11-نوفمبر-2017

كوّنت إيران العديد من المليشيات الأجنبية في سوريا ويتصاعد تذمر جيش الأسد وشبيحته منها (مورتيزا نيكوبازل/ رويترز)

مع دخول أطراف لمساندة بشار الأسد في الصراع على الأرض السورية، بدأت بعض الأطراف المحيطة به تتخوف من سطوة حزب الله واليد الإيرانية الطولى المتنفذة في القيادة العليا، ولكن المؤشر الكبير للتدخل الإيراني وبداية التحول كانت مع مقتل عناصر خلية الأزمة وهم كبار ضباط الجيش والمخابرات الذي اتهمت عناصر الحرس الثوري الإيراني بتصفيتهم، وهذا ما نقل شعور الخوف إلى المستوى الأعلى حيث استشعر ضباط النظام الخطر بالرغم من محاولات نظامهم إظهار الإيرانيين أخوة في المنهج والمعركة.

طالما تخوفت الأطراف المحيطة بالأسد من سطوة حزب الله واليد العليا لإيران المتنفذة لكن هيمنة سياسة التوافق تواصلت خدمة لمصالح أخرى

مآلات الخوف

نقلت مواقع موالية أخبار الخلافات على قيادة القوات بين ضباط النظام وعناصر من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، وشتائم لعناصر جيش النظام بأنهم مرتزقة ولصوص، وأن بعض عناصر حزب الله يتحدثون عن "بيع بعض هؤلاء الضباط لمناطق تمت السيطرة عليها للمعارضة مقابل ملايين دفعتها السعودية في محيط دمشق عن طريق وسطاء"، وما إلى ذلك من قصص على الأرض وقعت بين رفقاء السلاح الممانع.

اقرأ/ي أيضًا: سوريا واستنساخ سيناريو تبعية العراق

أما حادثة المواجهة المباشرة فهي التي نقلها موقع عربي 21 منذ فترة عن إقدام ضابط من النظام على قتل ضابط من الحرس الثوري الإيراني في مقر قيادة غرفة العمليات في الفرقة الخامسة في مدينة إزرع بريف درعا، بعد أن نشب خلاف حاد بينهما، وبحسب صفحة "إعلاميو حوران المستقلون" على "فيسبوك"، التي أوردت الخبر، أنه تم على الفور إعدام ضابط النظام.  

تعقدت العلاقة فيما بعد أكثر في الجبهات الحاسمة التي خاضت فيها عناصر الحرس الثوري وحزب الله معارك ضد المعارضة حيث برزت الخلافات الحادة حول أولويات القتال ومن يعطي الأوامر، وكذلك بين الروس والإيرانيين أيضاً في عدم مساندة الروس أحياناً في القصف على مواقع المعارضة عقوبة للإيرانيين وميليشياتهم وهذا ما كان يوقع خسائر كبيرة بينهم.

اقرأ/ي أيضًا: شبيحة الأسد.. تعرف على أبرز المليشيات الأجنبية المقاتلة مع النظام السوري (3-3)

أولويات إيرانية فقط

في حلب كانت أكبر الجبهات التي استمر الصراع حولها طويلاً، كانت استعادة حلب من أولويات النظام ليتحدث عن سيطرته على مدن كبرى وحساسة إضافة لدمشق، وكون حلب كانت معقلاً كبيراً للمعارضة وجبهة معنوية كبرى، وهنا تبادلت الأطراف حسب أغلب مواقع المعارضة تسريبات عن خلافات في قيادة المعارك ونسب النصر إلى طرف دون آخر، وهذا ما ظهر جلياً في ظهور أعلام حزب الله فقط في مناطق القتال، وآخرها كان في دير الزور حيث نسب النصر إلى عناصر الحزب مما أثار سخطاً بين ضباط النظام.

في هذا السياق، موقع "الجزيرة نت" نقل في أحد تقاريره ما قاله ضابط في جيش النظام حول سطوة الإيرانيين عليهم: "لن أقبل أن يستمر الوضع على ما هو عليه، أنا عميد في الجيش السوري ولست مجندًا في الجيش الإيراني أو عنصرًا عند حسن نصر الله".. ونسبه الموقع لحديث التقطه ثوار ريف اللاذقية، جرى بين ضابطين في جيش النظام على محور قمة النبي يونس.

أما على صعيد تبادل الأسرى فكانت الأولوية لعناصر حزب الله وللايرانيين بينما تم ترك الكثير مدنيين وعسكريين، من أنصار النظام، بأيدي قوات المعارضة وبعضهم تمت تصفيته بعدما رفض النظام مبادلته.

وظهرت تلك الأولويات جلية في أغلب الصفقات التي تمت بين النظام والمعارضة في ريف دمشق حيث تم إطلاق سراح الخبراء الإيرانيين الذين تم خطفهم من قبل المعارضة فيما بقيت استغاثات ضباط النظام من دون أي استجابة.

الشامي.. إسرائيل كنز إيران

تتعدد، خلال الأشهر الأخيرة، صور عن كيف تأكل "الممانعة" بعضها البعض قي سوريا اليوم من قتل وخيانة وإهانات

منذ أيام قليلة أثار منشور لأحد شبيحة النظام المقيم في ألمانيا عبد المسيح الشامي ردود فعل تراوحت بين الدهشة والسخرية ولكنها المرة الأولى التي يوجه فيها أحد رجالات بشار الأسد اتهامات مباشرة لإيران عما يجري في سوريا من حرب دموية ودمار، ويتهمها بما هو أشد قسوة، "في تحالفها مع أمريكا وإسرائيل".

الشامي سخر من كل من يعتقد أن أمريكا ستشن حرباً على إيران وفق ما يروج في هذه الأيام عن قيام تحالف عربي أمريكي للوقوف في وجه المد الإيراني في المنطقة قائلًأ: "من يعتقد أن أمريكا أو إسرائيل يمكن أن يشنا حربًا ضد إيران فهو ساذج ولا يعرف شيءًا مما يجري في كواليس السياسة العالمية والإقليمية".

وأضاف الشامي أن الدولتين المذكورتين يمكن أن تشنا حرباً على أي دولة عربية لأن إيران هي الكنز الاستراتيجي لهما: "إسرائيل وأمريكا يمكن أن يشنا حربًا على أي بلد عربي، كلبنان وسوريا والعراق وليبيا ومصر وغيرهم.. ولكن ليس على إيران، فإيران هي كنزهم الاستراتيجي الذي بنوه كل شبر بندر.. فلولا إيران ما استطاعوا سرقة أموالنا ولا احتلال بلداننا ولا السطو على ثرواتنا ولا تقسيم أراضينا ولا التحكم بحكامنا".

ومن جانب آخر، قال الشامي إن إيران لا يمكن أن تشن حرباً على إسرائيل لأنها كنزها الاستراتيجي أيضاً: "إيران يمكن أن تشن حربًا على أي بلد عربي، كلبنان وسوريا والعراق وليبيا وغيرهم، ولكن ليس على إسرائيل، لأن إسرائيل هي أيضًا كنز إيران الإستراتيجي".

أما السبب فيعيده الشامي إلى انتهازية إيران وتفضيلها مصالحها حتى على حلفائها ويقصد (النظام السوري) الذي استغلته لتحقيق اتفاقها النووي مع الغرب: "فلولاه ما استطاعت إيران سرقة أموالنا ولا السطو على ثرواتنا ولا تقسيم أراضينا ولا التحكم بحكامنا.. والدليل أن ثماني سنوات من الحرب الإسرائيلية على حليفتها في محور"المقاومة" سوريا لم تجعلها تفكر برشق إسرائيل بالحجارة وليس محاربتها.. علماً أن عشر صواريخ مقاومجية على تل أبيب كانت كفيلة بإنهاء الحرب في سوريا وبانتصار حلف "المقاومة".. ولكن بدلًا من أن تفعل ذلك، استغلت الحرب السورية وذهبت لتوقيع اتفاق صداقة وعدم تعرض وعدم تهديد مع إسرائيل عبر حلفائها في الغرب، أسموه الإتفاق النووي".

وذهب الشامي إلى أبعد من الاتهام عندما ربط بين تشكيل ما يعرف بـ"محور المقاومة" والتبرير لإسرائيل بضرب الدول العربية: "أ ليست إيران هي التي شكلت محور المقاومة تحت شعار إزالة إسرائيل، فلماذا إذا عندما جاءت الحرب ضد إسرائيل ذهبت لتوقيع اتفاق صداقة معها عبر حلفائها.. هل شعار إزالة إسرائيل وربطه بمحور إسمه المقاومة توجد فيه سوريا ولبنان، كان لتحريض إسرائيل وإعطائها المبرر لغزونا وضربنا وشن الغارات والحروب علينا".

واستغرب معلقون مؤيدون للنظام ما كتبه الشامي واعتبروه انقلاباً على ما كان يدلي به في السابق، بينما معارضون رحبوا بجديد الشامي وآخرون اعتبروه رأياً متأخراً. أما الرد اللافت من الشامي فكان عن سؤال من أحد المعلقين عن الحرب العراقية الإيرانية فقد أجاب الشامي: "هل تعلم أن أغلب الأسلحة التي قاتلت بها إيران العراق كانت إسرائيلية؟؟".

رد الشامي

بغض النظر عما كتبه الشامي والردود عليه فهي لا تقدم ولا تؤخر من موقف هؤلاء المتشددين في دعم النظام، وحجة أننا مع سوريا ولسنا مع الأسد وأننا ضد إيران لا تعفي هؤلاء من التشبيح الذي مارسوه لسنوات على حساب الدم السوري والمتواصل للآن، لكنها صور تتجلى عن كيف تأكل "الممانعة" بعضها البعض في سوريا اليوم.

 

اقرأ/ي أيضًا:  

الصراع على الشرق السوري.. حرب الوكالة المعلنة

المقاتلون التونسيون مع النظام السوري.. إرهاب آخر!