28-نوفمبر-2024
الحرب على غزة

هل تتوقف الحرب على غزة تأسّيًا بما حدث في لبنان؟ (رويترز)

عقب ساعات من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، انطلقت دعوات دولية وإقليمية تنادي بضرورة التوصل إلى اتفاق مماثل ينهي الحرب المستمرة منذ عام، دون وجود بارقة أمل بإنهائها بسبب تعنت رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو. يأتي ذلك رغم وجود قرار صادر عن مجلس الأمن بوقف الحرب، وآخر من محكمة العدل الدولية يلزم إسرائيل بإنهاء وجودها في الأراضي الفلسطينية ومنع الإبادة الجماعية في غزة.

وقد بدأت الولايات المتحدة، المتهمة بالمشاركة في الحرب وتوفير المظلة السياسية والدبلوماسية لاستمرارها، جهودًا جديدة تهدف إلى إنهاء الصراع، قبل أن تلتحق بها قوى دولية وإقليمية أخرى.

في واشنطن، أعلن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان أن الولايات المتحدة ستبدأ مسعى جديدًا "للتوصل إلى اتفاق يوقف الحرب في قطاع غزة".

تزايدت الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة بالتزامن مع وقف العدوان على لبنان

وأضاف سوليفان، في تصريح لقناة إم إس إن بي سي: "الرئيس بايدن يعتزم بدء هذا العمل اليوم من خلال تواصل مبعوثين مع تركيا وقطر ومصر وفاعلين آخرين في المنطقة".

يُشار إلى أن الرئيس الأميركي، الذي تنتهي ولايته بعد أقل من شهرين، تعهد سابقًا بالعمل "مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين دون وجود حماس في السلطة"، وفق تعبيره.

وتأتي هذه الدعوة الأميركية الجديدة بعد قرار قطر تجميد وساطتها، ورفض نتنياهو عرضًا تركيًا للتوسط.

وفي تعليق لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على هذه التطورات، قال: "إن الوضع في الشرق الأوسط يستمر في التدهور نتيجة سياسات إسرائيل العدوانية". كما وجّه لافروف انتقادات للموقف الأميركي، مؤكدًا أن "رغبة واشنطن في احتكار الوساطة والتضحية بقرارات مجلس الأمن من أسباب تدهور الوضع في الشرق الأوسط".

إقليميًا، أجرت القاهرة والدوحة، أمس الأربعاء، مباحثات جديدة حول الأوضاع في غزة. جاء ذلك خلال لقاء انعقد في مقر الرئاسة المصرية بين عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وبحسب بيان للرئاسة المصرية، بحث الطرفان "الجهود المشتركة الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة".

وسبق أن عبّرت قطر، مع اقتراب التوصل إلى اتفاق بشأن لبنان، عن "أملها في أن يفضي ذلك إلى اتفاق مماثل لوقف الحرب المستمرة على قطاع غزة".

بدورها، جددت أنقرة موقفها بأنها "مستعدة للمساعدة بأي طريقة ممكنة للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة". وفي هذا الصدد، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، على هامش اجتماع مع نواب حزبه في البرلمان: "نعلن أننا، بوصفنا تركيا، مستعدون لتقديم أي مساهمة لإنهاء المذبحة في غزة وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار".

وفي تطور مفاجئ، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت والقناة الـ12 الإسرائيلية عن طلب إسرائيل من تركيا التوسط مع حماس. فمع الأيام الأولى من عرض تركيا وساطتها، سارعت إسرائيل إلى رفضها. لكن يديعوت أحرونوت أكدت، نقلًا عن مصادر موثوقة، أن تل أبيب طلبت من أنقرة التدخل للتوسط مع حماس "للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى".

هذا الأمر انتقدته بشدة القناة الـ12 الإسرائيلية، مشيرة إلى أن "أردوغان، الذي وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالأمس بالنازي، تحول في لحظة إلى راعي الوساطة بين إسرائيل وحماس".