18-سبتمبر-2019

ريناتا بروزوفسكا/ بولندا

منذ فترة لمحتها هناك،

حيث اللّاشيء،

العدم وظلّ شجرة مائلة،

حيث الكثرة ولا أحد قد حضر،

جميعهم لا يتقنون الحضور، إلّاها.

وأنا كنت ضائعًا فيها ومعها،

أربعينية القدّ هلّت قمرًا في سماء وحدتي،

أنارت المسرح الذي كنت أحسبه مضاءً،

الفتيات المتجمّلات

قالت لهنّ؛

تعلّمن الجمال واتركن التودّد إلى الشّعراء الحمقى،

فهم مسكونون بالعدم،

يعاشرون الأطياف والذكريات المحطّمة فوق رصيف الزمن،

يبيعون قراطيس الغزل إلى فقراء البوح من الأثرياء،

أمّا أولئك الفقراء حقًّا،

فهم الشّعراء،

متعبون من الأحلام التي لن تتحقّق،

مرهقون من نزف شرايين الورقة.

لا تهمنّي هكذا تفاصيل،

لأنّني في الأصل فقير،

شحب جلدي، حتى العروق لم تعد ترى.

ثقيلة الحضور كانت،

والضياع لم ينته..

تؤلّف معزوفات على أوتار القلوب،

تعبث بهم وتبعثهم من جديد.

تراها، تقع في شَركها مرغمًا،

تدوس كلّ القوانين وتتّخذ التمرّد قانونًا.

جاءت تتختّل سائلةً؛

أراك جريئًا يا فتى؟!

تقطف وردةً وتهديها إلى امرأة مثلي.

رأيت حديقتك تنقصها وردتي،

أعرف أنّك لن تجديها إلى في بستاني، سيّدتي.

مغرورٌ أيضًا، وكأنّني سأقْبلها؟!

يكفيني شرفًا أنها قطفتْ لك.

تغازل كلماتي بالكلمات،

وأنا سيّدة البوح؟!

أنت أنثى شفّافة،

أبصرت ما لم يبصر كلّ من سبقني،

جريئةٌ تغازل جرأتي.

من أين تأتي بالمفردات في حضرتي؟!

من عينيك والوهج فيها،

من شفتيك والعسل فيها،

من تفاصيلك التي تحاكي روحك،

من الشّامات المتناثرة والخصر المتمايل،

منك ومنّي.

إلى أين تريد الوصول؟!

الوصول نسبيّ أيّتها الأنثى الاستثنائية.

لو تعلم كمْ أنا مرهقة،

وكم حصدَتْ منّي التّجارب،

هل تخالني مراهقة؟!

دعينا نتّفق أنّني أراك يانعة فلا تتمنّعي،

سأغوص فيك ولا أخشى الغرق،

سأكتبك وأمحو أثر الوجع من محيّاك،

سأكون بئرًا عميقةً ترمين فيها كلّ شيء يرهقك،

سأكون لك توبةً،

والتّوبة تجبّ ما قبلها،

فهل انتهت الأسئلة؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

أهكذا تكون الغربة؟

ثوب القرصان