تفسيرهن أن قدراتهن على الانتباه قلت بعد تجربة ارتداء ملابس السباحة.

اقرأ/ي أيضًا: مقاومة المرأة الفلسطينية في زمن الليبرالية الجديدة

من الملاحظ أن تلك النساء كن يشعرن بعدم الرضا عن مظهرهن أثناء الدراسة، بالرغم من أنهن لم يخترن ولم يتوقعن ارتداء بدلة السباحة. لا أحد يحب التسوق لشراء ملابس السباحة وحتى لو اختار البعض ذلك بكامل إرادته.

ولكن ماذا عن تلك المرات التي نشعر فيها بالرضا عن مظهرنا؟ لا تركز الدراسات التي تتناول التشيؤ على هذه الأوقات وذلك لأنها لا تأتي كثيرًا، وقد تمكث قليلًا إذا أتت، لكنها سبب من الأسباب التي تختار فيها المرأة تشيؤ الذات بالرغم من عواقبه، فالشعور بالانجذاب يجلب الاستحسان، ولذلك فإن الشعور بعدم الانجذاب يصيب بالحزن واضطراب الثقة بالنفس.

كطالبة جامعية أقوم بدراسة تشيؤ الذات والذي أقوم به مع جينفر كروكر وجولي جارسي، فنحن نهتم بالبحث عن تأثير التجارب اليومية على تشيؤ الذات ومقارنته بالتجارب المعملية، كل هذا له تأثيره على الإنسان.

في دراسة أعطينا مجموعة من طالبات الجامعة استبيان مدته أسبوعين مبرمج على جهاز يشبه الحاسب الآلي وكانت النتيجة مدهشة، لقد استفادت بعض المشاركات من تشيؤ الذات في حياتهن اليومية، أما بالنسبة لتلك السيدات اللاتي لديهن درجة عالية من الثقة بالنفس وتقدير الذات فقد زادت درجة ثقتهن وتقديرهن لذواتهن لأنهن يردن دائمًا الشعور بالانجذاب في تلك اللحظات التي يوجه إليهن شعور تشيؤ الذات مقارنة بالأخريات اللاتي يعانين من قلة تقدير الذات فكانت هذه التجربة لها وقعها السيئ عليهن والسبب هو شعورهن بالكره وعدم الانجذاب.

اقرأ/ي أيضًا:

المرأة السورية.. عبء التقاليد وأعباء الثورة

العنف الزوجي وزواج القاصرات.. أرق المغربيات