08-سبتمبر-2021

مساع فرنسية للعب دور إقليمي في العراق (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

تناول تقرير مطوّل لموقع ميدل إيست آي البريطاني طبيعة المساعي الفرنسية لسد الفراغ الأمريكي في العراق والحصول على أوراق قوة جديدة في المنطقة، من شأنها أن تعزز قوة باريس  في صراعها الدائر مع تركيا وفي النزاع المستمر على غاز شرق المتوسط، بعد فشلها المحتمل في لبنان حسب بعض التقارير.

تناول تقرير مطوّل لموقع ميدل إيست آي البريطاني طبيعة المساعي الفرنسية لسد الفراغ الأمريكي في العراق والحصول على أوراق قوة جديدة في المنطقة

وفي هذا الصدد كشف مسؤولون عراقيون لموقع ميدل إيست آي أن مؤتمر بغداد الأخير للتعاون والشراكة كان في الأصل مشروعًا فرنسيًا، وأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "كان يأمل أن تكون القمة الإقليمية التي عقدت في بغداد نهاية الأسبوع الماضي فرصةً لإطلاق طموحات بلاده كوسيط إقليمي في المنطقة". هذا الأمل الفرنسي، مع ذلك، جوبه بصعوبات عديدة، من بينها أن المسؤولين العراقيين والأمريكيين يرون أن فرنسا لا تملك النفوذ  والقوة اللازمة لتحقيق ذلك، بالرغم من أنها تحتفظ بالمركز الثاني في تعداد القوات الأجنبية الموجودة في العراق بعد الولايات المتحدة، وبالرغم من تخطيطها للبقاء في العراق بعد الانسحاب الأمريكي.

اقرأ/ي أيضًا: دور محتمل للعراق من أجل تقارب سعودي إيراني في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة

ونقل موقع ميدل إيست آي عن مسؤول عراقي كبير، فضل عدم الكشف عن هويته، أن  الفكرة الأصلية لمؤتمر بغداد حسب التخطيط الفرنسي كانت "إيجاد حليف استراتيجي بديل للعراق ليحل محل الولايات المتحدة بعد انسحابها"، خاصة وأن العديد من القوى السياسية العراقية، بما فيها تلك المدعومة إيرانيا، قلقة من فكرة الانسحاب الأمريكي الكامل من البلاد.

وأضاف المسؤول العراقي الكبير أن القادة العراقيين "كانوا ولا يزالون يبحثون عن قوة يمكنها تأمين توازن موضوعي ضد النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة، فلا أحد يريد أن يسقط بالكامل في المستنقع الإيراني، والإيرانيون أنفسهم لا يريدون أن يكونوا مسؤولين عن كل ما يحدث في العراق ويبحثون عن شركاء في الغنائم والخسائر".

يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته للعراق في أيلول/سبمتبر 2020، أعلن فكرة المؤتمر بشكل صريح تحت عنوان "دعم سيادة العراق" وكان من المفترض أن يُعقد المؤتمر في باريس، حيث أراد الفرنسيون أن يكونوا منظمي الحدث. لكن عدم حماس العراقيين لفكرة عقد المؤتمر في باريس، وتوسيع المؤتمر ليشمل عددًا من المنافسين الإقليميين، حتّم نقله إلى بغداد وإعادة صياغته كحدث يركز على الاستقرار في الشرق الأوسط.

ونقل موقع ميدل إيست آي عن عضو في فريق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قوله: "رغم أن فرنسا عمليًا لا علاقة لها بالمؤتمر في شكله النهائي، ومشاركتها غير مبررة، لم يستطع العراقيون استبعادها لأنها كانت صاحبة الفكرة الأصلية"، مضيفًا أن "العراق يريد العودة إلى لعب دور الوسيط بينما الفرنسيون أرادوا أن يكون هذا المؤتمر تذكرة لعودتهم إلى المنطقة عبر العراق".

ومع ذلك حرص العراقيون على تقديم دولة فرنسا كرئيسة مشاركة للمؤتمر، لكن الحقيقة، حسب عضو فريق رئيس الوزراء العراقي "هي أن العراقيين هم الذين نظموا كل شيء، وتجمُّع كل هذه الدول المشاركة كان ثمار جهود الكاظمي وعلاقاته". وأشار الموقع البريطاني إلى أنه نقل هذه المعلومات إلى وزارة الخارجية الفرنسية بغية الحصول على تعليق، لكنه لم يتلق ردّا.

هل يفضي الانسحاب الأمريكي إلى فوضى في العراق؟

اعتبر تقرير ميدل إيست آي أن  الانسحاب الأمريكي الدراماتيكي من أفغانستان الشهر الماضي واستيلاء طالبان السريع على السلطة ألقى بظلال ثقيلة على المشهد السياسي في العراق وأثار مخاوف عدد من القوى السياسية العراقية من احتمال ظهور سيناريو متكرر في العراق.

ويرى بعض من استطلع ميدل إيست آي آراءهم أن الانسحاب الأمريكي الكامل من العراق وفقدان إيران السيطرة على وكلائها داخل البلد، سيؤدي بالضرورة إلى فوضى سياسية وشعبية واسعة النطاق، وأن هذه الفوضى تعني اندلاع صراع دموي بين الجماعات الطائفية والسياسية.

اعتبر تقرير ميدل إيست آي أن  الانسحاب الأمريكي الدراماتيكي من أفغانستان الشهر الماضي واستيلاء طالبان السريع على السلطة ألقى بظلال ثقيلة على المشهد السياسي في العراق

كما نقل الموقع عن عضو في فريق الكاظمي قوله إن "النظام السياسي في العراق لم يستمد شرعيته من الانتخابات، بل إنه يستمدها من الشرعية التي يمنحها المجتمع الدولي له". وبالتالي فإن "تهديد شرعية هذا النظام سيوصل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى استنتاج مفاده أن العراق أصبح قضية خاسرة وأنه لا جدوى من الاستمرار في دعمه، وذلك سيعني انهيار هذا النظام وتحول العراق  إلى حالة طوائف متناحرة ".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ملف شرق المتوسط.. تعقيدات تزيد من احتمالات التصعيد