07-أكتوبر-2021

المياة المكربنة تساعد في تحقيق الترطيب للجسم (SHUTTERSTOCK)

التراصوت - فريق التحرير

قد تتساءل إن كنت من محبي المياه المكربنة عن تأثيرها الصحي، خاصة مقارنة بالمياة العادية. في هذا التقرير المترجم بتصرف عن صحيفة نيويورك تايمز، إجابة عن هذا التساؤل.


يستهلك الناس المياه المكربنة بشكل متزايد في العديد من دول العالم، حيث صار تناول المياه المكربنة بديلًا مفضلًا عن الصودا والمشروبات الغازية التي تشتمل على السكّر أو المحليّات، وهو ما جعل قطاع إنتاج وتعبئة المياه المكربنة ينمو بشكل ضخم مؤخرًا، حيث تقدّر قيمة القطاع في الولايات المتحدة فقط بحوالي 4 مليارات دولار أمريكي.

قد تتساءل إن كنت من محبي المياه المكربنة عن تأثيرها الصحي، خاصة مقارنة بالمياة العادية. في هذا التقرير المترجم بتصرف عن صحيفة نيويورك تايمز، إجابة عن هذا التساؤل

ويفضّل البعض شرب المياه المكربنة حتى كبديل عن المياه العادية، خاصة في حال كانوا لا يتناولون القدر الكافي من المياه يوميًا ويشعرون بأن اللجوء إلى المياه المكربنة سيساعدهم على تحقيق الحدّ الأدنى من تناول السوائل المفيدة التي يحتاجها الجسم. هذا بالإضافة إلى الاستمتاع بتجربة تناول المياه المكربنة، من فتح العبوة وصوتها وسكبها والشعور الذي تضفيه تلك الوخزة على اللسان عند شرب المياه المكربنة.

فالمياه المكربنة مصدر ممتاز للحفاظ على مستوى جيّد من "التميّه" أو "الترطيب" (Hydration)، كما أن طعمها مقبول للأشخاص الذين لا يحبون شرب المياه العادية. لكن ماذا عن الفائدة، وهل هي بنفس فائدة المياه العادية للصحة؟

يتفق خبراء التغذية على أن المياه المكربنة، والتي تشمل المياه المكربنة صناعيًا أو المياه الفوارة الطبيعية، تساعد في تحقيق الترطيب للجسم وسدّ احتياجاته من الماء تمامًا مثل المياه العادية، إلا أنّ الفرق الأساسي بينهما هو وجود الفلورايد في المياه العادية التي تصل المنازل، والذي يساعد في محاربة تسوّس الأسنان.

Benefits of Drinking Water - Elite Care 24 Hour Emergency Room

لكن لو كنت تستخدم مياه الصنبور المفلردة، أي التي تشتمل على الفلورايد، في تغسيل أسنانك وفي الطهو في المنزل وتشرب منها أحيانًا، فلن تكون هنالك مشكلة في حال اعتمدت بشكل كبير على المياه المكربنة للشرب. أما إن كنت تجهّز مياهك المكربنة في البيت أصلًا، فهذا يعني أنك تحافظ على مستوى الفلورايد فيها كأنك تشرب المياه من الحنفية.

الفرق الآخر أيضًا يتمثل في كون المياه المكربنة أكثر حمضية في الأفواه من المياه العادية، وذلك لأنها تشتمل على ثاني أكسيد الكربون، والذي يتحول إلى حمض كربوني عندما تتفاعل مع اللعاب، وهو ما يؤدي إلى انخفاض مستوى الحموضة في الفم. يشير مقياس الحموضة (pH) إلى كون المحلول أكثر حمضية أو قلوية، حيث يمكن للمشروب عالي الحمضية أن يكون ذا أثر ضار على الأسنان، ويجعلها أكثر عرضة للتسوس. لكن حري بالذكر هنا أن المياه المكربنة غير المحلاة أقل ضررًا على الأسنان وتآكلها مقارنة بالصودا أو حتى عصير الفواكه، وذلك وفق دراسة نشرت عام 2016 في مجلة الجمعية الأمريكية لطب الأسنان.

بعض الشركات المنتجة للمياه المكربنة تضيف إليها مكونات مختلفة مثل حمض السيتريك، وذلك لإضفاء طعم جديد عليها، وهو ما يزيد من مستويات الحمضية في المشروب، وهو ما قد يحدث بالقدر ذاته في حال أضفت شرائح الليمون إلى مشروبك.

وما تزال الأبحاث حول أثر المياه المكربنة على الأسنان قليلة وغير قاطعة في نتائجها. ووفق الدكتورة بريتاني سيمور، الأستاذة المشاركة في كلية هارفرد لطب الأسنان، والمتحدثة باسم الجمعية الأمريكية لطب الأسنان، فإن الأثر السلبي على الأسنان قد يحصل في حال استهلاك كميات كبيرة يوميًا من المياه المكربنة، أقل من أن يبلغ المستوى الذي يمكن أن تتسبب به مشروبات أخرى، مثل عصير الفواكه أو الصودا".

يتفق خبراء التغذية على أن المياه المكربنة، والتي تشمل المياه المكربنة صناعيًا أو المياه الفوارة الطبيعية، تساعد في تحقيق الترطيب للجسم وسدّ احتياجاته من الماء تمامًا مثل المياه العادية

إلا أنّه ينصح عمومًا بالاكتفاء بعبوة واحدة من المياه المكربنة يوميًا، وعدم تحويلها إلى المصدر الأساسي لشرب المياه خلال اليوم. كما قد يسمح بشرب أكثر من عبوة واحدة في حال تناولها مع الطعام، والذي من شأنه أن يخفف من أي أثر ضار محتمل لها، وذلك لأن الفم يفرز قدرًا إضافيًا من اللعاب أثناء مضغ الطعام، وهو ما يؤدي إلى تحييد الأثر الحمضي وضرره على الأسنان.