24-أكتوبر-2016

بوب ديلان

تحدّثنا الشاعرة والصحفية تشارلوت رانسي عن بوب ديلان و"ترفّعه" عن قبول جائزة نوبل للآداب لهذا العام وما سيحدث لو قرر رفضها. يبدو أنّ لجنة جائزة نوبل لم تتمكّن حتّى الآن من التواصل مع بوب ديلان للحديث معه بخصوص ترتيبات تسليم الجائزة. قبل أسبوع تقريبًا شارك ديلان في حفل في لاس فيغاس ولم يذكر أي شيء عن فوزه بالجائزة التي تعدّ الأهمّ في العالم.

ما الذي سيحدث حقًّا إن استمرّ بوب ديلان في رفض الحديث مع الأكاديمية وتجاهل اتصالاتها؟

ولكن ما الذي سيحدث حقًّا إن استمرّ ديلان في رفض الحديث مع الأكاديمية وتجاهل اتصالاتها؟ لقد كان جان بول سارتر الشخص الوحيد الذي رفض الحصول على الجائزة، إذ كتب رسالة للجنة عام 1964 يطلب منهم أن لا يضعوا اسمه من بين المرشحين للجائزة. ولكن ذلك كان في زمن البريد العاديّ، فحين وصلت الرسالة كانت اللجنة قد أصدرت حكمها بمنح الجائزة لسارتر ذلك العام.

اقرأ/ي أيضًا: نوبل للآداب 2016.. للمُحتج بوب ديلان

وقد قال سارتر أيامها: "هنالك فرق بين جان بول سارتر، وجان بول سارتر الحائز على جائزة نوبل.. على الكاتب أن يرفض أن يترك نفسه تتحوّل إلى مؤسسة، حتى لو حدث ذلك بأكثر الصور تشريفًا ونزاهة". وثمّة إشاعات دارت ولم تتأكّد بأن سارتر قد طالب بعد حين بالحصول على قيمة الجائزة الماليّة.

وقد رفض بعض الكتّاب الجائزة خوفًا من الملاحقة والاضطهاد. فالكاتب السوفيتي المنشقّ أليكساندر سولزهينتسين لم يسافر إلى ستوكهولم لحفل استلام الجائزة عام 1970، لأنّه كان يخشى أن تمنعه سلطات الاتحاد السوفيتي من العودة. كما رفضت اللجنة طلب سولز هينتسين بإقامة الحفل في السفارة السويدية في موسكو، فاضطر للاعتذار عن استلام الجائزة مبدئيًا، ثم قبلها بشكل رسميّ عام 1974 حين طرد من الاتحاد السوفيتي.

هنالك في المقابل أسماء كبيرة مشهورة وجدوا تجاهلًا من الأكاديمية، منهم فلاديمير نابوكوف، وجون تولكين، وويستن هيو أودن، وبورخيس، وتولستوي وتشيخوف.

أكّدت سارة دانيوس من الأكاديمية السويديّة على أنّ ديلان "قد فاز بالجائزة ولا فرق لدينا إن قبلها أو رفضها"

اقرأ/ي أيضًا: نوبل بوب ديلان.. إعادة تعريف الأدب

لكن ورغم رفض سارتر للجائزة، إلا أنّ اللجنة لم ترفع اسمه من قائمة الفائزين. فقد قالت اللجنة حينها: "إن رفضه الجائزة لا يغيّر من رأينا بحقّه بها". وهذا يعني أنّه من الممكن رفض استلام قيمة الجائزة (البالغ حاليًا 900 ألف دولار أمريكي)، إلا أنّه لا يمكن إلغاء قرار اللجنة، وذلك وفق ما تنصّ عليه اللوائح الرسمية في مؤسسة نوبل بأنّ الجائزة لا تقبل الرفض ولا الإلغاء. 

وقد أكّدت سارة دانيوس من الأكاديمية السويديّة على أنّ ديلان "قد فاز بالجائزة ولا فرق لدينا إن قبلها أو رفضها... فإن لم يشأ المجيء إلى حفل توزيع الجائزة فله ذلك، ولكن سيبقى الحفل الكبير قائمًا، وشرف الجائزة عائدٌ إليه".

وهكذا فإنّ بإمكان ديلان أن يتجاهل أمر الجائزة ما شاء له أن يتجاهل، ولكن اسمه سيبقى في قائمة الفائزين بنوبل للآداب، وسواء حضر إلى حفل التكريم أو غاب عنه، فإنّ الناس سيذكرونه دومًا بوصفه الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 2016. 

اقرأ/ي أيضًا:

سفيتلانا أليكسيفيتش.. نوبل للآداب 2015

لماذا لا أتمنى نوبل لأدونيس!